أقدمت جرّافات الهدم الإسرائيلية، اليوم الخميس، على هدم قرية العراقيب، مسلوبة الاعتراف، في النقب، جنوب البلاد، للمرّة الـ 102 على التّوالي، وذلك بعد أن قدمت إلى القرية صباحًا، لتنفيذ جريمة الهدم التّعسّفيّ، دون الأخذ بعين الاعتبار الأجواء الحارّة في المنطقة الصّحراويّة.
وقال الّناشط في قرية العراقيب، عزيز صياح الطّوري: "إنّ 'السّلطات الإسرائيليّة تواصل جرائم الهدم حيث تركتنا في العراء بعد أن هدمت القرية للمرة الـ102، اليوم، وهذه سّياسة تّعسّفيّة إجراميّة غير إنسانيّة متمثّلة بالهدم تهدف إلى الاقتلاع والتّهجير، ونحن ستزيد من إصرارنا وعزيمتنا، على عكس ما تتوقّع الدّولة، ولن تفيدها'.
واقتحمت القوّات القرية مرّات عديدة، وقامت بتصوير كافّة المنازل، في تمهيد لعمليّات الهدم، في وقت داهمت فيه المقبرة الإسلاميّة بالقرية، وحاولت استفزاز الأهالي بجولة وحركات سريعة بالسّيّارات التي تقلّها.
وطالت يد الهدم قرية العراقيب من قبل السّلطات الإسرائيليّة، 102 مرّة، منذ عام 2010، ولا يزال سكّانها يكافحون ويناضلون لتحصيل حقّهم في عيش كريم لا ينغّصه التّهديد الوجوديّ الدّائم، ما يقابل برفض إسرائيليّ متواصل.
وتطالب إسرائيل أهالي القرية بدفع مبلغ 2 مليون شيقل مقابل مصاريف هدم العراقيب الأول بتاريخ 27.7.2010 وحتى الهدم الثامن.
وتواصل السلطات الإسرائيلية منذ سنوات محاولات تحريش ما تبقى من أراضي العراقيب التي تقدر مساحتها بنحو 1300 دونم في محيط القرية شمال مدينة بئر السبع، رغم أن هذه الأراضي تخضع لإجراءات تسجيل الملكية ومسألة ملكيتها لم تُحسم بعد.
تجدر الإشارة إلى أنه في ظل غياب تسجيل رسمي لملكية غالبية الأراضي في منطقة النقب، قامت السلطات الإسرائيلية في بداية سنوات السبعينيات بفتح المجال أمام المواطنين في النقب لتقديم طلبات لتسجيل ملكيتهم على أراضيهم وفقًا لقانون تسوية الأراضي الذي سن عام 1969.
ويبقى أهالي العراقيب في صمودهم وثباتهم على أرضهم رغم كل جرائم الهدم وتجريف الأرض وتحريشها والاعتداءات الشرسة، مؤكدين أنه لا يضيع حق خلفه مُطالب مهما طال الزمن، وأنهم باقون في أرض وطنهم ما بقي الزعتر والزيتون.
ولا تعترف الحكومة بنحو 51 قرية عربيّة في النقب، وتستهدفها بشكل مستمرّ بالهدم وتشريد أهلها، بينما تشرع بشكل مستمرّ ببناء تجمّعات استيطانيّة لصالح اليهود في النقب.
وتتعرض قرى النقب في الآونة الأخيرة لحملات هدم كبيرة طالت مئات المنازل بحجة البناء بدون ترخيص. وتتعنت السلطات الإسرائيلية في سياستها الهدامة إذ تهدف من خلال هدم قرية العراقيب رغم حرمانها كأخواتها البلدات العربية من الخدمات الأساسية وسلب الاعتراف بها إلى إرغام العرب الفلسطينيين بالنقب على التخلي عن أراضيهم والانتقال للسكن في قرى قائمة من أجل استخدام الأرض لأهداف استيطانية، ولا يزال سكّانها يكافحون ويناضلون لتحصيل حقّهم في عيش كريم لا ينغّصه التّهديد الوجوديّ الدّائم، ما يقابل برفض إسرائيليّ متعنت ومتواصل.
وقدم المواطنون العرب في النقب طلبات لتسجيل مئات آلاف الدونمات، ولم تنظر السلطات في الطلبات منذ سنوات السبعينيات إلى يومنا هذا، وقد أطلق على هذه الأراضي اسم 'أراضي تسوية'. وكان أبناء عائلة أبو مديغم قد قدموا طلبات لتسجيل أراضي قرية العراقيب وفقًا للقانون، لكن طلبهم كما باقي الطلبات، لم يبحث حتى الآن.
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]