بدأت سلطات الاحتلال منذ يوم الإثنين، تنفيذ قرارٍ اتخذ مطلع الشهر الجاري بتمديد الفترة الصباحية لاقتحامات المسجد الأقصى، وذلك في الوقت الذي يجري فيه الحديث عن ترتيبات لإعادة السماح بمشاركة نواب الكنيست في هذه الاقتحامات، ما ينذر بتصعيد إسرائيلي شامل ضد المسجد الأقصى بعد فترة من الهدوء النسبي.
وتفتح شرطة الاحتلال عند السابعة صباحًا باب المغاربة أمام المقتحمين على مجموعات، وتوفر الحماية لهم، وقد دأبت على إغلاقه عند الساعة العاشرة، لكنها منذ يوم الاثنين مددت هذه الفترة حتى العاشرة والنصف.
وقال رئيس مجلس الأوقاف الإسلامية في القدس عبد العظيم سلهب، إن أصل الاقتحامات التي ينفذها الاحتلال في الأقصى غير شرعية ولا قانونية، وبالتالي فإن هذا الإجراء غير شرعي ولا قانوني مثل أصله، معتبرًا أنه يمثل انتهاكًا جديد بحق السيادة الأردنية على المسجد، ويندرج في سياق المحاولات لإقصاء الأوقاف الأردنية وتهويد المسجد.
وأشار سلهب إلى أن سلطات الاحتلال تسمح بالقوة بهذه الاقتحامات منذ عام 2004، مستغلة استيلاءها على باب المغاربة منذ عام 1967، مشددًا على أن هذه الاقتحامات تمس بالعقائد الدينية للمسلمين وتخالف كافة الشرائع السماوية والقوانين الدولية.
وحذر أيضًا في حديثه لـ"ديلي 48" من القوانين التي يحاول نواب الكنيست الإسرائيلي تمريرها من حين لآخر لتهويد المسجد الأقصى، وفرض السيادة الإسرائيلية، واصفًا تصعيد الاحتلال بأنه "سياسة حمقاء" تدفع المنطقة نحو حرب دينية سيكون لها عواقب وخيمة.
وأضاف، أن كافة الإجراءات التي تفرضها إسرائيل بالقوة تحاول من خلالها تثبيت موضع قدم لها في المسجد الأقصى، مؤكدًا، أن هذه المحاولات ستفشل في النهاية، وأنه لن يستطيع أحد إنكار حقيقة أن الأقصى للمسلمين وحدهم.
من جانبه، علق مفتي فلسطين والديار المقدسة محمد حسين، بأن هذه الاقتحامات تعتبر عدوانًا على المسجد الأقصى، وأنه لا يمكن القبول بأصل الاقتحامات سواءً تم تمديد وقتها أو تقليصه، مضيفًا، أنه يُشتم من هذا التصعيد محاولة الاحتلال فرض التقسيم الزماني على الأقصى.
وأضاف حسين لـ"ديلي 48"، أن هذه الخطوة من شأنها التضييق على حق المسلمين في التعبد بالمسجد الأقصى، والحد من حرية وصولهم إليه في كل الأوقات، خاصة أنها تترافق مع منع العشرات بشكل مستمر من دخول المسجد، والتضييق على الداخلين إليه خلال فترة الاقتاحامت.
وحذر من تطور هذه الاقتحامات إلى السماح بأداء صلوات تلمودية داخل المسجد، وتوفير مرشدين إسرائيليين متطرفين للمستوطنين خلال اقتحامهم.
يأتي ذلك في وقتٍ أدرجت فيه سلطات الاحتلال أسماء عشرات النساء والرجال على ما أسمتها بـ"القائمة السوداء"، ومنعتهم من دخول المسجد الأقصى بشكل كامل، وذلك بسبب تصديهم لاقتحامات المستوطنين بالتكبير والتهليل، وهو ما يزعم الاحتلال أنه "تحريض على العنف".
وربط الباحث المتخصص في شؤون القدس د. جمال عمرو بين وصول ممثل الحزب الجمهوري دونالد ترامب إلى رئاسة الولايات المتحدة والتصعيد الإسرائيلي الأخير بحق الأقصى، مؤكدًا، أن النتائج القادمة لهذه الخطوات ستكون مهولة.
ورأى عمرو أن الانشغال العربي بالأزمات في الدول المجاورة، عن التصعيد بحق المسجد الأقصى والقدس عمومًا، يدفع الاحتلال إلى مزيدٍ من التصعيد واستسهال تنفيذ التهويد والاستيطان، مستدركًا، أن الشارع الفلسطيني سيهب للدفاع عن مقدساته والتصدي لتصعيد الاحتلال بشجاعة.
وكانت صحيفة "هآرتس" كشفت الشهر الماضي عن توجه لدى قيادة جهاز شرطة الاحتلال للسماح بمشاركة نواب الكنيست في اقتحام الأقصى، وذلك خلافًا لاتفاق أبرمه رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو مع العاهل الأردني عبد الله الثاني برعاية وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، يقضي بمنع هذه الاقتحامات، وذلك في بداية أحداث انتفاضة القدس.
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]