نعم الإختيار هو، إختار الحاج فتحي عارف عباس " ابو شادي " ليقوم بمهمة ترميم وتكحيل مئذنة مسجد المغاربة في مدينة الرملة، وهو المتخصص في مثل هذا الترميم الأثري ، كيف لا ومئذنة مسجد المغاربة يزيد عمرها عن الـ 300 عام، في ساعات الصباح كان يستقلّ سيارته وعماله المساعدين له، متجهاً من كفر كنا الى مدينة الرملة، وجهته المسجد، والمهمة ترميم المئذنة خلال أقل من أسبوعين، فهو على موعد مع السفر الى الديار الحجازية لأداء مناسك العمرة، وبالفعل وخلال عشرة أيام أنهى أهل وأبناء الحركة الإسلامية من بلدة كفر كنا ترميم المئذنة، حيث ساعده ورافقه في إنجاز العمل مركز المشروع الشيخ أحمد أبو عبيّد –إمام مسجد عاطف جاروشي في الرملة-، وها هم أهلنا في كفركنا يتسعدون في هذه اللحظات لتقديم المزيد ، ضمن برنامج عملهم في مشاريع معسكر التواصل مع مقدسات الرملة، والذي سينظم يوم السبت القادم 16/7/2011م .
يقول الشيخ أحمد أبو عبيّد :" مسجد المغاربة وللأسف الشديد مغلق منذ ستين عاماً ، وهذه مئذنة المسجد كانت بحاجة لترميم عاجل، حيث تخلخل بناؤها وتساقطت وتآكلت بعض حجارتها ، وقبل نحو عشرة أيام بدئ العمل بترميم المئذنة ، ضمن مشروع معسكر التواصل مع مقدسات الرملة التي تقوم عليه "مؤسسة الأقصى"، وقد أوكل العمل الى الأخوة أبناء الحركة الإسلامية من بلدة كفركنا ، وها هم الأخوة يتقدمهم الحاج " ابو شادي" وقد أنهوا العمل في الترميم لتصبح المئذنة على أحسن وأبهى صورة، ونحن نتابع بشكل جدي إمكانية إفتتاح المسجد للصلاة، ليرفع الأذان خمسة مرات في المسجد، وقد أوكل اليّ الأخوة أن أكون مركّز المشروع ، وفعلا تابعت الأخوة أولاً بأول ووفرت لهم كل ما يحتاجون " .
اما عن شعوره فحدثنا الشيخ "أبو رمزي": "إنه لمن دواعي السرور والأمل وإنشراح الصدر، عندما ترى هذا الصرح العظيم وقد أعيد ترميمه ، والله إنه ليبعث السرور في النفس ، ويرفع الهمم ، ويزيد الإيمان ، وقد أعيدت البسمة لهذه المئذنة الحزينة ، فكل الشكر للقائمين على المشروع ولـ"مؤسسة الأقصى للوقف والتراث" ، ولا بد لنا من أن نحافظ على هذا المسجد ، وهذا الصرح العظيم ، ونحييه كما كان بالمصلين وبالدعاء الى الله تعالى ، والشكر كل الشكر لأهلنا في كفر كنا ".
الحاج فتحي عارف عباس " أبو شادي" – من بلدة كفر كنا يعمل كمختص بالترميمات وأعمال الحجر، وله من الخبرة 45 سنة – يحدثنا فيقول: "لقد دعتنا "مؤسسة الأقصى" في وقت سابق الى جولة ميدانية تفقدية للقيام بأعمال وتواصل مع أخوتنا وأهلنا في الرملة بما يخص المقدسات ، خلال الجولة تقرر ترميم المئذنة في مسجد المغاربة ، وترميمات داخلية ، يقوم على المشروع أهلنا وأبناء الحركة الإسلامية في كفر كنا ، ومن ثم أوكل اليّ الأخوة في كفر كنا بشكل خاص - وبما أني صاحب اختصاص- بترميم وتكحيل شامل لمئذنة مسجد المغاربة ، لأن هذا العمل يحتاج من 10-12 يوم ، أما بقية العمل فسيتممه الأخوة لاحقاً ، خلال أيام المعسكر ، وبفضل الله إني أنهيت وأنجزت العمل قبل سفري الى إداء مناسك العمرة ".
عن العمل وماهيته قال الحاج "ابو شادي" :" كان في قبة المئذنة عملية تخلخل ، قمنا بتقويتها ، وكان هناك عدة أحجار مخلوعة من مكانها ، وعدة حجارة متآكلة فقمنا بتبديلها ، ثم قمنا بتكحيل المئذنة كلها ، بحسب المواصفات الأثرية ، ومعلوم أنّ هذه المئذنة عمرها أكثر من 350 سنة ".
وعن شعوره خلال العمل والترميم قال: "خلال عملي وأنا أرمم المئذنة، كان عندي شعور مشبع بالمتعة الإيمانية بإذن الله تعالى ، حيث إني أحبّ هذا العمل من داخلي ، وهذا العمل جزء من كياني ، أن نحافظ على مقدستنا ، في كل الأماكن ، لكي نثبّت المسلمين في هذا البلاد ، وفي مقدساتهم ، ونقول نسأل الله أن يعيننا ، ويعين "مؤسسة الأقصى" أن تظلّ ثابتة وسائرة على هذا الطريق ، هذا طريق طيب ومبارك ".
سألنا الحاج "ابو شادي " هل من خاصية وهو يعمل ويرمم مئذنة في مدينة الرملة الإسلامية التاريخية : "نعم، هناك خاصية معينة ، حيث كانت مدينة الرملة مقر للخلافة الأموية لسنين عدة ، كما تروي كتب التاريخ ، قصر سليمان بن عبد الملك ، أقصد بقايا القصر ، ليست بعيدة من هنا ، وهذا دائما يعيدنا الى التفكير بأيام العزّ والمجد الذي عشناه، وأين كانت مواطن العزة يجب علينا أن نعيدها ونحييها ، بقدر استطاعتنا وما يوفقنا الله اليه ، والهدف والشعار الأساس ، إن لم أكن أنا فمن؟! ، هذا هو شعار عملنا ، حتى لا نسأل عن تقصيرنا يوم القيامة ، والله الموفق لما يحبه ويرضاه ".
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]