ذكر الله عز وجل في مواضع عدّة في كتابه العزيز قصة سيدنا موسى عليه وعلى نبيّنا محمد أفضل الصلاة والتسليم ، ويأتي ضمن القصص ذكر العصا اللتي تحوّلت إلى ثعبان يأتمر بعد أمر الله تعالى بأمر موسى كليم الله.
قال تعالى:
((وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ ۖ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ)) [سورة اﻷعراف 117].
تلك العصا بعد أن كانت عصًا بسيطةً يهُشُّ بها سيدنا موسى عليه السلام على غنمِه تحوّلت في ذلك الموقف المهيب بإذن الله تعالى إلى ثعبان مبين ، من وظيفتها البسيطة تحوّلت إلى أداة للدعوة للتّفكّر ، للدعوة لتحكيم العقل والمنطق ، لدعوة الناس لتوحيد الله تعالى والكفر بادّعاء فرعون بالألوهية.
عصا موسى عليه السلام أدخلت الناس في دين الله وشقّت البحر لبني إسرائيل لتحريرهم من العبودية وفجّرت الماء من داخل الصخر لتروي عطشهم وكل هذا بإذن الله مساندة منه لسيّدنا موسى في دعوته إليه تعالى.
أما ما تُسمّى اليوم ب "عصا السيلفي" (selfie) ، وكلمة self بالإنجليزية تعني "الذات" أو "أنا" وكم تذكرني (selfie) ب (selfish) وهي الأنانية أو حبُّ ال"أنا" والإعجاب بالنفس وأعمالها صالحةً كانت أم طالحة.
و"عصا التصوير الذاتي" هذه تعدّدت استعمالاتها وقلّ ما تُستعمل في طاعة الله وتبليغ دينه كما استُعمِلت عصا موسى عليه السلام ، بل وأكثر من ذلك فإنها ذهبت ببعض عقول البشر : منهم من يُصور نفسه في كل موقف من مواقف يومه وحياته إلى درجة الهَوَس (سفر/فندق، مدرسة/جامعة ، دار عبادة ، مائدة طعام ، حمام؟!! ، غرفة ولادة؟! -خافوا ربكم واستحيوا ع حالكم!!!).
ويا أسفا على شبابٍ وشاباتٍ وصِبيةٍ وبناتٍ احتضنوا كل ما هو خادش للحياء في اسعمال عصا السيلفي : صور ماسخة وتعابير وجه فارغة من المعاني واللباقة البشرية وتصوير فيديو لتطبيقات "سنابشات"(snapchat) و"ميوزيكلي"(musicly) تظنُّ نفسك تشاهد فيها في بعض الأحيان لقطات من مستشفى للعلاج النفسي أو كما يسمّونها بالعامية "العصفورية" أو "موريستان المجانين".
إذا كانت ستشهد علينا وعلى أعمالنا أعضاؤنا اللتي هي جزء منا لقوله تعالى: ((يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)) [سورة النور 24].
فستشهد علينا حتمًا صورنا ولقطات الفيديو اللتي لا ترضيه تبارك وتعالى.
فليرجع أصحاب عِصِي "السيلفي" إلى رُشدهِم قبل لقاء الله يوم القيامة مخافة أن تُطبّق فيهم يومئذٍ مقولة :" العصا لمن عصى".
مُحبّكم ،
فرح أحمد أبو نجم
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]