في مدينة يافا العديد من المؤسسات والجمعيات واللجان التطوعية, التي تقوم بتقديم خدمات متنوعة, ومساعدات مختلفة لأبناء المجتمع بدافع الشعور بالمسؤولية, والإحساس بالانتماء الوطني, وحب الخير للآخرين دون مقابل أو عوض مادي, والعمل التطوّعي لا يقتصر على مجتمع ولا على فئة من الناس, إنما هو ظاهرة إنسانية لا يخلو منها مجتمع من المجتمعات, ولا امة من الأمم, والعمل التطوّعي يشمل كل وجوه الخير, وجميع مناحي الحياة ,الغرض منه تقديم الخدمات الإنسانية, والاحتياجات الاجتماعية التي تسهم في تحسين ظروف الحياة, وإسعاد الناس, وفي خلق جو من التكافل والتعاون بين أفراد المجتمع, والعمل التطوّعي يعتبر من أفضل الأعمال وأحبها إلى الله, خض عليه الدين وأثنى على فاعليه, يقول تعالى: ومن تطوّع خيراً فان الله شاكرٌ عليم, ويقول أيضا: وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا, وأوحينا إليهم فعل الخيرات واقام الصلاة وإيتاء الزكاة وكانوا لنا عابدين, وفي الحديث المتفق عليه: من مشى في حاجة أخيه كان خيراً له من اعتكاف عشر سنوات, وفي حديث أخر: والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه.
في الثالث عشر من شهر آذار أعلنت لجنة الانتخابات للهيئة الإسلامية في يافا عن فتح باب الترشيح لإدارة الهيئة الاسلاميه ابتدأ من 19/3/ 2011 حتى 31/3/2011 مضى أكثر من أسبوع ولم يتقدم احد للترشيح وفي 27/3/2011 ناشد الشيخ سليمان سطل المسلمين في خطبة الجمعة الترشيح لانتخابات إدارة الهيئة الاسلاميه, انتهت المده المحدده للترشيح, ولم يتقدم أحد للترشيح, تم تمديد فترة الترشيح للمرة الثانية, ولم يتقدم للترشيح سوى ثلاثة أشخاص, فتقرر تمديد فترة الترشيح للمرة الثالثة والأخيرة حتى 15/5/2011 .
وقال رئيس لجنة الانتخابات السيد علي غوطي, في حال عدم تقدم مرشحين فسيتم تعين ادارة للهيئة الإسلامية بالتزكية.
وهذا ما حصل مع الترشيح لانتخابات الرابطة حيث لم يتقدم احد لترشيح نفسه, وتم تزكية تسعة أشخاص لإدارة الرابطة, هذا العزوف عن الترشيح لانتخابات الرابطة وانتخابات الهيئة الاسلامية هل هو نتاج خلل في الرؤية والفهم, وتقييم الأمور لدى من نعتبره الجيل الواعي والمثقف من الشباب؟ أم هو نتاج فقدان الثقة في القيادات التي كثُر قولها وقَلّ عملها, والتي صرفت الكثير من الجهد والطاقة في الخلافات وتبادل الاتهامات؟ أم هو نتاج زُهد في العمل التطوّعي بسبب الموقف السلبي للمجتمع الذي لا يحسن إلا الانتقاد والاتهام والتشكيك.
لا يحسن كلمة ثناء لمن يستحق الثناء, ولا يرى إلا الكبوات, والإخفاقات إن حصلت, أما الانجازات فيغمضُ عينيه عنها, لعل هذه مجتمعه هي سبب عزوف أصحاب الكفاءات والهمم العالية عن التقدم لترشيح أنفسهم, والخاسر من هذا العزوف بالدرجة الأولى, هو المجتمع بأكمله, لأنه هو المنتفع بالعمل التطوعي, بما يقدمه المتطوع من عطاء وخدمات على اختلاف أنواعها ماديه أو معنوية, دون مقابل مادي أو ربح خاص, غالبية الناس لا يفهمون الدور والمسؤوليات التي يقوم بها المتطوعون.
الكثير من الناس بل معظم الناس لا يفهم مدى أهمية الإسهامات والخدمات التي يقدمها المتطوعون للمجتمع, ومدى استفادة المجتمع من الأعمال التطوعية, لذلك لا يوجد في الغالب وعي واحترام وتقدير لمفهوم التطوّع والمتطوعين, والخاسر الثاني هو الذي يملك القدرة والكفاءة على العطاء فيحجم ويزهد للأسباب التي ذكرت, يخسر الأجر والثواب من الله عز وجل, فلو تنكر الناس كلهم لعطائه وخدمته, فحسبه ثناء الله تعالى عليه بقوله: ومن تطوّع خيرا فان الله شاكرٌ عليم, فلا تتباطأ يا من تملك القدرة والكفاءة, ولا تتردد في ترشيح نفسك لانتخابات الهيئة الإسلامية, فالأوقاف والمقدسات والسكن والتعليم والضعفاء والمحتاجين بحاجة إليك, وأنت أهل لذلك. وابتغ الأجر والثواب والثناء الحسن من الله.
والله شاكرٌ عليم.2/5/2011
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]