يبث موقع يافا 48 الحلقة الخامسة من سلسلته المميزة التي تحمل عنوان "معالم من بلدي كما لم ترها من قبل"، وفيها نُسلط الضوء على ميناء يافا التاريخي الذي بني قبل 5000 عام، ونصحبكم في جولة جوية نُشاهد من خلالها أروع المناظر لبحر يافا ومينائها العريق.
وخلال الحلقات الماضية سلطنا الضوء على أبرز معالم مدينة يافا كبرج الساعة ومسجد حسن بك والحاووز وسبيل ابو نبوت، وسنبث في الأسابيع المقبلة حلقات حول بقية معالم المدينة التاريخية، حيث يتم التصوير باستخدام طائرة وبدقة عالية ومن كافة الاتجاهات وبتعقيب صوتي يسرد تاريخ ومعلومات حول المكان.
يشار إلى أن الهدف من هذه السلسلة هو تذويت معاني الانتماء للمدن وتعزيز الثقافة والتواصل بين الفرد وتاريخه وحاضره، وتعزيز انتمائه لها، بالاضافة للتعرف على معالم هذه المدن التاريخية، وتعتبر السلسلة الجديدة أول عمل محلي من هذا النوع على مستوى المدينة.
نبذة عن ميناء يافا:
من هذا الميناء التاريخي العريق ،اوصلت فسطين بالعالم وأوصل العالم الاوروبي بالشرق الأوسط .تحديدا الاردن والعراق والبلاد الحجاز.أحتلت مدينة يافا مكانة اقتصادية منحها إياها هذا الميناء فأضحت بوابة فلسطين الثانية إلى العالم والأقرب إلى القدس الشريف. وأول ميناء في فلسطين لتصدير والاستيراد فكانت يافا مدينة تهوي إليها أمال وطموح الوافدين من العمّال والتجّار من القرى والبلاد المجاورة خاصة في موسم الحمضيات .
من هذا الميناء كانت تصدر السلعة المحلية كالبلاط والزيت والصابون والحبوب وأهمها برتقال يافا ذي الجودة العالية إلى أسواق أوروبا فالأرقام عندنا تشير ان مدينة يافا كانت تصدر في موسم الحمضيات 3 مليون صندوق برتقال ونفس الكمية تصدر عن طريق البر .ولك ان تتخيل أعداد العمال والرواد إلى هذا الميناء في موسم الحمضيات فقط.
لم تتمكن السفن الكبيرة والبواخر الرسو في داخل حوض الميناء وذلك لكثر الصخور المحيطة فكانت الطريقة في تفريغ الحمولة أو نقل المسافرين عبر نقلهم من وإلى الميناء عبر قوارب صغيرة مقابل ما يدفعونه المسافرون او التجار لا صحاب القوارب الصغيرة.
مداخل الميناء فهي ثلاثة:
1- مدخل "الدوبلعة"، من الشمال وهو من أوسع المداخل.
2- مدخل "البوغاز"، وهي كلمة تركية تعني: (الضيّق)، وهو من أضيَق المداخل وأخطرها، تدخل القوارب لتنقل البضائع للناس.
3- مدخل "عويجان" ، من الجهة الجنوبية ،ومعناه : (الأعوج) ،فهو غير موجود اليوم ، وغير مريح كونه مليء بالصخور والرمال.
للميناء بوّابتان: احدها شمالية، والثانية جنوبية، كانت لمنع التهريب أو دخول غير العاملين للميناء.
في اوائل القرن العشرين- حظي الميناء بأكبر مشاريع التوسعة والعمران ّ حيث أهتمت مديرية الاشغال العامة الجهة التي خولة بإدارة الميناء بترميم وإصلاح العديد من الأمور، وبذلت جهودا جبارة في سبيل تطويره.
أمّا مرافق الميناء فهي كثير، منها:
- لسان البحر ، لحماية وسائل النقل.
- "الفنار" لتوجيه حركة الملاحة .
- "الكرنتينا"(الدائرة الصحية):لفحص الوافدين، قبل دخولهم إلى يافا.
- "بركة القمر" :كانت مسبح لأهل البلدة القديمة ،وهي عبارة عن ساحل رملي نظيف. وهي مقر للصيادين والبحارةوقد أُزيلت بركة القمر، على يد "سُلطات الاحتلال البريطاني". وأقاموا مكانها رصيفا لحماية المراكب من العواصف. وأقاموا مخازن لتخزين للبرتقال.
- "لجنة البحارة"(جمعية البحارة) : وهي تقوم بتنظيم أمور الموزعين وأصحاب المراكب الذين كانوا يتسابقون لتحميل وتفريغ السفن الكبيرة
وأصبحت لجنة البحارة هي التي تدفع أجور للعاملين الذين يفرغون السفن وينقلون البضائع. الجمارك
- مكتب الزراعة:هو من دوائر الميناء، فيه كان يتم فحص جودة الحمضيات قبل تصديرها إلى الخارج وبعد الموافقة عليها تُنقل إلى مخازن البرتقال ، حتى يتم نقلها .
يتم ترميم وتنظيف الميناء بالرمال والحصى كل ثلاثة شهور لحمايته من التلوث مع الاخذ بعين الاعتبار المحافظة على عمق المياه.
في عام 1949 صادرت السلطات ميناء يافا بكل ما يحتويه من بضائع وأموال ونحوه كأكبر عميلة سطو شهدتها البشرية .وقد أغلق الميناء امام حركة السفن الكبيرة وتعطل دوره كميناء تجاري إلى ميناء سياحي والقضاء على حقبة 5000 عام من تاريخ هذا الميناء .وأبقت السلطات عبر قوانين تعسفية خانقة لعشرات العائلات لتعتاش من ملاحة الصيد على قلة وندرة وفرتها .كأخر ما تبقى لأهالي المدينة من إرث الماضي المكلوم.
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]