قالت صحيفة “ذي غارديان” البريطانية، في مقال نُشر يوم السبت، إن نشر كتاب “نار وغضب” للكاتب مايكل وولف، أشعل المخاوف مجدداً حول “صحة الرئيس الأميركي دونالد ترامب العقلية”، لافتة إلى أنه بالرغم من تنديد البيت الأبيض بالكتاب واعتباره إياه “خيالاً”، إلا أن الكتاب سلط الضوء على مخاوف أكبر مساعدي ترامب من عدم كونه كفؤاً لأعلى منصب في الولايات المتحدة”.
وقال وولف في كتابه إن جميع مساعدي ترامب بالبيت الأبيض يعلمون جميعا مدى خطورة حالة ترامب، لجهة قيامه بتكرار ما يقوله لعدة مرات، حيث قال وولف “لقد اعتاد ترامب أن يكرر نفس الكلمة أو التعبير مرة واحدة في غضون ثلاثين دقيقة، أما الآن فقد أصبح ذلك بوتيرة أعلى وصلت إلى عشر دقائق فقط، لقد ظهر هذا في بعض تغريداته على تويتر أيضاً.. إنه لا يستطيع التوقف عن قول شيء ما”.
ولفتت الصحيفة إلى أن سلوك ترامب الاستفزازي أصبح محلاً للنقاشات الخاصة في أروقة الإدارة الأميركية والمحيطين بها، لجهة احتمالية تفعيل التعديل الخامس والعشرين على الدستور الأميركي، والذي يسمح بتنحية الرئيس إذا رأى نائب الرئيس وأغلبية الوزراء أنه غير قادر جسديا أو عقليا على أداء واجباته”.
وإضافة إلى ذلك، فقد أثارت تغريدات ترامب الأخيرة حول “امتلاكه زراً نووياً أكبر من زر الزعيم الكوري الشمالي النووي” مخاوف جدية حول المدى الذي قد تصل إليه عواقب تصريحات ترامب العصبية غير المدروسة، ومخاوف حول أهليته لحيازة السلطة في الولايات المتحدة.
وأمام هذا الشعور بالإلحاح الذي يكتنف حالة ترامب الذهنية، قامت باندي لي، وهي أستاذ مساعد في كلية الطب بجامعة ييل الأميركية، بإطلاع عشرات أعضاء الكونغرس، الشهر الماضي، على تصوّرها للمخاطر المحتملة المرتبطة بسلوك الرئيس.
وقالت لي، التي تركزت حياتها المهنية على دراسة وتنبؤ ومنع العنف، إنها وغيرها من الأطباء النفسيين يتحدثون، لأنهم يشعرون أن “الخطر أصبح وشيكا”. موضحة أن “ترامب أظهر بالفعل العدوانية اللفظية، وتفاخر بخصوص الاعتداء الجنسي، وحرّض على العنف في مسيراته”.
وقالت لي إنه “يظهر جاذبية للأسلحة وللحرب، وقام فعلا بإثارة دولة معادية لها بالفعل زعيم غير مستقر وتملك قوة نووية”.
وتابعت “كل هذه العلامات ليست مجرد علامات خطورة، بل هي تكشف أكثر أنواع العنف الكارثية التي يمكن أن تضع حدا للحياة البشرية كما نعرفها”.
وفي تشرين الأول/أكتوبر، قامت لي بتحرير كتاب “الحالة الخطرة في دونالد ترامب”، وهو كتاب يتألف من مقالات لـ27 من أخصائيي الصحة العقلية الذين قيّموا الرئيس. بعد شهرين، اجتمعت لي مع مجموعة من المشرّعين في الكابيتول هيل، وشملت الاجتماعات، التى كشف عنها موقع “بوليتكو”، أكثر من عشرة من الديمقراطيين من مجلس النواب وسيناتورا جمهوريا واحدا.
ومن المقرر أن تلتقى لي مع ممثل للجمهوريين هذا الشهر، وأكدت لي أنها وغيرها لا يشخّصون حالة الرئيس لشخصه، موضحة “إننا نشعر بالقلق إزاء مخاطر الصحة العامة التي يمثلها، بسبب عدم استقراره عقليا، نحن لسنا قلقين منه كشخص، نحن قلقون من وجوده في منصب الرئاسة”.
وقد دفعت تحذيرات لي العامة، البعض إلى إعادة النظر في قاعدة وردت بمدونة قواعد السلوك التي وضعتها الجمعية الأميركية للطب النفسي، والمعروفة باسم قاعدة “غولد ووتر”، والتي تمنع الأطباء النفسيين من التعليق على الصحة العقلية للشخصيات العامة من دون أن تدرسهم شخصيا.
واعتبر تحليل حديث، اعتمد على المخاوف بشأن الوضع النفسي لترامب، في فرضيته، أن القاعدة قد عفا عليها الزمن، وتقوّض ما يعتبره بعض علماء النفس “واجب الإعلام”.
وفي الوقت الذي يرفض فيه مؤيدو ترامب كل هذه الادعاءات، إلا أن المخاوف حول صحة الرئيس العقلية تزداد يومياً في الأوساط العامة في الولايات المتحدة، الأمر الذي يعرّض الرئيس مستقبلاً لخطر خسارة منصبه.
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]