يعيدنا جواد بولس مؤخرا، وتقريبا في كل مرة، الى المكان الذي يحب أن يبقى به، ومنذ انتخابات الناصرة، حين اقترح جواد ان يكون رئيس البلدية المنتخب مسيحيا، ورط نفسه وورط الجبهة معه، وتلقى من الصفعات من أنصار الجبهة ما كفاه ليصمت، ولا يعود الى نصائحه.
وفي حين استغنى كثيرون عن نصائح وتوجيهات جواد، الا انه اختار ان يبقى في ذات المستنقع الاسن، الذي يمنحه طاقة “دفع” كافية، وما زالت وهي “داعش” والاسلامفوبيا تكفي اي متطفل سياسي من الاسباب ليقول ما يمتنع عن قوله في ظروف عادية، فإن بولس مع عدد لا بأس به من مثقفي “المرحلة” ،لا يتركون فرصة، لا شاردة ولا واردة ليفجروا طاقتاهم “الابداعية ” الكافية، ليحرزوا “تقدما” جديدا في حربهم التي يخوضونها بلا هوادة، بلهجة لا تخلو من الطائفية البغيضة، تلك وبالذات التي يحذرون منها “جماهير شعبنا” و “قياداته السياسية” من تلك “القوى” التي تنمو وتترعرع على هامش “التاريخ” و “صناعة الحياة”.
ثار بولس كما “ثوار الكومنة” لكراس أصدرته رابطة ائمة المساجد في أم الفحم، حول مسائل وقضايا هي في نظره ونظر الكثيرين من غيره، مسائل عادية للغاية، وجزء من عملية التطور والتقدم الاجتماعي، الاختلاط والرقص والحفلات الموسيقية وبعض الملاحظات الاخرى حول شبكات التواصل والعلاقات عبرها، وهي وللحق في نظر بولس مسائل عادية، بل هي هي “التقدمية”، لكنها في نظر كثر تعتبر عكس ذلك تماما.
وما ورد في الكراس هي اراء اسلامية شرعية، متفق عليها، حتى لو استحضر احدهم فتاوى لعالم سلطان من اي نوع، ومن واجب مجلس الافتاء أن يبين وجهة نظر الشريعة بالأمر، وكان على بولس في اقل تقدير منح هؤلاء “حرية التعبير”، حتى وان كان كل ما ورد بالكراسة لا يوافق عليه البتة، ولعله كان من الافضل له ان لا يخوض بأمر يجهل به تماما.
لا نود الخوض طويلا في المسألة، لكن هي نصيحة نوجهها لبولس وامثاله ممن اعتبروا التضامن مع مسلمي بورما مسألة طائفية، على الرغم من حماستهم التي تصل الى حد الهوس في تلبيس بلادنا حالة داعشية، بأساليب لا تخلو من الخبث، واستثمار الداعشية دائما للتدليل على صحة “تخوفاتهم”، فإننا نؤكد لهم ان مثل هذه الانتهازية الرخيصة لا تفيد، بالعكس انها تضر بهم اولا، فقط ليذكر جواد نصيحته “الاكثر طائفية” في انتخابات الناصرة، والتي كانت من أسباب خسارة الجبهة في حينه.
من الممكن في ظل ما يسود من فوضى وعداء يستهدف الاسلام، عالميا، من الممكن ان يتلعثم البعض، أن يختبئ البعض خلف تفسيرات غريبة، الى درجة التحريف كما فعل ويفعل وسيفعل علماء سلطان، لكن هذا لن يغير من حقيقة ان هناك قيم واخلاق ومباديء لا تتغير ولن تتغير، هي مرجعية، لا تستطيع الداعشية ولا المحرفون العبث بها، الحرام والحلال هذه مسائل غير قابلة لأية تأويلات “عصرية”، العصر الذي يبيح كل انواع المحرمات والموبقات، هو ذاته العصر الذي يذبح به المسلمون فيصمت العالم، ويموت به أربعة كلاب فيبكي العالم، هل تظن ان هذا عصر يحمل أي صفة انسانية؟.
قد تكون الفرصة سانحة الآن، لجواد وأقرانه قول ما يريدون، فالداعشية وعلماء السلطان يوفرون لهم من “الحيزات العامة” ما يتلفظون به، ومن الوارد كما نرى، ان يوفروا لنا فتاوى، فالمرحلة صارت تسمح بكل شيء، وتتيح كل شيء، والذي يطالب ببناء “جبهة علمانية”، على شاكلة جبهة “لمواجهة الفاشية” في اسرائيل، لمواجهة “الداعشية” يعرف للغاية انه يدخل في مناطق محرمة فيها من الالغام ما ستنفجر في لحظة ما، وان دويها قبل شظاياها ستنسف مساحات واسعة من المفترض انها ما زالت تمكننا من التوافق تحت وطأة كل التباينات.
لا نحب، ويعرف جواد ذلك جيدا، حين حاول” لبننة” الناصرة بمعادلة طائفية بائسة، في انتخابات الناصرة الاخيرة، لا نحب ان نختبئ خلف مقولات توافقية من النوع الذي يعتاش عليه البعض، ولا نخاف البتة ممن يرفع سيفا غطته طبقات من الاستهبال والخبث، الطائفية يا جواد.
الطائفية هي سلاح الضعفاء، وهي سلاح من لا يملكون قول شيء سوى التلويح به، وجواد يعرف انه لا علاقة سببية، مباشرة وغير مباشرة، طردية وغير طردية، بين الطائفية وبين من يستهدفهم بالحقيقة، لكنه يجيد للغاية استغلال الداعشية ليصب جام غضبه تجاههم، ولان المرحلة تسمح له بكل التخريفات والهرطقات، بل ويتجند الى جانبه “دواعش العلمانية” لاعتبارات بعضها له روائح كريهة للغاية.
هل تعلم ما يحصل في ميانمار يا جواد؟
ماذا نفعل اذا كانت المرحلة شديدة الاهتمام بـ “نيمار”، لا تهتم تحمل اسما شبيها “ميانمار” ،حيث يعترف العالم (ولا للعجب) بوجود إبادة عرقية تستهدف المسلمين هناك، لكنها بالكاد تشغل بال جواد وأمثاله (قد تحتاج ميانمار الى داعش لتصبح مهمة)، وهل يعرف جواد ان مختصا بعلم النفس، “علماني حتى الثمالة”، كان سأل ما اذا كان التضامن مع ميانمار هو “مسالة طائفية”، هل تصدق ان هذا سؤال ممكن؟
أولست أنت الذي اعترضت على التسمية بشأن “المرجعيات الدينية”، بما يخص القدس والاقصى، اغاظتك مؤخرا بعد احداث الاقصى، الى حد جعلتك تخلط أمورا كثيرة جعلت من ادعاءاتك واهية وخاوية؟
ثم كيف لمن يدعو لبناء “جبهة علمانية” ان يرفض قبول “المرجعية الدينية”، في حادثة تخص قلب الدين، وأقصد الاقصى الذي هو جزء من معتقد المسلمين، وهل انتبهت انك تدخلت في مسألة كنت بغنى عنها، من حيث الصلاحيات و “الحيزات العامة”؟
لن أخوض في نقاش الحلال والحرام، فهذه مسألة محسومة، ونود هنا التأكيد انه لا مجال لتغيير ضوابط ومباديء شرعية بتاتا، مع التأكيد في ذات الوقت ان البشر يخطؤون ويصيبون، وليس هناك معصوم على وجه الارض، لكن ضوابط الشرع لا تتغير، ولا حاجة لإحداث بلبلة وخلطة “داعشية” من التي يحبها بولس، فنحن أولاد حارة واحدة ونعرف للغاية بعضنا، نميز الغث من السمين، والعصر والعصرية التي تتحدث عنها، تلك التي تعتقد انها تعبير عن “التطور” و”التقدم” لا تبدو هكذا من وجهة نظر اخرين لهم مرجعيات وقيم وضوابط مناقضة احيانا لما تؤمن به، هكذا الدنيا يا جواد، هناك اناس مختلفون يؤمنون بقيم مختلفة، هي تعبير عن حالة “تخلف” مثلا، وهذه غير قابلة للتفاهم مع العصر والعصرانية وما يحملانه من بذاءات وانحرافات اخلاقية، يمكن ان لا يعجبك الامر، يمكن ان ترفضه، من حقك ان تناقشه، لكن ليس من حقك اعتبار هذه القيم “تخلف” وغير “منسجمة” مع العصر، فالعصر الذي تتحدث عنه هو ذاته الذي يبيد البشرية ويحتل الشعوب ويسرق ثرواتها، ويفعل ذلك الان باسم “محاربة داعش” و”الارهاب”، فهل انت مقتنع حقا ان كل قوى الاجرام في العالم تجتمع لتحارب من اجل “حماية العصر” ممن يحاربون “الفضاءات” و”يقتلعون”من الجذور؟
لغة القطيع
اعرف ان المئات سيتجندون للدفاع عنك، ليس هذا ما يقلقني بتاتا ،ما يقلقني هي “لغة القطيع” التي لا تقول كلمة واحدة عن جرائم إبادة تقترف بحق بشر، بل وتثير تساؤلات حول الموقف من هذه الجرائم، هل ترى الى اين وصلت الامور؟
هذا المقال لا يهدف طرح اي نقاش في مسائل محسومة، هذا المقال فقط يثير تساؤلات، ويحاول اجراء الفصل اللازم، ووضع الحدود، بين الواقع والمتخيل.
بخلاف ما تعرف، فان داعش من وجهة نظرنا مثل الداعشية بالعموم ليست اداة تدمير فحسب، ولا يهمنا من يقف معها وخلفها، هذه اداة وظيفتها تمرير مسائل اخرى، المساواة بين الضحية والجريمة، واحداث تغييرات جوهرية في المفاهيم والقيم والمرجعيات، الصمت عن جرائم يندى لها الجبين كما في سوريا والعراق، هل انتبهت كيف اصبح النظام في العراق جزء من محور المقاومة، هل انتبهت كيف انقلبت الموازين المذهبية في العراق وسوريا، والمسالة الطائفية كذلك، فهذه بالذات بكل ما تحمل من الام كما تعلم، يمكن تمريرها ببساطة متناهية في منطقة مليئة بالجنون، المشكلة بمن يستغلها ويستثمرها بشكل لا يخلو من الانتهازية.
بودي هنا ان اسدي لك نصيحة، من الممكن ان تفيدك في فهم الحالة، لا يصبح الناس وطنيين اكثر حين يتنازلون عن خصوصياتهم وهوياتهم الاخرى، على العكس قد يخسرون كل شيء، يتفق الناس اكثر فقط حين يعون للاختلافات بينهم، لأنهم حينها فقط سيعرفون المشترك، هذه مسالة تغيب عن كثر وانت منهم.
نعي للغاية جحافل “العلمانية” الذين يصممون على تغييب غيرهم، من حقهم طبعا، اليس هؤلاء من طرح اسئلة “اخلاقية”حول مسألة التضامن مع الشيخ رائد صلاح في سجنه، هل تصدق اننا اغبياء للدرجة التي لا نجيد قراءة هذه الرسائل، فانت تعلم ان شبكات التواصل صارت تتيح البوح بكل شيء، حتى التفاهات التي تعيش في “الحيزات العامة”، وكذلك “حقيقة” ما كان يخفيه بعضهم.
كنت افضل كل هذا الوقت ان لا ارد، على كثير من البذاءات المنتشرة في “حيزات كثيرة”، بالذات في مجمع “النفايات الكلامية” الاكبر “فيسبوك”، لكن اسمح لي وللغاية، انت و”دواعش العلمانية” ان اعلمك انه رغم ما تحمله المرحلة من انتهازية مفرطة، ورغم كل محاولات التضليل التي تستعملها انت وغيرك في الخلط بين داعش واخرين، ورغم اننا واعون للغاية لما يحدث على الارض، فان الحماقات الطائفية التي ينشغل البعض في ترويجها بخبث غير مسبوق لن تمر.
يظن البعض ومنهم جواد ان المرحلة بكل ما تحمل من جرائم وبذاءات، وتضليل اعلامي لم يشهد منذ زمن السحر والسحرة ايام فرعون، انه بالإمكان التعامل مع الناس ك “قطيع عبيد”، ليس لديهم الا واحد من خيارين، إما الاذعان للعبودية واما التنكيل، من لا يخضع للمرحلة ويقبل تقسيماتها وشروطها، فسيجد نفسه معرضا للإبادة، العقلية اولا ثم الجسدية.
وقد تم تحديد “داعش” والداعشية كاداة لضبط المرحلة، وضبط ناسها، كل من لا يقبل المرحلة هو “داعش” اولا، وعليه يجوز اتخاذ كل التدابير لاقصائه الى حد الشروع في إبادته.
إن وقفت ضد النظام السوري فانت داعش، ومثله اذا بحت بشيء عن حزب الله، او ابديت ملاحظة حول ايران، او حتى وجهت انتقادا هامشيا لإيران، او قلت مقولة عن العبادي في العراق الذي نصبته الدبابات الامريكية، وويل لك اذا فتحت ملف ال سعود، اما بالنسبة لأمريكا فحدث ولا حرج، هل هناك عاقل يجرؤ عن الحديث عن قائدة “الحرب على الارهاب”.
صارت داعش حاضرة في كل مكان، من صرخ لجرائم داعش، صمت بشكل مشين عن جرائم تندى لها الجبين لمن اصطف على محورهم، وصار من السهل للغاية، في ظل أكبر عملية تضليل وكذب ممنهجة شهدها التاريخ الانساني ان تنسب “الداعشية” لكل من يقف في طريقك، لم تعد الداعشية أداة تدمير عقلي ونفسي وجسدي فحسب، لقد اصبحت الاداة التي تمرر عبرها التهم وتبرر للاخرين افعالهم، فيكفي ان تذكر داعش ليصبح اي فعل، قتل وابادة وتحريض ونزع شرعية وإقصاء.
فمثلا بدل مناقشة ما كتبه ويكتبه جواد، اصطف كثيرون للدفاع عنه، فهو لا يمكن ان يكون متطرفا وداعشيا(الداعشية هي نهج)، وليس من الوارد مثلا انه شن هجوما على قيم الشريعة، او انه مس بمشاعر الناس، او انه فعل ذلك لاعتبارات لا علاقة لها اصلا بالحوار، لان الراسخ في وعي “القطيع الالكتروني”، الصورة التي رسمتها مرحلة التضليل والكذب تفترض “العدوان من طرف واحد”، وهذه لا تحتاج الى اثباتات، فداعش صارت تكفي، وداعش صارت تتيح لجواد وامثاله قول ما يريدون، والويل لمن ينبس ببنة شفه، داعش صارت تبيح للمقاومين والممانعين الوقوف في خندق واحد مع امريكا، أفلا تعطي لجواد رئة ثالثة يتنفس منها في سياق هجومه المنظم؟.
في المسالة الطائفية
نعيش في هذا الوطن، بطوله وعرضه، نعرف بعضنا، ونعرف أزقتنا، ولا احب(شخصيا) ان افقد ذاتي في لحظات يختار كثيرون(بكل اسف)، الصمت وأحيانا التنازل عن مبادئ، باسم عقلانية وواقعية زائفة.
أعرف عن قرب أعضاء في نادي “العلمانية الداعشية”(وهي مجموعة صوتها أكبر من حجمها)، تملأ الشبكة صراخا وبكاءا، بالضبط مثل داعش، اعرفهم يقولون كلاما غير الذي يبوحون به على الشبكة، سمعته مباشرة، واحيانا يبالغون في لهجة نفاقهم الى الحد الذي يجعل من كلامهم بلا ثقة، لا بأس، من حقهم ان يكذبوا على ذاتهم كما يريدون، لكن ليس من حقهم مطالبة الاخرين بالصمت على باطل، ليس من حقهم في اقل تقدير مطالبة غيرهم بالتنازل عن مبادئ لأجل “توافقات” وهمية، مليئة بالنفاق والكذب.
لا بأس في الاختلاف، الناس خلقوا مختلفين، هذه سنة الدنيا، لكن من جهة أخرى يحمل الناس أفكارا وقيما ومبادئ ومعتقدات، هناك اناس مثلا لا تهمهم هذه المسألة، وهناك من ليسوا على استعداد للوقوف جانبا، مثل جواد، ومثل من يحملون أفكارا مناقضة له تماما.
المشكلة، كما ثبت بالدليل، ان المبادئ والمعتقدات والافكار تصبح بدون اية قيمة عندما تخص الاسلام، واسمحوا لنا وبدون كلام عن قيم “الدين الحنيف” التي يبدي البعض “احترامه” لها، ان هذا كلام كذب وزور، وان الواقع يكذب هذه الادعاءات الواهية، يسقط حق المعتقد واحيانا بالتقادم حين يخص الامر المسلمين، يتم انتهاك الحرمات و”الفضاءات والحيزات العامة” بشكل فظ يتسم بالإبادة، حين يخص الامر المسلمين.
تدمر دول وشعوب، حين يخص الامر المسلمين، وتساق كل الحجج والبراهين والادلة الكاذبة قبل الشروع بالإبادة، ثم ما يلبث ان تكشف حقيقة الاكاذيب، فلا يلقي أحد بالا لشيء.
هل تذكرون افغانستان؟، هل تذكرون تفجيرات 11 ايلول، أما زلتم تذكرون احتلال العراق عام 2003 والسلاح غير التقليدي؟، الا تذكرون ان امريكا ذاتها، تلك التي لا تقفون حيث تقف هي ذاتها التي ما زالت تدمر وتعبث وتبيد، وهي ذاتها التي بنت قواعدها العسكرية في سوريا مؤخرا؟، وهي ذاتها التي أوهمنا البعض انه سحقها في دمشق، فتبين انهم اصدقاء لدودين، ثم وللتغطية على كل ذلك، صممتم انكم مشغولين بمحاربة الداعشية.
احتلت العراق ..صمت اننا نحارب الداعشية.
انتهكت حرمات سوريا الوطن….صمت اننا نحارب داعش.
دكت الطائرات الروسية شعب سوريا….صمت اننا نحارب داعش.
سحقت الدبابات الايرانية بيوت وجثث السوريين…صمت اننا نحارب داعش.
قسمت العراق وحرقت الموصل…..صمت اننا نحارب داعش.
امريكا تقيم قواعدها العسكرية في سوريا……صمت اننا نحارب داعش.
حزب الله يتقرب الى الله بذبح واغتصاب السوريات…..صمت اننا نحارب داعش.
السعودية تعتقل كل من يقول كلمة واحدة ضد “ازمتها”مع قطر…..صمت اننا نحارب داعش.
قطر تنشط للاثبات ان الامارات هي مصدر كل ارهاب…..صمت اننا نحارب داعش.
الامارات تستحضر ادلة ان قطر متورطة بالارهاب….صمت اننا نحارب داعش.
مصر تستعد لمحاربة داعش في سيناء…صمت انهم يحاربون داعش.
الممانعة والمقاومة تقف مع امريكا في سوريا والعراق…..صمت انهم يحاربون داعش.
اميل لحود ولاول مرة يؤكد ان الجيش اللبناني حقق نصرا مؤزرا ويا للصدفة على داعش..صمت اننا نحارب داعش.
مصر والسعودية يشرعان في تغيير مناهج التعليم وشطب
آيات قرآنيه…..صمت اننا نحارب داعش.
صمت حول ذبح المسلمين في ميانمار….صمت اننا نحارب داعش
كل من يقف الى جانب الشعب السوري….داعش.
كل من يثير شبهات حول قتل جنود مصريين في سيناء….داعش.
كل من يبدي اية ملاحظة حول “مذهبية”في العراق….داعش.
كل من يعتبر ابن تيمية مرجعية فقهية….داعش.
كل من يرفض المثلية الجنسية…داعش.
كل من لا يقبل القيم الاباحية….داعش.
كل من لا يتنكر لدينه…..داعش.
كل من يعتقد ان الكتاب والسنة هي مرجعية للمسلمين….داعش.
كل من يعتبر قضية المسجد الاقصى قضية عقدية…..داعش.
كل من يؤمن بدولة الخلافة التي لا علاقة لها بداعش…داعش.
كل من يؤمن ان المسيح عليه السلام سينقذ البشرية بعد نزوله من السماء ….داعش.
كل من يبدي ملاحظة على مهرجان غنائي ……داعش.
كل من لا يقبل القيم النيرة والديموقراطية والقيم الانسانية التقدمية(التي لا يعلمها الا الله)…..داعش.
كل من يعتقد او يفكر ان الاسلام ممكن ان يكون طرحا بديلا للبشرية مثل اي نظرية اخرى…..هو داعش ابن داعش.
لا صمت منذ الان
لم يكترث جواد حين اقترح ان يكون رئيس بلدية الناصرة مسيحيا، ولم يكن حريصا البتة على “نسيج البلد”، فقط انسان مغامر يقول مثل هذا الكلام(وقد صمت دواعش العلمانية في حينه ولم يوجهوا له اي نقد ولا لوم)، وهو لا يتوقف عن الغمز واللمز، لاعتبارات لا علاقة لها بالتخوفات التي يبديها، هو فقط استثمر الحالة والمرحلة ليبوح بما كان يخفي، وجيد انه فعل ذلك.
لا يمكن باسم “العصر” و”العصرانية” و”التقدم” ان يتم الصمت، لان هناك من يخاف ان تعايره “نساء قريش”، يعرف بعض اصدقائي من العلمانيين ممن يرفضون هذا النهج، ان هناك من يعبث بشكل انتهازي ولا تهمه النتائج، لقد قال بعضهم كلاما في غاية الخطورة وتم الصمت عنه، لم تكتب كلمة واحدة، لكن ما سمعت منهم مباشرة لم يكن بعيدا عما كتبت، فلماذا كل هذا الصمت؟
يطلب البعض بنية حسنة، واحيانا غير حسنة، الصمت والتغاضي، لكن اسمحوا لي ان اقول لكم ان المسألة تجاوزت كل الذوقيات، والصمت المدهش الذي يلف الحالة، من مصر حتى ميانما، لم يعد مجرد تفادي لشرور قد تقودنا الى كارثة، كما يفسر البعض صمتهم أحيانا.
لا بأس في النقاش في المسألة الطائفية، هذا نقاش مهم، مهم لنا جميعا، لكن بين هذا وبين خلطة يستعملها البعض في أجواء مليئة بالتحريض المحلي والعالمي على الاسلام، الفرق كبير.
الكلام في المسألة الطائفية كجزء من حماية المناعة الوطنية مهم للغاية، لكن التوليفات التي تتيحها المرحلة القذرة في استباحة كل شيء، الاستمرار في عملية تضليل وكذب وافتراء ممنهج، هذه لن نقبلها.
نحن نعيش في مكان ساخن للغاية، شديد الحساسية، بالذات التي تقال على عواهنها، هناك من يتسلل عن قصد ويستعمل خلطات خبيثة، فمن لديه الوقت ليميز ويدقق بالتفاصيل، ومن لديه الوقت للبحث عن الحقيقة ما زالت المرحلة تيح له الفرصة لقول كل ما يخطر على باله.
اصدقائي العلمانيين (ممن لا ينتمون الى دواعش العلمانية)، الان كما تعلمون الحرب علانية تستهدف الاسلام، دينا ومعتقد، انتهى عصر الحديث عن “التيارات” و “التاويلات”، وهذه معركة تخصكم انتم كذلك، ولا يفيد معها الصمت والتغاضي، ولا تنفع مقولات “الاسلام الحنيف” معها، هذه جيدة للاستهلاك المنزلي، الان اكثر من اي وقت مضى تبوح المرحلة بكل بذاءاتها واهدافها، وميانمار ليست الا النموذج الاكثر وضوحا، لا نريد ولا نقبل ان نكون في الاماكن التي يحبذ البعض ان نكون بها، لكننا لا نقبل أن نصمت وديننا يستهدف، ليس من مسيحيين مما قد يظن البعض، بل من مشروع عالمي يشارك به مسلمون كذلك، نحن نتحدث عن مشروع وليس عن خزعبلات طائفية.
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]