وصف المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة زيد بن رعد الجمعة مطالبة السعودية وثلاثة بلدان عربية أخرى لدولة قطر بإغلاق قناة الجزيرة، بأنه "هجوم غير مقبول" على حرية التعبير والرأي.
وقال إن "الخلاف المثير للقلق" في منطقة الخليج بلغ "مستوى جديدا" بإدراج بعض الحقوق الأساسية والحريات ضمن قائمة المطالب التي فرضتها السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين ومصرعلى دولة قطر، مع إعطائها مهلة عشرة أيام لتنفيذها بحلول الرابع من يوليو/تموز المقبل.
وأعرب المفوض السامي في إيجاز صحفي الجمعة عن "قلقه البالغ" من مطالبة تلك الدول بإغلاق شبكة قنوات الجزيرة ووسائل إعلام أخرى تمولها قطر.
وبدأت الأزمة الخليجية في الخامس من يونيو/حزيران الجاري، حين قطعت السعودية والإمارات والبحرين ومصر علاقاتها مع قطر، وفرضت الثلاث الأولى عليها حصاراً برياً وجوياً، متهمة إياها بدعم "الإرهاب"، وهو ما نفته قطر.
وشدّدت الدوحة على أنها تواجه حملة افتراءات وأكاذيب تهدف إلى فرض الوصاية على قرارها الوطني.
وقال زيد بن رعد "سواء كنت تشاهدها أو لا تشاهدها، أو تحبها أو تكرهها، أو تتفق أو لا تتفق مع وجهات نظرها التحريرية، فإن الجزيرة العربية والإنجليزية قناتان شرعيتان، ولهما ملايين عديدة من المتابعين".
وتابع قائلا إن "المطالبة بإغلاقهما الفوري هو بنظرنا هجوم غير مقبول على الحق في حرية التعبير والرأي"، مشيرا إلى أنه إذا كان للدول خلاف بشأن مواد تبثها قنوات تلفزيونية تابعة لبلدان أخرى فإن "للدول الحق في مناقشتها وخوض مساجلات علنا بشأنها".
واستطرد المسؤول الأممي القول إن الإصرار على إغلاق القنوات التلفزيونية مطلب "شاذ وغير مسبوق وغير منطقي وغير معقول بشكل جلي".
وتأتي تصريحات المفوض السامي لحقوق الإنسان متسقة مع مواقف منظمات واتحادات دولية أخرى.
فقد انتقد مقرر الأمم المتحدة الخاص المعني بتعزيز حرية الفكر والتعبير دافيد كاي مطالبة الدول المحاصرة لقطر بإغلاق قناة الجزيرة، واصفا ذلك بأنه سيلحق ضررا كبيرا بتعددية الإعلام في المنطقة.
ونددت منظمة مراسلون بلا حدود بمطلب الدول الأربع المحاصرة لقطر بإغلاق الجزيرة، معتبرا إياه "ابتزازا غير مقبول"، مشيرة إلى أن الجزيرة أحدثت ثورة في الإعلام العربي، وأن مطلب إغلاقها وغيرها من المؤسسات الإعلامية التي تمولها قطر أمر يثير القلق.
وأدان الاتحاد الدولي للصحافة الرياضية طلب إغلاق قنوات الجزيرة، معتبرا الأمر اعتداء على حرية التعبير، وقال إن المطالبة بإغلاق الجزيرة وجميع الشبكات المتصلة بها بما فيها شبكة "بي إن" الرياضية، أمر مرفوض.
ووصف الاتحاد رفض رياضيين ومدربين التحدث مع صحفيين يمثلون قناة "بي إن" الرياضية بأنه تصرف غير صائب.
في السياق ذاته، عبّر رئيس الاتحاد الوطني للصحفيين في بريطانيا تيم داوسون عن قلقه من طلب دول الحصار من قطر إغلاق شبكة الجزيرة، مضيفا أن على الدول الخليجية أن تجلس وتتحاور بدلا من التضييق على حرية التعبير.
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]