يستعد أهالي الداخل الفلسطيني للمشاركة في التظاهرة القطرية التي ستجري يوم الثلاثاء القادم في مركز تل ابيب، والتي تعتبر امتحاناً كبيراً للجماهير العربية التي تحاول أن تؤثر على الرأي العام المحلي والعالمي من أجل وقف جرافات المؤسسة الاسرائيلية، التي باتت لا تفرق بين من يسكن في القرى والبلدات المعترف بها وبين من يسكن في القرى غير المعترف بها.
وقد قام مراسلنا بزيارة لخيمة الاعتصام المقامة في حي الرباط "جان حكال" بالرملة، حيث يعيش هناك 3 آلاف مواطن، وقد تلقت 30 عائلة اخطارات بالهدم، وتحاول لجنة التخطيط المحلية لبلدية الرملة ترحيل هذه العائلات للمرة الثانية منذ النكبة.
ويشار إلى أنه يعيش في مدينة الرملة نحو 80 ألف مواطن ربعهم تقريباً من المواطنين العرب الذين يعيشون في المدينة قبل قيام اسرائيل، ويصل عدد السكان العرب إلى 19 ألف مواطن يتم تهميش نصفهم، لكنهم يحاولون بالرغم من التضييقات أن يشقوا طريقهم لتحصيل حقوقهم من البلدية التي تحاول الاستيلاء على ما تبقى من أراضيهم.
هذه الأرض التي تمّ الاستيلاء عليها وتحويل اسمها إلى "غان حكال" - ولكن المواطنين عادوا إلى أرضهم ليعمروها ويعيدوا إليها اسمها الأصلي: حي الرباط.
وقد التقينا بالسيد علي القرم، عضو اللجنة الشعبية المشتركة لمدينة اللد والرملة وقرية دهمش غير المعترف بها، حين عاد من قرية دهمش، حيث يعكف القائمون على اللجنة على بناء خمسة منازل لأبناء عائلة عسّاف كانت جرافات إسرائيل هدمتها قبل نحو أسبوعين. ويقول "اضطررنا لبناء هذه الخيمة وتجهيز أنفسنا، وتجنيد الجماهير العربية من الجنوب حتى الشمال، حتى أنه عُقد اجتماع للجنة المتابعة العليا في قرية دهمش على ضوء هدم خمسة منازل هناك، ونقوم حاليا ببنائها من جديد شاء من شاء وأبى من أبى".
ويردف علي القرم قائلا: "إسرائيل تهدم بيوتنا بذريعة البناء غير المرخص، علما أننا موجودن هنا قبل قيامها، فلا وجود لمدينة الرملة بدون العرب، قمة الوقاحة أنهم يلقبوننا بالأغراب بالرغم من أننا على أراضينا، وفي العام 1984 قمنا بالاتفاق مع رئيس البلدية في حينه وأصبح الحي معترف به، ولكن بالرغم من الزيادة البشرية، حيث كنا 700 شخص واليوم نحو 3000 نسمة، فإن هذا الحي لا يحصل على الميزانيات اللازمة، بالرغم من أننا نفدع الضرائب اللازمة".
ويقول زياد محمد، أحد أصحاب البيوت المهددة بالهدم: "المؤسسة الإسرائيلية لا تعرف شيئا آخر عدا الهدم. لا يريدون الاعتراف بأي بيت. السكان هنا على جانبي شارع رقم 40 إما أن يكونوا مهددة بيوتهم بالهدم أم غير قادرين على البناء تخوفا من هدم بيوتهم، علما أنه لا يتم ترخيص بيوتنا. هذا البيت الموجود على سبيل المثال يأوي ثمانية أولاد – ولكن البلدية تريدنا أن نفترش الأرض ونلتحف السماء".
تهميش الأحياء العربية
يعيش سكان الرملة من العرب المسلمين والمسيحيين في عدة مناطق. في البلدة القديمة حيث المسجد العمري ومسجد الزيتون وكنيسة مار جريس، وكذلك في الحارات المختلطة. ولهم أيضا حاراتهم الخاصة بهم: حي الرباط، والجواريش وواحة النخيل. في كل منها 3000 نسمة تقريبا. هذه الحارات لا تزال مهمشة وتختلف اختلافا كبيرا عن الحارات اليهودية، بالرغم من دفعهم للضرائب، فإنهم لا يتلقون الخدمات الاساسية بالشكل المطلوب.
أما إبراهيم بدوية فيؤكد أن هناك تمييزا صارخا بين الأحياء العربية واليهودية في مدينة الرملة، مشيرا إلى الأزمة السكنية التي يعاني منها سكان الحي العرب. ويردف قائلا: "في الوقت الذي تقوم فيه البلدية بتخصيص كل ما يلزم من أجل السكان اليهود، حيث يتم بناء كُنس ومؤسسات عامة للسكان في الحارات الجديدة، لا يتم تقديم أي شيء للعرب. حتى الشارع – وهو مدخل الحارة – غير معبّد".
الهدف هو التهجير
إنّ هدف المؤسسات الإسرائيلية هو تهجير أكبر عدد من العرب، والاستيلاء على أراضيهم. كل مرة تحت مسوّغات مختلفة. وهذه المرة من أجل توسيع المنطقة الصناعية والتجارية لمدينة الرملة. في النهاية غالبا ما يكون المواطن العربي في الداخل الفلسطيني هو المتضرر.
ويلخص عضو اللجنة الشعبية، يوسف القرم، مطالب سكان حي الرباط (غان حكال): "رسالتنا للمؤسسة الإسرائيلية أن عليها ترخيص هذه البيوت من أجل حل الأزمة السكنية التي يعاني منها السكان وخاصة الأزواج الشابة، نحن باقون هنا مهما هدموا بيوتنا".
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]