قام المئات من المدنيين والمسالمين الأحرار الذين أتوا من جميع أصقاع العالم عبر أسطول الكرامة والحريّة, في شهر يونيو من العام الماضي ,متجهين إلى قطاع غزة المحاصر ة .
وقد اعتاد الجيش الإسرائيلي أن يطلق الرصاص على المدنيين العزل بحجة أنهم "ينتسبون" إلى جهة معادية لإسرائيل أو المقاومة وأنهم "يرمون جنوده بالنار" وأنهم "إرهابيون" وأنهم "يشاركون في أعمال عدوانية". لكن لم يستطع الجيش الإسرائيلي أن ينسب لهم هذه "الاتهامات" المبررة, حسب القانون الدولي, لقتل المدنيين. وقام الجيش الإسرائيلي بقتل تسعة من المدنيين الأتراك فأصبح الجيش الإسرائيلي مجرم حرب من الدرجة الأولى.
أسفر أسطول الحرية عن ثغرة في القانون الدولي لم تستطيع إسرائيل حتى هذا اليوم أن تسلك طريقا لتجاوزها, وهي- انتظام المدنيين وتحركهم أمام الجيوش لتحقيق الأهداف السياسية الدولية (من الآن: سلاح أسطول الحرية). إن القانون الدولي ينص بشكل واضح, لا تلعثم فيه, أنه لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تصبح مجموعة من المدنيين هدفا عسكريا, ويترتب على ذلك المنع القاطع من إطلاق النار تجاههم (طبعاً, هذا لا يعني أنها لن تستطيع محاكمتهم إن شاركوا بأعمال عدوانية, أو أن هناك مانعا قانونيا أن يصابوا إلى حد ما جراء عملية عسكرية لم يكونوا هم الهدف منها).
ما شهدناه يوم أمس من مسيرات العودة لعشرات الآلاف من المدنيين السوريين أو اللبنانيين العزّل, وما شهدناه من اختراق "للسيادة الإسرائيلية" .....في أراضي الجولان هو استخدام سلاح أسطول الحريّة للمرة الأولى بعد يونيو 2010. القوات الإسرائيلية المتمسكنة التي شهدناها أمام عدسة الكاميرات وهي تصبر على مطر الحجارة الملقاة عليها لم تقم بتنفيذ مجزرة, فقط لأنها مدركة تماما أنها لا توجد "تغطية قانونية" تقيها من الفضيحة أمام المجتمع الدولي.
قبل أن أنهي أود ان أؤكد لمن يحدث نفسه الآن ويقول: " إيه, شو قصده هذا يعني على رأيه إسرائيل تحترم القوانين الدولية؟!", إجابتي هي: لا. كل ما أقوله هو أن القانون الدولي هو لغة الحديث بين الدول والدولة المفلحة أو الشعب المفلح هم اللذان يحسنان استخدام هذه اللغة من أجل تحقيق مصالحهم السياسية الدولية. تيقن أن إسرائيل عندما تقوم بفعل مجزرة أو تشن حربا على اخواننا في غزة أو في لبنان لا تترك الساحة القانونية سدى.
الخُلاصة: لا شك أن سلاح أسطول الحرية هو سلاح قانوني ناجح ورائع, ما بقي الآن على إخواننا الفلسطينيين في الشتات هو ممارسة استخدامه. شكراً أسطول الحريّة.
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]