كشفت تقارير إعلامية أمريكية عن تقديرات بتجاوز إصلاح الدمار الذي خلفه إعصار "هارفي" الذي اجتاح ولاية تكساس الأمريكية أكثر من 40 مليار دولار.
وأشارت شبكة "سي إن إن" إلى أنه وعلى الرغم من تراجع حدة الإعصار إلا أن العاصفة الاستوائية التي تلته وما خلفه من دمار قد يكون له تأثير ممتد على اقتصاد تكساس وصناعة الطاقة في الولايات المتحدة.
وبحسب مصادر اعلامية فإن الإعصار يمكن أن يؤثر في أسعار النفط، ويضم ساحل تكساس نحو ثلث قدرات التكرير النفطي للولايات المتحدة، وخليج المكسيك 20 في المائة من الإنتاج الأمريكي وتم إخلاء 112 منصة نفطية على الأقل ما يشكل ربع الإنتاج اليومي للنفط والغاز فيما أغلق ميناء صادرات نفط خام رئيسي، وقناة الشحن في هيوستن.
ونقلت عن مسؤول أمريكي أن التأثير في صناعة الطاقة قد يكون مدمرا خلال الأسبوع المقبل، وتوقعت الشبكة شعور كثير من الأمريكيين بتأثير الإعصار عند حصولهم على الوقود خاصة السائقين، فيما زاد سعر جالون البنزين ما بين 5 و15 سنتا في أجزاء من أمريكا، وذكرت أن بعض التقديرات أشارت إلى أن إعادة بناء المنازل والأحياء السكنية بعد الإعصار قد تصل تكلفتها إلى 40 مليار دولار. وقال محللون إن أسعار النفط والذهب تترقب اختراقا جديدا خلال تعاملات الأسبوع الجاري للأسواق العالمية التي تبدأ اليوم.
وتسببت العاصفة القوية هارفي بفيضانات كارثية في هيوستن "، الأحد،" وحولت شوارع اكبر مدينة في ولاية تكساس إلى أنهار ما دفع بالسكان للصعود إلى الطوابق العليا وسطوح المنازل، فيما توفي ثلاثة أشخاص بسبب مرور الإعصار بحسب حصيلة جديدة.
ووجهت أجهزة الطوارئ في عاصمة الصناعة النفطية الأمريكية صباح ، الأحد، رسالة واضحة جدا مفادها "على الأشخاص الفارين من الفيضانات الصعود إلى أسطح المنازل في حال اصبحت الطوابق الأعلى في المنزل خطرة". وأضافت "اتصلوا برقم الطوارئ 911 للحصول على مساعدة".
وحذر حاكم تكساس جريج أبوت على شبكة "فوكس نيوز" ، الأحد، من أن "الوضع خطير وسيتفاقم" مؤكدا أن الأضرار الناجمة عن الإعصار يمكن أن تصل إلى "مليارات الدولارات".
وصدرت عدة تحذيرات من فيضانات مباغتة في المنطقة وشددت مصلحة الأرصاد الجوية على أن "التهديد بفيضانات كارثية غير مسبوقة وقد تودي بحياة أشخاص لا يزال قائما حتى الأسبوع المقبل".
وبلغ منسوب الأمطار أكثر من 60 سم في منطقة هيوستن / جالفستون في الساعات الـ 24 الماضية بحسب مصلحة الأرصاد الجوية، وحذر فرعها في هيوستن من أن "الفيضانات الكارثية ستتفاقم ويمكن أن تعتبر تاريخية".
وبحسب النشرة الأخيرة للمركز الوطني للأعاصير فإن ما بين 38 و63 سم من الأمطار يرتقب أن تهطل بحلول الخميس، والإعصار الأقوى الذي يضرب الولايات المتحدة منذ 2005 وولاية تكساس منذ 1961 قبل أن تخف قوته إلى عاصفة استوائية، أصبحت سرعته 2 كلم في الساعة، وضرب الساحل مساء الجمعة حين كان في فئة 4 - على مقياس من خمس درجات - فيما بلغت سرعة الرياح 75 كلم في الساعة.
وأسفرت العاصفة عن مقتل ثلاثة أشخاص، وأعلن مسؤولون محليون مقتل شخص عند احتراق منزله في منطقة روكبورت، وفي هيوستن قضت امرأة غرقا بعدما غادرت سيارتها العالقة وسط المياه المرتفعة، بحسب ما نقل الإعلام المحلي عن الشرطي.
وأغلق مطارا هيوستن أمام حركة الملاحة التجارية فيما يجري إخلاء أحد أضخم مستشفيات المدينة الأكبر في ولاية تكساس بسبب الفيضانات الكارثية التي تسبب فيها الإعصار "هارفي". وعلق مطار جورج بوش الدولي في هيوستن جميع رحلاته التجارية ، الأحد، بعدما غمرت الفيضانات الطرقات المؤدية إليه، ما تسبب في زيادة عزلة كبرى مدن ولاية تكساس.
وكان مطار هوبي الدولي، ثاني مطار في المدينة، قد علق جميع الرحلات "بسبب المياه في المدارج". ودعت سلطات المدينة التي تعد 2.3 مليون نسمة السكان إلى البقاء في منازلهم فيما تحولت الشوارع إلى أنهار، والتزم آلاف السكان تعليمات الإجلاء وبحسب الصليب الأحمر الأمريكي فإن أكثر من 1800 شخص لجأوا مساء السبت إلى 35 ملجأ في تكساس ولويزيانا.
وعلى ساحل تكساس تقوم السلطات بتحديد الأضرار. فقد غمرت المياه الطرق وقطعت خطوط الكهرباء، وفي بورت آرانساس، إحدى أولى المدن التي ضربها الإعصار كانت السفن جاثمة في الشوارع أو قرب مبان، وقال المسؤول في الوكالة الفيدرالية للحالات الطارئة بروك لونج: "لن ننهض من هذه الكارثة قبل سنوات".
من جهته، أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترمب الذي وقع اعتبارا من الجمعة إعلان كارثة وطنية، على تويتر أنه سيتوجه إلى تكساس "ما أن تسمح الظروف بأن تتم الزيارة دون التسبب في عرقلة. الأولوية يجب أن تكون لإنقاذ أرواح وللسلامة"، وأشاد بفاعلية عمليات الإنقاذ.
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]