هل حقا عجزت حكومة نتنياهو عن السيطرة بقواها الذاتية على الحرائق التي شهدتها البلاد في الأسبوعين الأخيرين؟ كيف يمكن لمن يزعم أنه يملك أكبر ترسانة أسلحة في المنطقة، أن يعجز عن امتلاك الوسائل الضرورية لإطفاء حرائق، تعتبر صغيرة، قياسا مع الحرائق الهائلة التي تشهدها دول أخرى، مثل أستراليا أو الولايات المتحدة على سبيل المثال؟
وهل عجزت حكومة نتنياهو عن استخلاص العبر – مثلا- من حريق الكرمل عام 2005، فلم توفر ما تحتاجه من أجهزة وطائرات إطفاء وقوات إطفاء وإنقاذ طوال عشر سنوات؟ أيمكن هذا؟!
أظن أن الحرائق، التي استنجد نتنياهو بكل الدنيا كي تساعده في إطفائها، كان يمكن السيطرة عليها بكل سهولة ، دون مساعدات خارجية، ولكن الاستعانة بالخارج ليس بالضرورة أن يكون الهدف منه هو المساهمة في إطفاء الحرائق بالذات، وإنما تقف خلفه أهداف أخرى؛ سياسية واقتصادية وداخلية. ولسوف نعلم جميعا حقيقة الأمر في قادم الأيام..
كذبة أكبر من الحريق
أشبع نتنياهو وحاشيته الدنيا بُصاقا، وهم يتحدثون عن وجود خلفيات قومية للحرائق، التي ضربت في البلاد طولا وعرضا، ليتضح – سريعا- أن حبل الكذب قصير.
قالوا – ومعهم إعلام التضليل العبري- إن هذا "إرهاب حرائق"، وإذا بالجبل يتمخض فيلد فأرا، بنص رسمي من شرطة نتنياهو، يقول إنه لا أدلة على وجود خلفيات قومية للحرائق. وهي الشرطة ذاتها التي اعتقلت نحو 30 شخصا بحجة علاقتهم بالحرائق، ليبقى منهم خمسة فقط، يبدو أنه سيطلق سراحهم، وليبقى أصحاب البيوت المتضررة بحسرتهم، يلعقون آثار الحريق، بعد أن أوهمهم نتنياهو ورجاله بأنهم سيعوضون تحت بند "ضحايا الإرهاب"...
هل تذكرون ما قالته جهات رسمية عديدة عن التعويضات والمساعدات الفورية للمتضررين؟ تابعوا إذاً معركة التعويضات، التي سرعان ما اتضح أنها رحلة معاناة لا نهاية لها. هكذا تسير الأمور في بلاد "تتفجر حليبا وعسلا"...
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]