ما أروعَ تلك اللحظات التي نستقبل فيها العام الدراسي الجديد. عيون لامعة, وجوهٌ باسمة, قبلاتٌ , عناقٌ وتفاؤلٌ كبير وابتسامات الطلاب التي تشدّنا وتدخل البهجة إلى قلوبنا جميعاً.
ليس أجمل من هذه الوجوه البريئة, هذه الوجوه المتأملة فينا نحن الكبار, المربين والآباء, مبشّرةً بجيلٍ طموح جيلٍ متفائل جيلٍ يطلب النصيحة والتوجيه جيل يطلب الحنان والدفء كي يصل إلى المرسى وإلى برّ الأمان.
ولا يسعنا أمام هذه العيون المحمّلة بالآمال إلا أن ننتصب وان نتفانى في العمل مع أولئك الصغار والذين نعتقد خطأً أنهم كبار , نعم فهم ما زالوا صغاراً لم تعبث بهم الحياة بعد , ما زالوا لا يعرفون الطريق طريق المعرفة والإدراك والنضوج ولا يفقهون أسرارَ الكون وماهية الحياة .
نعم من يحدّق جيداً في عيون هؤلاء الصغار يرى أنهم يبحثون عن المعرفة وعن الحكمة وعن التفاؤل , يبحثون عن النور وعن الضوء كالبذرة التي تشق طريقها في التربة وتخترقها بحثاً عن نور الشمس الذي هو بمثابة الحياة ذاتها , هو النمو والتطوّر والوصول إلى الأعالي والى النضوج كي نجنيَ أحلى الثمر وأروعَه .
نعم أيها المربّون وأيها الآباء , انتم الضوء وانتم البوصلة لهؤلاء الصغار فلا تتخلوا عنهم ولا تتركوهم لعبث الحياة أو لمهب الريح بل كونوا المصباح الذي ينير لهم دروب العلم والعمل ويثبّتهم على القيم والأخلاق الحميدة كونوا الشمس التي تبهرهم بضوئها الساطع فيتبعونها طلباً للدفء والعلم والمعرفة . لا تخذلوا هذه العيون الصغيرة ولا تتركوها حائرة دون مرسى, غازلوها وامنحوها الأمان ورافقوها في مسيرتها وطموحاتها اللا متناهية . امنحوها المحبة والطمأنينة التي تصبو إليها كي تشق طريقها بخطى واثقة نحو المستقبل التي نصبو إليه جميعاً نحو الأفضل ونحو كل ما هو خير لهذا البلد الحبيب.
بقلم:عبير بلحة سطل
مستشارة تربوية ونائبة مدير مدرسة أجيال الثانوية
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]