يواجه رئيس الانقلاب في مصر عبد الفتاح السيسي ووفده المرافق المقرر أن يزور بريطانيا خلال الأيام القليلة المقبلة، مخاطر هي الأكبر من نوعها باعتقاله عند وصوله أو خلال إقامته في البلاد، وذلك بتهم تتعلق بجرائم حرب وجرائم ضد الانسانية يمكن أن تؤدي بالقضاء البريطاني لإصدار أمر ملزم بتوقيفه.
وبحسب المعلومات فان الشرطة البريطانية اعتقلت رئيس الاستخبارات في رواندا الأسبوع الماضي بسبب توجيه تهم يواجهها السيسي وعدد من وزرائه ومسؤولي نظامه، وهو ما يرفع من احتمالات أن يقع الرجل أو أي من رجاله في شرك الاعتقال بمجرد وصولهم الى المملكة المتحدة التي تتيح قوانينها ملاحقة مجرمي الحرب، حتى وإن كانت الجرائم قد تم ارتكابها خارج الأراضي البريطانية.
واعتقلت الشرطة البريطانية بصورة مفاجئة الأسبوع الماضي رئيس جهاز الاستخبارات في رواندا كارينزي كاريك (54 عاماً)، بموجب مذكرة اعتقال اسبانية صادرة في العام 2008، حيث لم يكن الرجل على علم بها بسبب أن مثل هذا النوع من المذكرات يظل سرياً لحين إلقاء القبض على المطلوب، أما سبب إصدار المذكرة من قبل السلطات في مدريد فيعود لاتهام الرجل بالضلوع في جرائم حرب ضد المدنيين في بلاده خلال عقد التسعينيات.
وبحسب المعلومات المتوافرة فان الملاحقة القضائية ضد رموز النظام المجرم في رواندا بدأت في العام 1994 ليتمكن الضحايا من إستصدار مذكرة اعتقال في العام 2008، وليتم الاعتقال أخيراً في لندن في العام 2015، أما اللافت في القضية –بحسب ما علمت "عربي21"- فهو أن كاريك كان قادماً الى لندن لحضور اجتماع سري مع مسؤول جهاز الأمن البريطاني (MI6)، ورغم ذلك فانه لم يتمتع بالحصانة كما لم تتمكن أجهزة الأمن في لندن من منع تنفيذ الأمر القضائي.
وترفع زيارة السيسي المرتقبة الى لندن خلال الأيام القليلة المقبلة من احتمالات اعتقال الرجل أو أي من وفده المرافق، خاصة من يصلون قبله الى المطارات البريطانية.
ومن المعروف أن حزب الحرية والعدالة الذي كان حاكماً في مصر بدأ منذ أواخر العام 2013 بملاحقة السيسي ورموز الانقلاب العسكري أمام القضاء الدولي بتهمة ارتكاب جريمة ضد الانسانية خلال فض اعتصامي "رابعة" و"النهضة" والذي أدى الى مقتل آلاف المحتجين المدنيين، وهو ما يمكن أن ينتهي بالسيسي وعدد من رجال نظامه الى المثول أمام القضاء، سواء أمام محاكم محلية في أوروبا، أو أمام المحكمة الجنائية الدولية.
وكان الفريق القانوني الذي يلاحق السيسي ورجاله قضائياً في أوروبا قد تمكن من تحقيق اختراق كبير في القضية، عندما نجح في استصدار قرار عن المحكمة العليا البريطانية مفاده أن أعضاء الحكومة المصرية لا يملكون حصانة من المقاضاة في بريطانيا، حيث أكد القرار أنه من الممكن التحقيق مع المسؤولين المصريين لمعرفة هل هم متورطون في ارتكاب جرائم ضد الإنسانية، وفي حال ثبت تورطهم فمن الممكن أن يحاكموا في المملكة المتحدة.
ويحمل اعتقال المسؤول الأمني الرواندي الكبير دلالات بالغة وهامة، أبرزها أن القانون لا زال أعلى من دوائر الأمن والسياسة في أوروبا، كما أن القيام بالخطوة القضائية والقانونية في الوقت الصحيح والطريقة الصحيحة سيدفع حتماً الشرطة في بريطانيا وأوروبا الى أن تقوم بدورها وأن تعتقل الشخص المطلوب.
كما أن اعتقال الرجل بعد كل هذه السنوات على ارتكابه الجريمة يعني أن العدالة تصل الى المجرمين وإن طال الزمان، حيث أن المسؤول الرواندي ارتكب جرائمه في مطلع التسعينيات، وصدرت مذكرة الاعتقال بحقه في العام 2008، وتم توقيفه بالفعل في العام 2015، الأمر الذي يعني بأن مرور عامين على فض "رابعة" و"النهضة" لا يمكن أن يعني بأن الفاعلين أفلتوا من العقاب، وأنه لن يتم ملاحقتهم، بل إن صدور المذكرة في العام 2008، يعني أن مذكرة توقيف السيسي ومحمد ابراهيم وغيرهما يمكن أن تصدر في أية لحظة دون أن يعلم بذلك أحد.
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]