كثف الطيران الروسي غاراته في سوريا قبل المفاوضات المرتقبة في جنيف، فقتل وأصاب عشرات المدنيين في إدلب وحلب وحمص وريف دمشق.
فقد أفاد مراسل الجزيرة بمقتل تسعة مدنيين وإصابة عشرات آخرين الخميس في غارات روسية على مدينة كفرتخاريم بريف إدلب الشمالي قرب الحدود مع تركيا شمالي سوريا. من جهتها نقلت وكالة الأناضول عن مصادر محلية أن الحصيلة ارتفعت إلى 18 قتيلا و28 مصابا, مشيرة إلى أن القصف استهدف مسجدا وحيا سكنيا.
كما قتل أربعة أشخاص وجرح آخرون جراء غارة روسية على قرية نحليّا بريف إدلب الجنوبي. وتخضع كفر تخاريم ونحليّا لسيطرة المعارضة المسلحة.
من جهته قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الطيران الروسي قصف بلدة بيانون في ريف حلب الشمالي، مما أسفر عن مقتل ثلاثة أطفال.
وكان 15 شخصا -بينهم خمسة أطفال أشقاء- قتلوا في غارات مماثلة استهدفت مدينة الباب التي يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية في ريف حلب الشرقي. وقبل ذلك قتلت الطائرات الروسية نحو ثلاثين شخصا في محافظة دير الزور شرقي سوريا، والتي يخضع أكثر من نصفها لتنظيم الدولة أيضا.
وفي وقت سابق الخميس قتل تسعة أشخاص -بينهم سبعة أطفال- في غارات روسية على بلدة الغنطو بريف المدينة. كما قصفت طائرات روسية بصواريخ موجهةٍ مدن وبلدات تلبيسة والرستن وأم شرشوح في ريف حمص.
وشملت الغارات الروسية الخميس مناطق في ريف دمشق، بينها مدينة دوما التي قال ناشطون إنها تعرضت للقصف بقنابل عنقودية. ونقلت وكالة الأناضول عن مصادر من الدفاع المدني أن القصف أوقع ثلاثة قتلى من المدنيين. كما استُهدفت مدينتا داريا ومعضمية الشام بعشرات البراميل المتفجرة, حسب ناشطين.
وقتل نحو ألف مدني في الغارات الروسية التي بدأت نهاية سبتمبر/أيلول الماضي, وفقا لتقارير منظمات دولية. وتنكر روسيا مقتل مدنيين في حملتها الجوية التي بدأتها بذريعة محاربة تنظيم الدولة, في حين تؤكد تقارير متطابقة من داخل سوريا وخارجها أن أغلبها يستهدف الفصائل السورية المعارضة.
جبهات القتال
ميدانيا أيضا قالت المعارضة السورية المسلحة إنها صدت محاولات قوات النظام اقتحام بلدة "حربنفسه" في ريف حماة (وسط سوريا) للتقدم باتجاه ريف حمص الشمالي، وسيطرت على عدد من الحواجز العسكرية المحيطة بالبلدة.
وفي ريف حلب الجنوبي, قال ناشطون إن مقاتلي المعارضة استعادوا السيطرة على قرية بلوزية بعد اشتباكات مع قوات النظام ومليشيات موالية لها, في حين ذكر المرصد السوري أن اشتباكات تدور بين فصائل معارضة -بينها جبهة النصرة- وبين قوات النظام في منطقة الراشدين غربي مدينة حلب.
في السياق نفسه شن تنظيم الدولة مساء الأربعاء هجوما على قرى كان خسرها مؤخرا قرب مطار كويرس العسكري بريف حلب الشرقي, وأفادت أنباء بمقتل عشرين جنديا نظاميا و14 من عناصر التنظيم خلال اشتباكات في المنطقة.
من جهة أخرى قالت لجان التنسيق المحلية إن منطقة المرج في الغوطة الشرقية بريف دمشق شهدت الخميس اشتباكات عنيفة سبقها قصف جوي ومدفعي عنيف, وتحدث ناشطون عن اشتباكات أخرى في منطقتي المحطة وسنيسل بريف حمص الشمالي.
كما أشار المرصد السوري إلى اشتباكات في مناطق بجبل الأكراد في ريف اللاذقية الشمالي بين فصائل المعارضة وقوات النظام المدعومة بقوات روسية ومليشيات, وقال إن طائرات روسية نفذت غارات جوية هناك. وكانت قوات النظام تمكنت مؤخرا بإسناد روسي من استعادة بلدتي سلمى وربيعة في جبلي التركمان والأكراد.
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]