تمنّيتُ يوماً أنْ يكونَ الكوْنُ
لي أنا
لا يُقاسمني فيهِ مخلوقٌ
مهما سَما..
وكُلُّ ما فيهِ خالصٌ لي
فرحٌ ومرحٌ
وجَنى..
ملعبٌ الحيِّ- مثلاً
ميدانٌ لي قَدْ خلا
أجوبهُ يمنةً ويسرةً
مَلِكٌ فيهِ أنا
لا أخْشى إنْ صَوْتٌ
دنا
أنْ يقولَ صاحِبُهُ-
هنا حُدودُكَ وحدودي أنا
هنا..!
وطريقُ الصباحِ إلى المدرسةِ
أقطعُهُ كيفما أشاءُ
لا أراعي مَنْ هَرْوَلَ فيهِ
ومَنْ وَنى
فالكوْنُ كُلُّهُ لي
أنا...
وفي الصّفِّ أحتارُ في الجلوسِ
عندَ البابِ أو الشُّبّاكِ
كَيْ أرى ما لا يقدِرُ غيري
أنْ يَرى..
وقَلمي لَنْ أعيرُهُ
لِمَنْ ضاعَ قلَمُهُ
فليسَ هذا شأني أنا...!
وألواني لا يُشاركني في
ألوانها أحدٌ
والأزرقُ ألوّنُ به حُدودَ
المدى...!
وإنْ قُرعَ الجرسُ مُعلناً
عنْ يَوْمٍ آخرَ قدْ
مَضى...
لَنْ أسْرِعَ على الدربِ
الخُطى...
ولَنْ أحمِلَ في يَدي لوحتي
أباهي بها
فليسَ يراها غيري
أنا...
وحديثي عَنْ أخبارِ يَوْمٍ قَدْ
مَضى..
هلْ يحلو إنْ لمْ يَسمعْهُ
غيري أنا؟!
وحكاياتٌ نَسَجَها خيالي الطَليقْ
وأحلامٌ بريئةٌ
أحمِلُها كَعُلْبَةِ ألواني
ألوِّنُ بها صباحي
أرسُمُ بها يومي
فكيفَ أداعبها وحدي
بدونِ صديق؟
والعيْشُ هلْ يَطيبُ
وأنا أمشي وحدي في
الطريق؟!
لا
لا أريدُ الكوْنَ لي أنا
أريدُهُ لنا: أنت وأنا
يا صديق..!
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]