يحدثنا القرآن الكريم وهو الكتاب المعتمد والمصدر الوحيد الموثوق به لدى المسلمين , الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه , يحدثنا عن الكيد والتآمر على الاسلام ومحاولة القضاء عليه من قِبل اعدائه بشتى الوسائل والأساليب , وذلك منذ نشأته وعلى مر التاريخ والى يومنا هذا , لم يتوقف التآمر والتخطيط والتدبير والكذب والافتراء في الخفاء وفي العلن , بغية تشويهه وصرف الناس عنه , يقول الله تعالى وقد مكروا مكرهم وعند الله مكرهم وان كان مكرهم لتزول منه الجبال , والمكر يعني الكيد والتخطيط والتآمر والخداع والحيلة والتدبير , والمكر عادة يتم في الخفاء وفي الغرف المغلقه.
وقوله تعالى : لتزول منه الجبال , كناية عن شدة المكر وقسوته وقوّة تدميره , رغم المكر الذي تزول من شدته الجبال , ورغم الاساليب الشيطانية التي استعملت لم يفلح اعداؤه من النيل منه وباءت محاولاتهم كلها بالفشل , وظل الاسلام شامخا شموخ الجبال الرواسي.
وبعد فشل جميع الاساليب والمحاولات الشيطانية التي اعتمدوها ايقنوا انه لا سبيل لمواجهة هذا الدين وجها لوجه , فاعتمدوا اسلوبا جديدا يمكن اعتباره الأخطر وهو تدمير الاسلام بأيدي المسلمين انفسهم وذلك باصطناع فرق واتجاهات منحرفة عقديا وسلوكيا وعرضها عبر وسائل الاعلام على ان هذا هو الاسلام , ان مواجهة الاسلام مباشرة وجها لوجه معركة خاسره , يقول الله عز وجل : اليوم يئس الذين كفروا من دينكم , اي يئس اعداؤه من النيل منه , كل قوى الباطل على امتداد تاريخ الاسلام منذ بزوغه فشلت جميع خططهم وأساليبهم في النيل منه , فأيما جهة في الارض مهما عظُمت ومهما بلغت قوتها وجبروتها لن تستطيع مواجهة الاسلام وجها لوجه لأنه دين الله , لذلك اعتمدوا اسلوبا جديدا وهو ضربه من الداخل بأيدي من ينتسبون اليه.
وللقيام بهذه المهمة اعتمدوا العديد من وسائل الاعلام العربية والغربية لتقوم بمهمة التضليل وتزييف الحقائق , فقامت بنقل جرائم هؤلاء على الهواء ووصفتهم بالإرهابيين وأنهم من افرازات الاسلام , هؤلاء المأجورون المرتزقة تم اعدادهم بمهارة فائقة فقاموا بدورهم على اكمل وجه , فجميع الجرائم التي ارتكبوها بوحشية ارتكبوها باسم الاسلام , وذلك لينطبع في مخيلة الناس ان الاسلام دين عنف دين قتل ونهب وسلب واغتصاب وتدمير , ان الامر الذي يجهله هؤلاء الذين يخططون لهدم الاسلام والقضاء عليه بهذه الاساليب الاجرامية , والأدوات المأجورة من مختلف الفرق والأجناس , الذي يجهله هؤلاء انه مهما ارتكب صنائعهم من جرائم ومهما بلغت بشاعتها , فهذا لن يغيّر من حقيقة ان الاسلام هو دين الرحمة , وانه دين السلام , وانه دين التسامح , وانه اولا وأخيرا دينً محفوظ لأنه دين الله , لذلك لن تستطيع كل قوى الارض النيل منه , قد تنال من اهله من اتباعه اما الاسلام فلن ينال منه احد , لقول الله تعالى : انا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون , هذا امر مقطوع به منذ اربعة عشر قرنا ونيّف والى ان يرث الله الارض ومن عليها , والله غالب على امره ولكن اكثر الناس لا يعلمون.
سعيد سطل ابو سليمان
29 . 7 . 2015
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]