الحمد لله حمدا طيبا مباركا الحمد لله الذي من على عباده بمواسم الخيرات ليغفر لهم ذنوبهم ويكفر عنهم سيئاتهم ويضاعف لهم الثواب ويرفع لهم الدرجات.
نحن في زمن طغت علينا المادة وهانت المثل والقيم ،لقد فضلنا المعازف ولغو القول على القرآن ،صاحبنا الجاهلين وتركنا محبة الفضلاء والملتزمين، فضلنا الجلوس في المقاهي وتركنا المساجد، تعلقت قلوبنا بالممثلين ولاعبي كرة القدم ونسينا خير البشر، لقد ساءت اخلاقنا وساءت عاداتنا إلا من رحم ربي.
وها نحن قد برح بنا الشوق وطال بنا الإنتظار
نحن في انتظار شهر الخير والبركة
نحن في انتظار رمضان لنصوم مع الصائمين ونقوم مع القائمين
نحن في انتظاره فلطالما علمنا انه نعم المؤدب ونعم المرشد
نحن في انتظاره لنقلع عن العادات السيئه ونبتعد عن الاخلاق الذميمة ونترك الغيبه والكذب والنميمة
نحن في انتظار شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار
نحن في انتظار رمضان لنقف في ساحاته لنقف في اوقاته وسويعاته رافعين اكف الدعاء مبتهلين بقلوب خاشعه متوجهين بنفوس صادقه.
فمرحبا بشهر التائبين...
ايها المسلمين والمسلمات استقبلو شهرا مباركا وموسما رابحا عظيما.
استقبلوه بالعزم الأكيد على مضاعفة الجهد والإكثار من الطاعات المتنوعه كالبر والإحسان وقراءة القرآن والصلاة والذكر والإستغفار والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كما واستقبلوه بالعزم الاكيد على ترك الآثام والسيئات استقبلوه بالتوبه الصادقه من جميع الذنوب والإقلاع عنها وعدم العودة اليها فهو شهر التوبه فمن لن يتب فيه فمتى يتوب؟!.
احسنوا استقبال هذا الضيف المبارك قبل ان يرتحل عنكم ويكون حجة عليكم يوم القيامة فالمحروم من حرم نفسه وقصر في طاعة ربه.
"يا باغي الخير اقبل ويا باغي الشر ادبر".
فيا من بلغ هذا الشهر المبارك قوموا فيه بطاعة ربكم فليس لأحد ضمان ان يدرك نهايته او ان يدرك رمضان اخر.
اخواني اخواتي إن بلوغ رمضان رحمة مهداة والسعيد من بلغه الله إياه واعانه على صيامه وقيامه ثم قبله منه وحط عنه سيئاته.
فيا من بلغهم الله عز وجل هذا الشهر اجتهدوا ولا تتكاسلوا فكم من اناس تمنوا بلوغه وحال بينهم الموت فهم الان في قبورهم.
وكم من اناس بلغوه وهم على السرر البيضاء لا حول لهم ولا قوه.
وكم من اناس بلغوه فازدادوا في معصيه وبعدا وقسوة حرموا انفسهم صيامه وقيامه.
وكم هم الذين بلغوه ولم يجتهدوا فيه بالطاعه فبضاعتهم ابخس البضاعه وكم هم الذين بلغوه وقد نزلت بدارهم المصائب والمحم قهم اصحاب هم وحزن.
احسنوا استقبال شهركم واستغلوا ايامه ولياليه بعبادة مولاكم فايامه سريعه، واحذروا من التسويف والغفله.
اللهم نور بهذا الشهر بصيرتنا وارفع به درجاتنا.
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]