شارك العشرات من المواطنين، السبت الماضي، في سلسة زيارات الى عدد من القرى المهجرة في البلاد، ضمن حملة " الى قرانا نعود وفي إجزم نلتقي" التي اطلقتها الحركة الإسلامية في الدّاخل الفلسطيني، احياءً لذكرى النّكبة عام 1948.
وكانت الحركة اطلقت حملتها الثانية، من النقب قبل نحو أسبوعين، حيث شارك العشرات في زراعة الأشجار، وترميم المنازل والمساجد ضمن فعاليات معسكر التواصل مع النقب العاشر، معلنة استمرار الحملة حتى ذكرى النكبة في 15/5/2015، حيث ستتكلل الحملة بفعاليات ختامية في قرية اجزم على تخوم مدينة حيفا شمالي البلاد.
وتهدف الحملة المذكورة الى تنظيم زيارات ميدانية الى قرى فلسطينية مهجرة على امتداد أرض الوطن، بمشاركة العشرات من المواطنين والمصورين وعدد من اللاجئين الذين ارتبطت حياتهم واسماءهم بتلك القرى، في مسعى الى توريث الرواية الخالية من التشويه، وتثبيت الحق الذي يأبى النسيان.
وزارت الوفود كل من قرية عمواس، ويالو، وبيت نوفا المُهجّرة، برفقة مرشد وخبير في الآثار، وعدد من المصورين وكبار السّن الذين تناقلوا رواية الأمكنة وحفظوا تاريخها.
وقال مدير وحدة الآثار في " مؤسسة الأقصى للوقف والتراث" عبد الرازق متاني إن " المشاركين وقفوا على الاثار الإسلامية والعربية في منطقة عمواس عن كثب، وزاروا مقامات أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، أبو عبيدة عامر بن الجرّاح، ومعاذ بن جبل رضي الله عنهما".
وأشار متناني الى ان المشاركين تعرفوا من خلال الشرح المستفيض المدعّم بما ترويه الآثار التي ما زالت متشبثة بالأرض رغم محاولات طمسها، على تاريخ القرى، ومكانتها التاريخية، " ودارت النقاشات حول نكبة المكان ومفهومها والقرى التي هجّرتها السلطات الإسرائيلية".
وقال إن سكان قرية " عمواس" اقتلعوا من أرضهم " وذلك عام 67، وقد هدمت المنازل على ساكنيها، قبل أن تبدأ مشاريع الطمس والهدم، والتهويد".
وأشار الى أن الحكومة الكندية " تبرّعت" بنحو مليون شجرة صنوبر برّي للسلطات الإسرائيلية، استخدمت في طمس معالم القرى المهجرة وتحويل مسطحاتها الى متنزهات، ولكن، القول لمتاني " رغم كل المحاولات الا أن الأرض ما زال تنضح عروبة وإسلام، والاثار ما زال رابضة تروي حكاية سكانها الأصليين، فاشجار اللوز، والتين، والصّبر والنخل، تنادي الزائرين من بعيد".
وفي اعقاب ذلك، حطت رحال الزائرين في مدينتي اللد والرملة، حيث تجوّل المشاركون في حواري المدن المختلطة، التي تستهدف الأقلية العربية فيها بسياسات قمع إسرائيلية مختلفة، بمرافقة الشيخ عدلي الكرد من سكان المنطقة.
وزار المشاركون أهم المعالم في اللد والرملة، مثل : المسجد الأبيض، والمسجد العمري، وتجولوا في البلدة القديمة في الرّملة، وتعرفوا على معالمهما التاريخية، كبركة الاقواس ( مجمع ماء تاريخي شيّد في الفترة العبّاسية على يد هارون الرشيد وحوّلته إسرائيل الى مزار سياحي تجاري) وظروف النّكبة التي حلّت بها والتهجير.
وضمّ الوفد، مجموعة من النّساء من سكان قرية عارة في المثلث، إضافة الى عشرات الشبّان من جمعية " شباب وعطاء"، وعدد من الأهالي.
وقال سمير عبد الهادي مركز نادي " شباب وعطاء" في قرية الفريديس إن الحملة " تهدف الى توعية النشء، ونقل الرواية التاريخية الصحيحة وحفظ ذاكرة المكان".
وأشار الى أن الأجيال حديثة العهد، " غير ملمّة بما فيه الكفاية بتاريخ القرى الفلسطينية المهجرة وتضاريسها"، ومن أجل ذلك " جاءت الحملة لبث التوعية والمعرفة ".
وأضاف إن " نادي شباب وعطاء مشارك وبقوة في حملة الى قرانا نعود منذ اطلاق أوّل حملة العام المنصرم"، لافتًا الى أن النادي ينظم على مدار العام زيارات الى القرى المهجرة ابتداءً من رأس الناقورة شمالا وحتى أم الرشراش جنوبًا.
ويرى عبد الهادي ان الحملة من شانها ان تتحدى برامج الأسرلة والتهويد التي تتعرض لها الأجيال الفلسطينية في الدّاخل، " هناك حملات واسعة النطاق لتشويه ثقافة أبنائنا وابعادهم عن قضاياهم، ولذلك نشارك في هذه الحملات، لمواجهة كل خطر محتمل يحدث بالهوية الفلسطينية والرواية التاريخية والثوابت".
وقال إن الحملة " تلقى تشجيعًا ملفتًا من قبل الأهالي، حيث تضاعف عدد المشاركين من الطلاب خلال السنة الأخيرة".
ومن المقرر أن تعلن الحركة الإسلامية عن برنامج الحملة تباعًا، لإتاحة فرصة المشاركة للراغبين من الأهالي والمصورين، في زيارة القرى المهجرة، والمدن الساحلية التي تتعرض لمخططات إسرائيلية تهدف الى اقتلاع من بقي من سكانها العرب، من خلال مصادرة أراضيهم، وهدم منازلهم والتضييق عليهم على الأصعدة كافة، في خطوة تهدف الى دعم صمودهم.
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]