يمتاز الوطن العربي بسعة رقعته وبموقعه الجغرافي , فهو ملتقى اكبر ثلاث قارات هي اسيا وأفريقيا وأوروبا , وعلى سعة رقعته الجغرافية فأراضيه متصلة بعضها ببعض ولا يوجد حواجز بينها , هذا الوطن بالرغم من موقعه الجغرافي واتساع رقعته وما حباه الله تعالى من ثروات هائلة , فان شعوبه من افقر شعوب الارض , ومن أهون شعوب الارض على الناس وهي مصنفة حضاريا في مؤخرة شعوب الارض , الشعوب جميعها تسير الى الامام وتتقدم والشعوب العربية تسير الى الخلف تُغرّد خارج السرب الحضاري , شعوب مرتهنة للغرب في جميع مناحي حياتها الاقتصادية والسياسية والاجتماعية , تتداعى عليهم الامم كما تتداعى الاكلة الى قصعتها تنهش لحمها وتلتهم خيراتها وتلقي لها الفتات تفضلا عليها.
ما سبب هذا التخلف وهذا الذل وهذا الهوان ؟ هناك اسباب كثيرة اهم هذه الاسباب وعلى رأسها حكام هذه الشعوب جلهم صنائع الغرب , الحاكم بالوراثة والحاكم بالانقلاب العسكري والحاكم بالديمقراطية المزيفة جميعهم من صنائع الاستعمار صُنعوا على عينه , أُعدّوا اعدادا متقنا للحكم وفقا للدستور الفرعوني المكوّن من ثلاثة بنود البند الاول يقول : انا ربكم الأعلى , البند الثاني يقول : ما علمت لكم اله غيري , البند الثالث يقول : ما اريكم إلا ما ارى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد , هذا هو الدستور السائد والثابت والمعمول به في الوطن العربي لا يبدل ولا يُغيّر ومن يعترض عليه او على احد بنوده فلا مكان له داخل حدود الوطن , امامه خياران اما الولوج وإما الخروج , الولوج الى غياهب السجون , او الخروج من حدود الوطن الى ضياع الهوية بحثا عن الحرية والكرامة ولقمة العيش.
هؤلاء الحكام مسلطون على رقاب شعوبهم , يحكمونهم بالحديد والنار يعاملونهم معاملة السيد للعبد , من يرفع الصوت فجزاؤه السوط , هذا الحال من المحال ان يتغيّر إلا اذا صممت الشعوب على التغيير , اما ان تستسلم الشعوب وتنتظر الفرج فسيطول الانتظار الى ما لا نهاية لان الله تعالى حسم هذا الامر بقوله : ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم , ومن اروع واصدق ما قال الشاعر التونسي ابو القاسم الشابي : اذا الشعب يوما اراد الحياة فلا بد ان يستجيب القدر.
ولا بد لليل ان ينجلي ولا بد للقيد ان ينكسر
سعيد سطل ابو سليمان
9 . 11 . 2015
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]