أعلن الشيخ رائد صلاح رفضه لزيارة شخصيات رسمية عربية إلى القدس والمسجد الأقصى المباركين، وذلك في أعقاب إعلان مفتي تونس نيته بزيارة المسجد الاقصى، وطالب صلاح هذه الشخصيات ومنها مفتي تونس بمراجعة قراراتهم وتبني موقف الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الرافض لمثل هذه الزيارات.
وقال الشيخ رائد في لقاء مع "ديلي 48: " "لم تزدني الايام الا قناعة ان موقف الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين من هذه الزيارات هو الموقف السليم المبصر، لان من شأن هذه الزيارات من حيث لا يقصد من يقومون بها، أن تعزز من ادعاء الاحتلال الاسرائيلي من سيادته الباطلة اصلا على المسجد الاقصى المبارك، لأننا كلنا نعلم ان الاحتلال الاسرائيلي لا يزال يمنع 3 ملايين فلسطيني من اهلنا في الضفة الغربية وقطاع غزة من الوصول إلى القدس والاقصى المباركين، ولا يزال يمنع المئات منا من الداخل الفلسطيني من الوصول إلى القدس والاقصى المباركين، وها هو الذراع الأمني الاسرائيلي يزج بالمئات من أهلنا في القدس والداخل الفلسطيني في السجون، لا لسبب الا لأنهم كانوا يعتكفون أو يرابطون أو ينظمون حافلات لنقل الأهل من الداخل الفلسطيني إلى المسجد الاقصى، فماذا يعني أن يقوم الاحتلال بكل هذه الممارسات القبيحة، وفي نفس الوقت يفتح المجال لبعض الشخصيات الرسمية من تونس او من الكويت او من غيرها للدخول إلى الاقصى المبارك تحت سقف الاحتلال الاسرائيلي، وعليه فمن الوضح لي ان كل هذا المشهد يصب في مصلحة الاحتلال ويدعونا للتفكير مليا في مثل هذه الزيارات".
وطالب الشيخ رائد الشخصيات التي تفكر بزيارة القدس والأقصى، أن تراجع أنفسها جيدا، على ضوء الواقع الميداني الذي يحيط برحاب القدس والمسجد الأقصى المباركين.
وتطرق شيخ الأقصى إلى الملاحقة المستمرة التي يتعرض لها من قبل المؤسسة الإسرائيلية والمتمثلة بقرارات منعه من السفر والابعاد عن القدس والاقصى، وقال: " هذه محاولات فاشلة من قبل الاحتلال الاسرائيلي لمواصلة فرض قطيعة بيننا وبين القدس والاقصى المباركين، ومحاولة تجريم ثوابتنا المتعلقة بالقدس و المسجد الاقصى المباركين ومحاكمتنا على هذه الثوابت ومطاردتنا بسبب هذه الثوابت، ومع ذلك كنا ولا زلنا نؤكد أننا مع هذه الثوابت حتى نلقى الله تعالى وسنبقى نردد بالروح بالدم نفديك يا أقصى".
وأضاف: "أمّا على صعيد مواصلة منعي من السفر إلى الخارج، فهي أيضا محاولة من المؤسسة الإسرائيلية لفرض قطيعة بيننا وبين امتدادنا الاسلامي والعروبي والفلسطيني، ومحاولة لإلغاء الحاضنة الشعبية الاسلامية العربية العالمية التي نجحت الحركة الاسلامية المحظورة إسرائيليا ببنائها خلال السنوات الماضية".
وحول التفكير في التوجه إلى القضاء إزاء هذه الانتهاكات والملاحقات، تابع الشيخ رائد: "حتى الان لا زلنا مقتنعين بعدم التوجه إلى القضاء الإسرائيلي، بناء على تجربتنا السابقة الطويلة والمريرة، والتي اكتشفنا فيها ان صوت الاجهزة الامنية الاسرائيلية يعلو على صوت القضاء في قضايا كثيرة ماضية، ولكن هذا لا يعني عدم اعادة النظر والتشاور مرة ثانية، حول الموضوع، مع بعض الحقوقيين والمؤسسات الحقوقية في الداخل الفلسطيني مثل مؤسسة الميزان وعدالة وغيرها".
وتطرق الشيخ رائد في لقائه مع "ديلي 48" إلى تصريحات كبار الوزراء الإسرائيليين الأخيرة وموقفهم الصهيوني من القدس والاقصى المباركين، وقال: "قرأت بعض التصريحات لشخصيات تشغل منصب وزراء في حكومة نتنياهو ومنها من يعرف نفسه على أنه معارضة اسرائيلية في مبنى الكنيست، وتؤكد هذه التصريحات ما قلته ذات اليوم، في أن القدس والسعي إلى تهويدها وبناء هيكل كان ولا يزال محل اجماع لدى كل مركبات المجتمع الاسرائيلي سواء مركبات متدينة او علمانية او كانت تعرف نفسها يمينية او يسارية، هذه تصريحات تحمل روحا محمومة لمواصلة تهويد القدس والتعجيل ببناء هيكل اسطوري مكان المسجد الاقصى المبارك، وهذا يعني لي أن الايام القادمة قد يكون فيها من المفاجآت الصعبة جدا، التي يجب ان نستعد لها من اجل استمرار دورنا المنتصر للقدس والمسجد الأقصى المباركين".
وحول طبيعة حراكه في ظل الملاحقات والمنع وتحذيره إسرائيليا من إقامة مؤسسات وحركات، أكد الشيخ رائد أنه "مع كل هذه التضييقات فأنا بحمد الله رب العالمين املك مساحة واسعة من العمل، وبدأت بعد خروجي من السجن فورا بممارسة نشاطي في حدود هذه المساحة الواسعة من فضل الله تعالى، وعلى سبيل المثال هناك المجال الواسع للعمل من خلال رسالة المسجد ومن خلال لجنة المتابعة العليا ومن خلال الحاضنة الشعبية التي لا تزال قائمة في الداخل الفلسطيني ولا تزال تنتصر لثوابتنا الاسلامية والعروبية والفلسطينية ولا تزال تقوم بهذا الدور، لأن المؤسسة الإسرائيلية حتى لو حظرت الحركة الاسلامية فمن المستحيل في يوم من الايام ان تنجح في حظر هذه الثوابت او في حظر هذه الحاضنة الشعبية".
وحول تعقيبه على التحريض الاعلامي الإسرائيلي عليه في اعقاب اطلاق مبادرة نصرة اللغة العربية واتهامه بالدعوة إلى مقاطعة اللغة العبرية، قال القيادي في الداخل الفلسطيني: "الأبواق العبرية التي هاجمت هذه المبادرة تعاني من سوء فهم المقروء، لأن مبادرتي كانت واضحة ونصها واضح، انا دعوت أهلنا في الداخل الفلسطيني، أن نتمسك خلال حديثنا في مجالسنا الخاصة بلغتنا العربية وأن لا نقحم اية مصطلحات اخرى سواء كانت عبرية أو غيرها، وهذا منصوص عليه في المبادرة، فهذا يعني لدى كل عاقل أنني أدافع عن حقي في ان التزم بلغتي العربية والا اقحم عليها اية مصطلحات، سواء كانت عبرية أو انجليزية او فرنسية او غيرها، وهذا حق طبيعي لدى كل شعب في العالم يسعى للحفاظ على هويته لأن اللغة هي من المركبات الأساس للهوية".
وحول مستجدات هذه المبادرة، أكد الشيخ رائد أنها "لاقت استحسانا مباركا من كل اهلنا في الداخل، حيث اتصل بي الكثيرون وطلبوا الانضمام إلى هذه المبادرة، على صعيد الرجال والنساء وعلى صعيد كل قطاعات مجتمعنا في الداخل الفلسطيني، من الأهل المسلمين ومن الاهل المسيحيين ومن الأهل الدروز، لا بل اتصل البعض من من الدول العربية قد اتصلوا وطلبوا الانضمام إلى المبادرة، والحمد لله بدأت تتكون هيئة عامة لهذه المبادرة، وخلال الايام القادمة سنبدأ نشكل ادارة لهذه المبادرة وسنلتقي على نشاطات واعدة لهذه المبادرة من شأنها ان تقوي تمسكنا بلغتنا العربية".
يرجى تحميل التحديث الخاص بتطبيق يافا 48 على هواتفكم الذكية كي تصلكم الاشعارات.
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]