فتح التسريب الأخير لعدد كبير من الوثائق الباب على مصراعيه أمام عدة تساؤلات، من بينها كيف يستخدم الأغنياء وأصحاب النفوذ الملاذات الضريبية الآمنة لإخفاء ثرواتهم.
وقد سربت الوثائق من إحدى أكثر الشركات العالمية سرية، وهي شركة قانونية في بنما تدعى موساك فونسيكا.
ما هي وثائق بنما؟
تظهر الوثائق كيف استطاع عملاء شركة موساك فونسيكا غسل أموال، والمراوغة لتجنب العقوبات، وتفادي الضرائب.
وفي إحدى الحالات قدمت الشركة لمليونير أمريكي سجلات ملكية مزورة لإخفاء أموال من السلطات. وفي هذا انتهاك مباشر للقواعد الدولية الهادفة إلى وقف غسيل الأموال والتهرب الضريبي.
من هم الذين تشملهم الوثائق؟
توجد روابط في الوثائق لـ12 زعيما حاليا، وسابقا، من زعماء الدول، من بينهم حكام ديكتاتوريون اتهموا بنهب بلدانهم.
كما تشير إلى 61 شخصا آخر منهم أقارب ومقربون من زعماء بعض الدول، وسياسيون آخرون.
وتكشف الملفات أيضا النقاب عما يشتبه بأنه شبكة غسيل أموال بمليارات الدولارات تضم أشخاصا مقربين من الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين.
وورد فيها كذلك شقيق زوجة الزعيم الصيني الرئيس شي جينبينغ، والرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو، والرئيس الأرجنتيني موريشيو ماكري، ووالد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون المتوفى، وثلاثة من الأبناء الأربعة لرئيس الوزراء الباكستاني الأربعة نواز شريف.
كما أوردت الوثائق اسم رئيس وزراء أيسلندا سيغموندور غونلوغسون، وأفادت بأنه لم يعلن عن بعض الثروات المتعلقة بزوجته. وهو يواجه الآن دعوات تطالبه بالاستقالة.
ومست الوثائق كذلك الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا).
وتشير أجزاء فيها إلى أن عضو لجنة القيم في الفيفا، يوان بيدرو دامياني، وهو محام من أوروغواي، وشركته وفرا مساعدات قانونية لسبع شركات على الأقل في الخارج لها صلة بنائب رئيس الاتحاد الدولي الذي قبض عليه في مايو/ أيار الماضي خلال التحقيق الذي أجرته أمريكا في تهم فساد.
كيف تعمل الملاذات الضريبية؟
وعلى الرغم من وجود سبل مشروعة في استخدام الملاذات الضريبية، فإن معظم ما يجري حاليا يدور حول إخفاء هوية أصحاب الأموال الحقيقيين، وأصول الأموال، وتفادي دفع الضرائب عن تلك الأموال.
ويتركز بعض الادعاءات على إنشاء شركات وهمية تتمتع بمظهر تجاري مشروع، لكنها في الواقع وهمية. ولا تفعل تلك الشركات شيئا غير إدارة الأموال، بينما تخفي هوية مالكيها.
ماذا يقول الضالعون في الأمر؟
تقول شركة موساك فونسيكا إنها ظلت تعمل لمدة 40 عاما بعيدا عن الأنظار، ولم تتهم أبدا بارتكاب أي جرم.
وقال ديمتري بيسكوف، المتحدث باسم الرئيس الروسي بوتين، إن الأمر كله موكول إلى "صحفيين وأعضاء منظمات أخرى، يسعون بنشاط إلى تشويه سمعة بوتين، والقيادة الحالية للبلاد".
وقال رئيس الوزراء الإيسلندي، غونلوغسون، في مقابلة مع محطة تليفزيون سويدية، إن شؤون أعماله فوق الشبهات، ثم قطع المقابلة.
وقال الفيفا إنه يحقق في تصرفات دامياني، الذي قال الأحد لوكالة رويترز للأنباء إنه قطع علاقته مع أعضاء الاتحاد الذين يخضعون للتحقيق فور سماعه بأنباء اتهامه بالفساد.
من سرب وثائق بنما؟
حصلت صحيفة سوددويتشي تسايتونغ الألمانية على 11.5 مليون وثيقة، وأشركت معها في الاطلاع عليها جمعية الصحفيين الاستقصائيين.
وعملت الجمعية مع صحفيين آخرين من 109 مؤسسات إعلامية في 76 دولة، من بينها صحيفة الغارديان البريطانية، من أجل تحليل الوثائق خلال فترة عام.
ولا تعرف بي بي سي هوية المصدر المسؤول عن التسريب.
ويعد هذا التسريب الأكبر في التاريخ، إذ يفوق ما سربه موقع ويكيليكس. فقد كشفت الوثائق النقاب عن 214000 جهة وشخص، من بينها شركات ومؤسسات.
وتغطي المعلومات التي تضمها الوثائق الفترة منذ عام 1977، وحتى شهر ديسمبر/ كانون الأول من العام الماضي. وتمثل رسائل البريد الإلكتروني الجزء الأكبر من الوثائق المسربة، لكن كشف النقاب أيضا عن صور لعقود وجوازات سفر.-"بي بي سي".
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]