مضى عام ميلادي واقبل عام ميلادي جديد , وملايين الامنيات تلهج بها السنة البشر , كلٌ يتمنى ان يطلع العام الميلادي الجديد على العالم بحلة جديدة , حلة مصبوغة بألوان السعادة للبشرية جمعاء , لا احد يستطيع ان يحصي عدد الامنيات , ولكن نستطيع ان نجزم ان عددها بالملايين , ملايين الامنيات ربما هي ذاتها التي تلهج بها الالسن كل عام ميلادي جديد , دون ان يتحقق منها شيء , بل بالعكس كل عام جديد يكون أسوأ من الذي مضى , نسبة الظلم على جميع الاصعدة بازدياد مضطرد.
على صعيد الفقر والبطالة والأمية والجهل , وعلى الصعيد الامني للأفراد والشعوب والدول , وعلى صعيد الحقوق والحريات , وعلى صعيد القتل والدمار والجرائم بكل انواعها وأشكالها , اي انه لم تتحقق ولا امنيه واحده من ملايين الامنيات على مدى العقود القريبة العهد بنا , وذلك لسبب بسيط وهو ان الامنيات لا تتحقق , لان التمني هو طلب المستحيل , والمعلوم لغويا ان ليت ولعل من اخوات ان , ليت تستخدم للتمني ولعل تستخدم للترّجي , والتمني هو طلب المستحيل مثل مقولة ليت الشباب يعود يوما وهذا مستحيل الحدوث , ومثل قوله تعالى.
يا ليت لنا مثل ما أوتي قارون وهذا مستبعد الحدوث , والترجي طلب الممكن مثل قولك للمريض ارجو لك الشفاء العاجل , ومثل قوله تعالى : لعل الله يحدث بعد ذلك امرا , وقوله لعل نصر الله قريب , نصر الله ممكن حدوثه وممكن ان يكون قريبا , إلاّ ان الرجاء يجب ان يكون مصحوبا بالعمل , كما في قوله تعالى : فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا , هذه الاية تشير الى ان الرجاء بلا عمل لا يجدي نفعا , فأي امنيه بلا عمل لا قيمة لها اطلاقا , وليس اي عمل انما العمل الصالح , فليعمل عملا صالحا , والعمل الصالح هو كل عمل يعود بالنفع على الفرد او المجتمع , وكل عمل يجلب منفعة للإنسان ويدفع عنه مفسدة فهو عمل صالح , فينبغي ان نستقبل العام الجديد بالترجي ولا نقتصر على التمنّي , فقد قيل وما نيل المطالب بالتمنّي.... ولكن تؤخذ الدنيا غلابا.
أرجو ان تنعم البشرية في العام الجديد بالأمن والأمان والمحبة والسلام.
سعيد سطل ابو سليمان الجمعه 1 . 1 . 2016
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]