دعا المجلس الإسلامي للافتاء الأئمة في البلاد بتخصيص خطبة الجمعة المقبلة حول أزمة العلاقة بين الآباء والأبناء والتطرق لأسباب هذه الأزمة من المنظور الشرعي والاجتماعي وطرح الحلول العملية للخروج من هذه الأزمة التي ضررها ليس مقتصرا على الأسرة فحسب بل على مستوى المجتمع برُمته...
وفي حديث مع د. مشهور فوّاز محاجنة- رئيس المجلس الإسلامي للافتاء حول هذه الدعوة وأهميتها أفاد قائلا : انّ الانسجام في العلاقة بين الولد ووالديه يساعد على تنمية شخصية الولد ويعزز ثقته بوالديه وبنفسه مما يمنحه قوة وطاقة تربوية في مواجهة تحديات الصعوبات التي قد تواجهه في الحياة ؛ وعلى العكس من ذلك تماما حيث أنّه في كثير من الأحيان تكون المشاكل النفسية و السلوكية عند الاولاد نتيجة العلاقة المتزعزعة بين الأبناء والآباء...
إنّه من المقلق حقيقة أنّك تجد الابن لديه الاستعداد للتحدث على مواقع التواصل الاجتماعي للساعات الطويلة مع أشخاصٍ - ربما لم يمضِ على معرفتهم بهم إلّا فترةً قليلةً - وليس لديه الاستعداد أن يجلس مع والديه، حيث يمل بسرعة أو يجلس صامتاً لا يشاركهم أحاديثهم أو ينشغل بهاتفه ... وذلك يعود إلى عدم وجود العوامل المشتركة بين الآباء والأبناء، فالأبناء ينجذبون للجلسات الّتي يشعرون بأنها ممتعة بالنسبة إليهم...
وحول أشدّ ما يزعزع الثقة بين الآباء والأبناء أشار فضيلته : انّ ممّا يعصف بالعلاقة بين الآباء والأبناء فينسفها نسفا الخلافات الزوجية المستديمة امام الأبناء .... إنّ هذه الخلافات أشد أثرا على نفسية الابناء من الحروب المدمرة ...
فالخلافات الزوجية آثارها السلبية طويلة الأمد.... والأبحاث تشير إلى أنّ الأطفال الذين ينشؤون بين مشاكل الأبوين المتكررة من المحتمل أن يتأثروا في مرحلة البلوغ. ويكونون أكثر عرضة لخطر الاكتئاب، وتعاطي المخدرات والكحول، والقيام بالسلوكيات المعادية للمجتمع، مع مخاطر الفشل في العلاقات الشخصية والحياة المهنية حتى بعد تخطي سن المراهقة.....
وفضلا عن ذلك فإنّ صورة الأب والأم تهتز عند الولد ممّا يدفع الولد إلى أن يبحث عن قدوة أخرى ولا يتقبل حينئذ الأبناء التوجيهات من الآباء والامهات لفقد الثقة فيهم ...
كما أنّ المفاضلة بين الأبناء في المعاملة والمودة والعطية تلعب دورا سلبيا في تأزم العلاقة بين الآباء والأبناء؛ فضلا عمل يارب على ذلك من نزع للشحناء والبغضاء في قلوب الاخوة تجاه بعضهم البعض ...
وختم فضيلته قائلا:
ابنك رأس مالك فلو جمعت مال الدنيا كله وخسرت ثقة ابنك فكأنك لم تكسب شيئا...
أيها الآباء... أيتها الأمهات.... اعلموا انّ أبناءكم هم صور أعمالكم فأحسنوا صوركم فإنكم مسؤولون عنهم في الدنيا والآخرة..
المجلس الإسلامي للافتاء
المركز العام للتحكيم الشرعي
26 جمادي الآخرة 1438 ه
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]