يبث موقع يافا 48 الحلقة الـ15 من سلسلته المميزة "معالم من بلدي كما لم ترها من قبل" والتي لاقت اعجاباً كبيراً لدى المتصفحين ورواد مواقع التواصل الاجتماعي، حيث اصطحب موقع يافا 48 متصفحيه الكرام بجولات حول أبرز معالم المدينة كشاطئ البحر ونهر العوجا والميناء والمساجد وغيرها.
وخلال هذه الحلقة تُحلق كاميرا موقع يافا 48 فوق قرية روبين المهجرة جنوب مدينة يافا لتلقط مجموعة من الصور والفيديوهات الرائعة والمميزة لمعالم القرية وشاطئها من الجو.
يشار الى ان الحلقات يتم تصويرها بالطائرة، بدقة وجودة تصوير 4K الأحدث عالمياً، وذلك بهدف التعرف على معالم المدينة وتذويت معاني الانتماء وتعزيز الثقافة والتواصل بين الفرد وتاريخه وحاضره.
نبذة عن قرية روبين المهجرة:
تقع قرية روبين المهجرة على بعد كيلين من ساحل البحر الابيض المتوسط وعلى بعد 8 كيلو مترات من مدينة الرملة. تعتبر ثاني أكبر قرى فلسطين بعد قرية يبنا المجاورة .
تصل مساحة أراضي روبين نحو 31 الف دونم تحيطها كثبان رملية وأراض زراعية وتحوي في أحشاء باطنها كنوز أثرية تعود للفترة الكنعانية والصليبية.
ما يميز قرية روبين أنها اختزلت عناصر الطبيعة كلها . ففيها الصحراء والبحر وأنهر وأراضي خصبة وما لا تشتهي الأنفس من خيارات وجمال طبيعتها الجغرافية الساحرة وراحة للنفوس علاوة على كونها قرية ساحرة بطابعها الجغرافي فهي غنية بالمياه الجوفية ومحل جذب الوافدين من بدوي وعربان وفلاحين.
من معالم القرية المهجرة:
نهر روبين :
يعد نهر روبين رافدا من روافد وادي الصرار والذي يمتد شرقا من جبال القدس وبيت لحم وبيت جالا على بعد 70 كيلو متر من مدينة يافا وقراها . حيث يبلغ جريانه نحو ميلين فقط ،وهو دائم الجريان طوال العام يصب في البحر الأبيض المتوسط من أسمائه نهر روبين وسيل سوريك وعند مصبه تتفجر 3 إلى 5 ينابيع ماء. وقد تلوثت مياه هذا النهر بفعل استخداماته للأغراض العسكرية في الوقت الحاضر
المقام والمسجد:
من معالم القرية المهجرة مقام القرية والمسجد: يقع مقام ومسجد القرية روبين على ضفاف نهر روبين على بعد 3 كيلو متر من شاطئ البحر الابيض المتوسط حيث يعود تاريخ المقام للفترة الكنعانية على الرأي الراجح .وقد بني بمحاذاته مسجد هو مسجد القرية بمساحة تصل إلى دونمين وقد بني بأمر من حاكم القدس المؤدي في القرن الخامس عشر ميلادي. ويقال بأن الذي قام ببناء المقام الولي الصوفي شهاب الدين بن أرسلان الرملي عام 1372م.
وتشير المعطيات التاريخية ان مسجد روبين بني على أنقاض معبد كنعاني أما تسميته ففيها أوجه خلاف ورأي بين المؤرخين. فلا ثمة صلة أو علاقة بروبين بن يعقوب عليه السلام بهذه التسمية وفقد معتقد يهود .
بعد عام 1948 هُجرة أهل هذا المسجد وأضحى مهجوا وقد حول إلى ثكنة عسكرية وقد هدمت المئذنة بقصف او تفجير في إطار التدريبات للجيش الإسرائلي عام 1993 واستبدال الكتابات والنقوش الإسلامية ليتم طمسها وحذفها في واقع ووجدان الاجيال القادمة.
مواسم:
يُعتبر موسم روبين من أشهر مواسم فلسطين عام 1948 وأقدمها على الإطلاق حتى قيل ان تاريخها يعود للفترة الكنعانية أو المملوكية .وإي كانت فهي إرث وعادة تخرج محافظة يافا عن بكرة أبيها في نزهة صيف بمواكب مهيبة على الأقدام بإتجاه أراضي روبين .يبدأ موسم احتفالات روبين في أول من شهر أيلول وحتى نهاية شهر آب.. وتفتتح المقاهي والمطاعم. وتحضر فرق غنائية، ويجري سباق يومي للخيل، ويقيم الزائرون في الخيام فكان يحضره من كل حدب وصوب من كبار شخصيات العالم العربي الفني والثقافي فموسم روبين ما زال على السن الذاكرة ودواوين الروائيين والكتاب تروى حتى يومنا هذا.
السكان:
قطن أراضي روبين عرب أبو سويرح (أبو عرب روبين) الذين يعودون بأصولهم إلى عرب الملالحة المقيمين في سيناء. وقد بلغ عددهم عام 1948 نحو 1650 نسمة. تعتبر أراضي روبين زراعية غنية بالمياه الجوفية حيث اشتهرت بزراع الحمضيات، والتين وكروم العنب والحبوب.
هُجر سكان قرية روبين كغيرهم من سكان فلسطين عام 1948 وقد أوكلت مهمة احتلال القرية للواء جفعاتي في عملية شهيرة أطلق عليها اسم البرق وقد أحتلت على مرحلتين.
ذكرت روايات تاريخية رفض رجال القرية ترك ديرتهم لحين الانتهاء من قطف محاصيلهم الزراعية فأبت القوات الغازية فأجلتهم من كرومهم وأراضيهم. حيث يبلغ تعداد سكان قرية روبين اليوم في دول اللجوء ب نحو 12 الف نسمة.
بعد احتلال القرية عام 1948 لم يبق ذكر لهذه القرية التاريخية والعظيمة سوى مقام ومسجد روبين وبعض البيوت التاريخية وقد أضحت شاهد عيان على تلك الحقبة المشرقة لهذه القرية الساحرة برمالها وبيارتها ومياهها فعلى كثبان هذه الرمال عاشت الذكريات وهنا توقف التاريخ قرية.
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]