أكد مصدر حكومي أردني لـ"فرانس برس"، اليوم الجمعة، أنّ المملكة أبلغت إسرائيل رسمياً بأنّها لن تسمح لطاقم سفارة تل أبيب في عمان بالعودة، قبل فتح تحقيق "جدي" بجريمة السفارة التي أدت إلى مقتل أردنيين اثنين.
وقال المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، لـ"فرانس برس"، إنّ عمان "أبلغت الحكومة الإسرائيلية رسمياً بأنّها لن تسمح للسفيرة عينات شلاين، وطاقم السفارة بالعودة قبل قيام إسرائيل بفتح تحقيق جدي بالحادث". ولم يعط المصدر مزيداً من التفاصيل.
وقام حارس أمني في السفارة الإسرائيلية بعمان، يحمل صفة دبلوماسي، الأحد الماضي، بقتل أردنيين هما محمد جواودة (17 عاماً) والطبيب بشار الحمارنة (58 عاماً) إثر ما وصف بأنّه "إشكال" وقع داخل مجمّع السفارة.
وسمح الأردن، الإثنين الماضي، للدبلوماسي الذي أطلق النار على الأردنيين بالمغادرة برفقة السفيرة شلاين، بعد استجوابه.
واستقبل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الحارس الأمني الذي تم التعريف عنه باسم "زيف"، استقبال "الأبطال" لدى عودته إلى الأراضي المحتلة، وعانقه، وأبدى تضامناً معه. وقال نتنياهو، خلال اللقاء، "سعيد برؤيتك وبأنّ الأمور انتهت بهذا الشكل. تصرفت بشكل جيد، وكان لزاماً علينا إخراجك من هناك. لم يكن ذلك قابلاً للنقاش ولكن كانت مسألة وقت فقط". وأضاف "أنا سعيد بأنه كان وقتاً قصيراً، أنت تمثل دولة إسرائيل ودولة إسرائيل لا تنسى هذا ولو للحظة".
كما نشر نتنياهو على صفحتَيه على "تويتر"، العبرية والإنكليزية، مكالمته مع الحارس، التي أشادت بالأخير، فضلاً عن استقباله له بحرارة، بشكل مستفز، ما أثار غضباً واسعاً في الأردن.
وقال العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، في اجتماع مع "مجلس السياسات الوطني"، أمس الخميس، إنّ تصرف نتنياهو "المرفوض والمستفز على كل الصعد يفجر غضبنا جميعاً ويؤدي لزعزعة الأمن ويغذي التطرف في المنطقة، وهو غير مقبول أبداً".
وطالب الملك الأردني، نتنياهو "بالالتزام بمسؤولياته واتخاذ إجراءات قانونية تضمن محاكمة القاتل وتحقيق العدالة بدلاً من التعامل مع هذه الجريمة بأسلوب الاستعراض السياسي بغية تحقيق مكاسب سياسية شخصية".
وأضاف أنّه سيكون لتعامل إسرائيل مع القضية "أثر مباشر على طبيعة علاقاتنا"، مؤكداً أنّ الأردن لن يتنازل "عن أي حق" من حقوق مواطنيه.
والأردن مرتبط بمعاهدة سلام مع إسرائيل منذ عام 1994
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]