ما يميز الحالة التي نحياها في يافا هي أنها ثورةٌ حقيقيةٌ بمفهوم الوعي الاجتماعي والسياسيّ، والبرهان أكبر من ان نحصره بمجرد حالة " عنفوان شبابي " او ثورة إعلامية" كما يُشاع.
يتجسد مفهوم الوعيّ لدى أبناء يافا بالهيئة الإسلامية المنتخبة بواقعها الجديد، كنموذج لحالة التغيير الايجابي. إنها صوتُ الجماهير اليافية الخالص، تستمدُ شرعيتَها من الشارعِ اليافيّ، وقد اعادتِ الثقةَ والقرارَ للمواطن، وأضحت جسمًا مستقلا حرا لا يتأثرُ بشمالٍ أو جنوب ،يعبرُ عن حالةِ الطموحِ، نحو تغيير فكريّ واعٍ ومستنيرٍ ،معلنة بذلك انتهاء زمن فيه تخضعُ يافا وقضاياها لزيد أو عمرٍ وقد استعادَ الشبابُ كرامةً غابتْ عن كبارنا فقيل:" شبابُ يافا يقودون شيوخَها..."!!!
ستنطلق العملية الانتخابية للهيئة الإسلامية صباح السبت 2015.10.31 وسيختار أهالي يافا من يمثلهم في الأعوام الثلاثة القادمة، وستشهدُ العملية الانتخابية إقبالا قياسيا يفوق كل التوقعات والتكهنات في أعداد المشاركين والمصوتين،وستختارُ يافا 9 مرشحين من أصل 16 ،ليمثلوا المدينة كقيادةٍ جماهيريةٍ منتخبةٍ لها كل الصلاحيات،تقودُ وتتحدثُ باسم الجماهير العربية في يافا. وقد صح في مثل هذه الحالة أن نُردِدَ "هرمنا لأجل هذه اللحظة التاريخية"...
أين أنتم....؟!
وما ينبغي أن يستنهضَ الضمائرُ الحيّة لدى ما يسمى بأهلِ الحلِ والعَقْدِ، وأصحاب الأقلام والكلمة هي القفزة التاريخية التي يصنعُها شباب المدينة نحو استكمال ما أسس له الآباء بصورة حضارية ٍ تبعث للفخر والاعتزاز في سيرِ العمليةِ الانتخابيةِ من نزاهة وحسن تدبير، ورقي الفكرةِ وعظمة الطموح، علاوة على الحراك الدعائيّ المبارك، من الدعايات الانتخابية ،والتفاعل في شبكة التواصل، واللقاءات البيتية ،والتقارير المصوّرة، فالحدث غير اعتياديّ، فيافا أمامَ مرحلةٍ مصيريةٍ تختارُ قيادتَها بطريقةٍ ديموقراطيةٍ مباشرةٍ، قلّ مثيلُها ونظيرُها في الداخل الفلسطيني...فيما التزمَ أهلُ الحَلِ والعَقْدِ السكوتَ، وَصَمتَ صَمْتِ أهلِ القبورِ، ." كلهم ماتوا وما ظلّ سواكِ- يافا"
نريدها هيئة إسلامية قوية، فعّالة، تجمع ولا تفرق ....
لا شك أن أمام قيادة يافا الجديدة في 2015.11.1 تحديات وملفات بحاجة إلى استكمال وحسن إدارة، والتسلّح بدراسة مشاريع جديدة ومبتكرة أمرٌ باتَ ملحًا وضروريًّا. نريدُ جسمًا فعّالا يحظى بقبول وتأييد واسعٍ ، وليكن على رأسِ أولوياتِها التواصلُ مع كافةِ المؤسسات اليافية، والعملُ على وحدةِ الصفِ اليافيّ ولملمةِ القدراتِ المهدورةِ ،ودعمُ الكفاءاتِ المظلومةِ، والانسجامُ مع مراكز القوة الشبابية في يافا ،لا سيما المدارس ونحوها... عاشت يافا، وعاش صوت شبابها، وليحكم صندوق الاقتراع .يوم السبت سينادي أحدنا للمرة الثانية. "يافا قالت كلمتها".
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]