كنت لأسألك...
يا أيها الطفل البريء، ما أتى بك إلا هذا الشاطئ البعيد؟
البعيد عن العابك وأحبابك وإخوانك وأباك وحضن أمك الدافئ
مما فررت من بلادك؟
هل علمت إلى أين المصير؟
ماذا قالوا؟
ماذا قالوا لك عن بلادك؟
كيف وصفوا لك كل ذلك الظلم والطغيان؟
ماذا قالوا؟
ماذا قالوا لك في ذلك القارب الصغير؟
هل أخبروك بأنك ذاهب الى النعيم؟
هل صدقوا؟
لست بشاعر ولا بكاتب، ولكن....
كم أريد الحديث معك...
كم أريد أن أقبل تلك الأقدام الصغيرة بين تلك الرمال..
كم أريد أن أسمع كلامك البريء في زمن الظلم والكفر والعصيان.
كم أريد أن أهوّن على نفسي بظني ان حياتك القصيرة كانت بريئة وجميله، ولكن كيف؟! كيف وقد وُلدت في هذا الزمان في هذا المكان..
كلما نظرت إليك رأيت إبني الذي أصبحت إبتسامته تذكرني بإبتسامتك الأخيرة،
إبتسامته كانت تسعدني بالأمس، ولكنها أصبحت من اليوم ممزوجة بالحزن والأسى والخذلان
تأملت بأن تشعر أمتي بأنك إبنها كما أشعر، أوليست أمتي كالجسد الواحد؟.....
يا ترى بما شعرت على متن ذلك القارب الصغير؟
هل إبتسمت إبتسامتك الأخيرة على متنه؟
أم تركت إبتسامتك في بلدك؟
هل بكيت؟
هل شعرت بالأمن في حضن أمك الدافئ في عرض البحر المظلم إلى ذاك المصير؟
كلما فكرت في أنفاسك الأخيرة الممزوجة بماء البحر المالح بين تلك الأمواج التي تتلاعب في جسدك الصغير بين ندآتك الأخيرة لأمك، تقطع قلبي...
ولاكن وعدوك، وعدوك بالنعيم.
فتأكد يا صغيري بأنك فعلا ذاهب الى النعيم وكُف عن الصراخ والبكاء،
فقد وعدك الله بالجنه، لقد مت غريقاً، ومت رضيعاً ومت شهيداً....
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]