لجنة الحي هي ليست جسما سياسيا ، هي جسما تطوعيا يهدف الى خدمة كافة سكان الحي في مختلف القضايا التي تهم السكان. لكن وحتى تكون جسما سياسيا يجب ان يدعمها السكان لتعلم السلطات ان اللجنة هي بالفعل لسان حال السكان . لجنة قوية تفرض على السلطات وبالمرتبة الاولى على البلدية ان تأخذها بعين الحسبان في جملة من القضايا المحلية الاقتصادية والاجتماعية منها مثل تشغيل الشبيبة والمنح الدراسية مع مشروع ترميم الاحياء وغيرها.
ومن تجربتي اود ان انوه ان على كل من يريد ان يكون فعالا في اللجنة ان يعلم ان لا مقابل مادي فيها ولكن يتوقع منها السكان ان تحل لهم كافة مشاكلهم. سيتوجه الجمهور الى اعضاء اللجنة وخاصة الى البارزين منهم في كل ساعة وكأنهم يحملون مفتاحا سحريا لكافة مشاكلهم. وانا اعتقد ان على اعضاء اللجنة الجديدة ان يوضحوا سريعا هذا الجانب لكي لا تخلق التوقعات الغير واقعية خيبة امل عند الجمهور واحباط عند المتطوعين اعضاء اللجنة الذين سيشعرون ان المجتمع لا يقدر مجهودهم.
اما بالنسبة للجمهور فهذه فرصة ليؤثروا من اللحظة الاولى: من مرحلة التصويت التي من شأنها ان تمنح اللجنة قوة اسناد هامة ، ولكن خاصة في مرحلة ما بعد الانتخابات ليشعر اعضاء اللجنة انهم لا يعملون من خلال فراغ وان اهل الحي شركاء وانهم يستحقون ان يضحي اعضاء اللجنة من وقتهم الشخصي لخدمتهم.
ولكي تكتمل الصورة – ان يشعر السكان انهم شركاء وانهم اصحاب اللجنة من ناحية ، وليشعر المنتخبون من ناحية اخرى ان عملهم فيه جدوى ويحظى بتقدير – يجب ان يخرج المجتمع من حالة اللا مبالاة وان يشارك - ان يشارك في كل شيء: في التفكير والتخطيط والعمل والدعم وطبعا كل هذا يجب ان يبدأ بخطوة اولى – الا وهي التصويت.
التصويت كما قلنا هو رسالة للسلطات وايضا لأعضاء اللجنة. فالخروج من حالة الخمول قد تكون بداية علاج لمشكلة كبيرة يعاني منها مجتمعنا – قلة التطوع، وهو الأمر الذي يترك الساحة لمن يتطوع ويتحرك ، ولكن لا تنسجم تحركاته دائما لما فيها خدمة لمجتمعنا العربي وبالتالي نعود الى ما تعودنا عليه: ضعف في المشاركة الجماهيرية تليها انتقادات لمن ينشط من انهم لم يفعلوا اي شيء او انهم لم يقوموا بالخطوة المطلوبة. وليعلم الجميع ان اعضاء اللجنة يتم انتخابهم لفترة محدودة فاستغلوا الفرصة امنحوا شبابنا الثقة وامنحوا انفسكم الفرصة في العمل والمشاركة – انزلوا وانتخبوا وشاركوا وتابعوا وواكبوا وانتقدوا وصححوا وكونوا جزء من النشاط . وتذكروا اعضاء اللجنة متطوعين جاءوا لخدمتكم فكونوا لهم عونا ولا تكونو عبئا عليهم عبر الانتقادات الغير بناءة بينما هم يعملون وانتم جالسون في بيوتكم.
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]