مع نهاية عام 2016 وبداية عام جديد توصل أحد الخبراء في عالم الاتصالات الرقمية إلى أن الهواتف الذكية -بحكم تعامله اليومي معها واستغراقه في تطبيقاتها- تسرق الوقت منه، فعزم على تعويض هذا الوقت الضائع في عام 2017.
ويقول ماركوس غيلروي وير -وهو مدرس الثقافات الرقمية في جامعة غرب إنجلترا- إنه بدأ بالفعل في ممارسة هذه التجربة قبل حلول العام الجديد، فبينما كان يتسامر في البيت مع صديق له غاب عنه لدقائق معدودة ذهب فيها إلى الحمام، وبدلا من الإمساك بالهاتف -بحكم العادة لملء فراغ الوقت ليتصفح برامجه وتطبيقاته- وضعه على الصامت وبدأ يتطلع في المكان حوله.
ويعلق غيلروي بأن مقتني الهواتف الذكية الحديثة يستخدمونها في المتوسط أكثر من ثلاث ساعات يوميا، وهناك تقارير مقلقة عن إدمان استخدامها لدرجة أنها قد لا تفارقهم أثناء القيادة بل وحتى في الحمام.
وتساءل عن سبب سماحنا لأنفسنا بأن تتحكم فينا هذه الأجهزة بهذه الدرجة الكبيرة، وكيف أصبحت مغرية بهذه القوة بحيث لا يمكننا الاستغناء عنها.
وأشار إلى بعض الأحداث التي نعيشها في هذا العصر -خاصة عام 2016 الذي كان مشحونا بكثير من المنغصات في شتى نواحي الحياة- جعلت الناس تحت ضغط متواصل وأصابتهم بالاكتئاب والقلق، خصوصا في بريطانيا التي يعاني فيها واحد من كل أربعة أشخاص من علة نفسية كل عام.
وفي هذا السياق، يقول غيلروي إن نظرة إلى ركاب قطار تجعلك ترى أن من ينهمكون في هواتفهم يمثلون العدد الأكبر، مما ينبهك إلى أن هذه الأجهزة تستخدم أدوات للإلهاء وهروب لحظي من الوجع الممل للحياة العصرية.
ويبني الكاتب على ذلك أن هذه العادة هي الشرك الذي يحث الجميع على الحذر من الوقوع فيه مع حلول عام 2017 رغم أن للهاتف الذكي استخدامات مفيدة ومسلية كمراسلة الأصدقاء إلا أن استخدامه لقتل الوقت لا يحل أي مشكلة، فلن تجعلنا الدردشة أو أي تطبيق من تطبيقات وسائل الإعلام الاجتماعية نشعر بتحسن أفضل بشأن مستقبلنا أو أنفسنا، كما أن التعود على استخدامها يجعل صاحب فيسبوك مارك زوكربيرغ وأصدقاءه أكثر ثراء.
كما أن تطبيقات الهواتف الذكية يمكن أن تجعلك تشعر بحالة أسوأ، ومن ذلك أن متابعة الغرباء في إنستغرام -على سبيل المثال- ترتبط ارتباطا وثيقا بالإصابة بالاكتئاب.
وختم غيلروي مقاله بأن من السهل أن يبدو المرء متزمتا أخلاقيا، لكن وجهة نظره تتعلق أكثر باستعادة وقت تفكيرنا وانتباهنا الذي سرقته منا هذه الأجهزة، فكل ثانية نقضيها مع الهاتف الذكي يمكن أن نستثمرها بطريقة أخرى أكثر فائدة.
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]