يوم السبت 17 ايار أحالت محكمة جنايات القاهرة اوراق 108 من قيادات الاخوان المسلمين الى المفتي اي اصدرت بحقهم احكاما بالإعدام , على رأسهم المرشد العام للإخوان محمد بديع , والرئيس المخلوع محمد مرسي , والشيخ العلاّمة يوسف القرضاوي , وعصام العريان , وسعد الكتاتني , ومحمد البلتاجي , وغيرهم من قيادات الصف الاول والثاني.
من المعلوم ان حكم القاضي لا يحل حراما ولا يحرم حلالا , ومن المعلوم انه لا عقوبة الا بتجريم ولا تجريم الا بنص , ولإحقاق الحق والعدل في اصدار الحكم لا بد من الاستناد الى الدليل , لا بد للمدعي من بيّنة , والمدعى عليه ان فقد الدليل على برأته فشرّع له المشرّع حلف اليمين.
فالقاعدة الشرعية والقانونية في الحكم هي البيّنة على من ادعى واليمين على من انكر , وذلك لإقامة العدل واحقاق الحق بين المتخاصمين , ولكي لا يؤخذ المرء بالظن ولكي لا يدعي احد على احد بدون بينة تستند الى اثبات وشهود , فالقاضي بشر لا يعلم الغيب وحتى لو علم الغيب وشاهد الجُرم , لا يحق له ان يحكم بما علم او شاهد الا بالبيّنة من قبل المدعي , حتى ان وُجد الدليل واصدر الحكم بناء على الدليل , فالقاضي لا يحل حراما ولا يحرم حلالا , فقد يكون الدليل مُفبركا , وقد يأتي المدعي بشهود زور كما في قضية مقتل رئيس حكومة لبنان رفيق الحريري , وكما في قضية قيادات الاخوان في مصر , الذين صدرت بحقهم احكام جائرة بتهم ملفقة , والشيء الفاضح في هذه الاحكام الجائرة المفبركة, ان من بين الذين أحيلت اوراقهم الى المفتي غير موجود على قيد الحياة , توفي قبل ثورة 25 يناير بثلاث سنين , ومنهم من يُمضي احكاما مؤبدة في سجون الاحتلال الإسرائيلية , هذا دليل قاطع على ان القضايا التي نُسبت الى هؤلاء قضايا مفبركة والاتهامات جميعها ملفقة , كما واصدرت المحاكم المصرية احكاما بالإعدام على مئات من انصار الرئيس مرسي في محاكمات سريعة لم يسبق لها مثيل , وصفتها الامم المتحدة بانها غير مسبوقة في التاريخ الحديث , وهناك منظمات حقوقية دولية تتهم نظام الرئيس السيسي باستخدام القضاء لقمع المعارضين , ان استعمال القضاء لقمع المعارضين وارهاب المنتفضين على الظلم , اسلوب قذر لا اخلاقي ولا انساني ولا ديني ولا يخدم النظام القمعي نفسه , لان الانظمة العربية القمعية جميعها ادوات صنيعة الاستعمار , مهمتها خدمة المشروع الامريكي صهيوني في اقامة شرق اوسط جديد يهدف الى تقسيم الدول العربية الى دويلات تقوم على اسس طائفية , سنيه وشيعيه وكرديه وقبطيه , وذلك بعد ان يتم تدميرها من القواعد تدمير بنيتها التحتية وتدمير اقتصادها وتدمير جيوشها , القاعدة التي صنعتها امريكا والتي افرزت داعش وجبهة النصرة وغيرها من المسميات , تشكل راس حربه في تنفيذ هذا المشروع الصهيو امريكي.
ما جرى من غبن وظلم للإخوان في مصر هو من ضمن مخططات المشروع الشرق اوسطي الجديد , ما يجري للإخوان في مصر من قبل نظام السيسي القمعي والعميل , هو تمهيد للقضاء على حركة الاخوان المسلمين وازالتها من الخريطة السياسية والاجتماعية نهائيا.
هذا المخطط لم يفطن له الاخوان , لذلك لم يأخذوا حذرهم , مما ادى الى وقوعهم في الفخ بأسرع من كل التوقعات, وهذا ما يؤخذ على القيادات الراشدة في صفوف الاخوان وهم كُثُر.
والله غالب على امره
سعيد سطل ابو سليمان 21 .5 .2015
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]