أعلنت وزارة الداخلية بدء العمل بالتوقيت الشتوي ابتداء من فجر يوم الأحد القادم 30-10-2016، وبموجبه يتم تأخير عقارب الساعة 60 دقيقة كاملة للوراء عند الساعة الثانية فجرًا.
ويشار إلى أنه بموجب القانون الذي تمت المصادقة عليه في الكنيست عام 2013، فإن مدة سريان التوقيت الشتوي تكون مساوية لأوروبا، وقد استمر العمل بالتوقيت الصيفي 212 يوما، أي من يوم الجمعة الذي يسبق آخر يوم أحد من شهر آذار/ مارس وحتى يوم الأحد الأخير من شهر تشرين أول/ أكتوبر.
وكانت قد أشارت تقديرات وزارة الاقتصاد الإسرائيلية، قبيل المصادقة على القانون، إلى أن تمديد التوقيت الصيفي يوفر على الاقتصاد الإسرائيلي نحو 300 مليون شيكل سنويا.
وتستخدم قرابة 70 دولة في العالم فكرة اعتماد التوقيت الصيفي من خلال تقديم الوقت ساعة مطلع الربيع وتأخيرها ساعة مع بدء فصل الخريف من كل عام.
فوائد التوقيت الصيفي والشتوي
والهدف من اعتماد التوقيت الصيفي، الذي أكمل 100 عام على اعتماده في العديد من دول العالم، في كثير من الدول هو الاستفادة من طول ساعات النهار في هذين الفصلين، بالإضافة إلى الاستفادة الاقتصادية من خلال توفير وترشيد الطاقة.
وتأتي الفائدة الاقتصادية للتوقيت الصيفي من خلال تبكير أوقات الشغل والفعاليات العامة الأخرى، لكي تنال وقتا أكثر أثناء ساعات النهار التي تزداد تدريجيا منذ بداية الربيع حتى ذروة الصيف، ثم تبدأ بالتراجع حتى ذروة الشتاء.
وطول النهار والليل عبارة عن ظاهرة فلكية تنبع من ميل محور دوران الأرض بنسبة 23.4 درجة، مقارنة بمستوى مساره حول الشمس، وهو ما يتضح أكثر كلما ابتعدنا عن خط الاستواء شمالا وجنوبا، غير أن هذا الأمر لا يتغير في منطقة خط الاستواء، حيث يبقى طول النهار متساويا معظم أوقات العام.
يبدأ العمل بالتوقيت الصيفي عادة أواخر شهر آذار/ مارس، حيث يتم تقديم التوقيت ساعة للاستفادة من ضوء النهار الطويل في فصلي الربيع والصيف، ثم يتم تأخير التوقيت ساعة في أواخر شهر تشرين الأول/ أكتوبر من كل عام، وهو ما بدأت بريطانيا بتطبيقه منذ العام 1972.
من أين جاءت الفكرة؟
طرح الأميركي بنجامين فرانكلين فكرة التوقيت الصيفي في العام 1784، غير أنها لم تلق قبولا أو مناقشة جادة قبل أوائل القرن العشرين، وذلك عندما طرحها مجددا البريطاني وليام ويلت، الذي أثمرت جهوده عن مناقشتها كمشروع قانون في البرلمان البريطاني عام 1909، رغم فشل المشروع.
في ربيع عام 1916، وتحديدا إبان الحرب العالمية الأولى، بدأ العمل بفكرة التوقيت الصيفي بعد أن دفعت ظروف الحرب الدول المتورطة فيها إلى اعتماد أساليب خلاقة للحفاظ على الطاقة، فاعتمدتها ألمانيا في نيسان/ أبريل من ذلك العام، ثم لحقت بها بريطانيا وباقي الدول الحلفاء في أيار/ مايو، وتبعتها روسيا بعد عام تقريبا، ولحقت بها الولايات المتحدة بعد عامين، أي في العام 1918.
يشار إلى أن بريطانيا كانت قد طبقت إبان الحرب العالمية الثانية تقديم التوقيت ساعتين، قبل أن تعاود العمل بمفهوم الساعة الواحدة.
الاعتماد البريطاني على التوقيت الصيفي يعود إلى حقيقة أن طول النهار في ذروة الانقلاب الصيفي (أي شهر حزيران/ يونيو) يصل إلى نحو 17 ساعة، وتحديدا 16 ساعة و50 دقيقة، في حين أن طول النهار يتراجع في ذروة الانقلاب الشتوي (الثلث الأخير من كانون الأول ديسمبر) إلى 7 ساعات و40 دقيقة.
يذكر أن العديد من الدراسات أجريت حول الفوائد المرجوة من اعتماد التوقيت الصيفي، غير أنها لم تحسم الأمر بصورة نهائية، خصوصا فيما يتعلق بالإنتاجية وانخفاض معدل الجريمة، لكن الأمر شبه المجمع عليه أنه يوفر في مجال استهلاك الطاقة وفي الصحة البدنية والأنشطة الرياضية المختلفة.
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]