تم إغلاق ملف بهلوان النظام توفيق عكاشة وتسليم اوراقه للمفتى برلمانيا واعلاميا وسياسيا، لسبب معلن هو استقباله لسفير اسرائيل، وسبب آخر غير معلن هو تطاوله على السعودية وآل سعود، بالإضافة الى خروجه عن النص بحديثه عن علاقات السيسى الوطيدة بإسرائيل ودورها فى تجسير وتطبيع علاقته بالأمريكان، ورعاية شركة لازارد لمؤتمر شرم الشيخ الإقتصادى.
حسنا فعل البرلمان، أيًا كانت خلفيات وكواليس القرار، الذى لا يمكن ان يصدر هكذا الا وفقا لتوجيهات من الدولة التى تسيطر على الأغلبية البرلمانية من خلال ائتلاف دعم مصر، الذى أسسته وتديره الأجهزة الأمنية والجهات
السيادية.
ولكن سيتوقف البرلمان عند هذا الحد، ولن يخطو سنتيمترا واحدا بعد ذلك، للتصعيد ضد كامب ديفيد او العلاقات الحميمة الجارية الان بين مصر واسرائيل، وهو ما ظهر جليا اثناء جلسة اسقاط العضوية فى رسالة واضحة لاسرائيل، فحين أراد احد النواب فى مستهل ادانته لموقف عكاشه ان يعلن رفضه لكامب ديفيد، هاجمه غالبية النواب وطالبوه بالجلوس، واسرع رئيس البرلمان للتأكيد على احترام البرلمان للمعاهدات الدولية واتفاقية السلام.
***
والحقيقة ان استقبال توفيق عكاشة للسفير الاسرائيلي لم يكن فعلا غريبا او بعيدا عما يفعله عبد الفتاح السيسى منذ تولى مسؤولية الحكم، فالعلاقات المصرية الإسرائيلية فى عصرها الذهبى؛ انحاز الى اسرائيل فى عدوانها على غزة عام ٢٠١٤، وعلق اعادة اعمار غزة بعد العدوان على شرط نزع سلاح المقاومة، وقام بإخلاء الحدود الدولية من السكان ليقيم المنطقة العازلة التى كانت تطلبها اسرائيل منذ سنوات والتى كان يرفضها مبارك وكافة الاجهزة المعنية، وقام باغلاق المعبر فوق الارض مع هدم الانفاق تحت الارض التى لم يهدمها "كنزهم الاستراتيجى" مبارك، وطالب بتوسيع السلام مع اسرائيل، وطرح نفسه دوليا بصفته خليفة السادات والراعى العربى الاول للسلام اسرائيل، وكل ذلك لانه رأى فى اسرائيل بوابته لنيل الاعتراف والرضا والقبول الأمريكى والدولى، الى الدرجة التى قامت اسرائيل واللوبى الصهيونى فى امريكا بالضغط على الادارة والكونجرس الأمريكيين لاستئناف المساعدات العسكرية لمصر، والأمثلة كثيرة آخرها ما أعلنه وفد اليهود الامريكان من ان السيسى اثنى على نتنياهو وقال عنه انه قائد لديه قدرات جبارة تؤهله لتطوير المنطقة والعالم فى ظل هذا الرئيس وهذه العلاقات الذهبية.
لم يأت عكاشة بجديد، كما انه ليس سوى واحد فقط من أنصار السيسى المتعددين الذين يرّوجون لاسرائيل ويشيطنون كل ما هو فلسطينى ليلا نهارا، مثل عزمى مجاهد المتحدث باسم اتحاد الكرة الذى صرح انهم لا يمانعوا فى اللعب فى تل ابيب، ويوسف زيدان الذى يَّزور تاريخ القدس وينفى عروبتها، ويشيد بإسرائيل التى انتقمت للجنود المصريين من الإرهابيين الفلسطينيين، واحمد موسى وعمرو أديب الذين وجهوا التحيات لاسرائيل لضربها غزة، والمحامين المحسوبين على النظام الذين رفعوا دعاوى امام القضاء المستعجل لتصنيف المقاومة الفلسطينية كمنظمات ارهابية...الخ
***
فى النهاية سيكتفى البرلمان بهذا الموقف، ولكن ستظل كل القوى والشخصيات الوطنية، تعمل وتناضل من اجل استرداد مصر لدورها الوطنى والقومى وتحريرها من اتفاقيات وانحيازات و قيود كامب ديفيد.
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]