احتضنت مدينة طمرة، مساء اليوم الثلاثاء، مهرجان “اليوم العالمي لدعم حقوق الفلسطينيين في الداخل” وهو المهرجان المتوج لسلسلة فعاليات يوم التضامن العالمي مع فلسطينيي الداخل، والذي انطلق قبل 3 سنوات.
تولى عرافة المؤتمر، النائب السابق محمد حسن كنعان، الذي رحّب بالحضور وحيا أسرى شعبنا الفلسطيني، واستهلت فقرات المؤتمر بنشيد “موطني”.
وكانت الكلمة الأولى، لرئيس بلدية طمرة، الدكتور سهيل ذياب، رحّب بالحضور في “عاصمة الوطنية، طمرة التي كانت بيتا لمئات اللاجئين من أبناء شعبنا من القرى المهجرة”. كما قال.
وندّد ذياب بالسياسات الاسرائيلية والقوانين العنصرية التي استفحلت في الآونة الأخيرة، مؤكدا ان جماهير شعبنا قادرة على مواجهة هذه التحديات من خلال وحدتها ورفض العنجهية الاسرائيلية.
وأكد أن “قوانين العنصرية ومنها كمينتس الذي يهدد المنازل العربية بالهدم، تحتم على القوى السياسية طرح تصوراتها لمواجهة هذه الهجمة” منوها “نحن امام مرحلة مصيرية يضيق علينا فيها في الأرض والمسكن، وعلينا الوحدة والعمل بكل جدية من اجل وضع خطوات عملية لمواجهة هذا الواقع”.
وختم ذياب كلمته بالقول: “أتمنى أن نعمل على تشبيك متكامل فيما بيننا للحفاظ على مصالحنا ونيل كامل حقوقنا في هذه البلاد”.
ثم كانت كلمة رئيس لجنة المتابعة، محمد بركة، وحيا الحضور وشكر المنظمين للمهرجان، وتحدث عن مشاركته اليوم الثلاثاء، بفعاليات مؤتمر دعم “الداخل الفلسطيني” في نابلس، كما حيا المشاركين في فعالية غزة بمناسبة يوم التضامن العالمي مع فلسطينيي الداخل، وشكر بركة كافة الهئيات والفصائل الفلسطينية على جهودها لإنجاح هذا اليوم على الصعيد العالمي.
وشدّد على ان الهدف المركزي لهذا اليوم هو “إماطة اللثام عن الوجه العنصري للمؤسسة الاسرائيلية”.
وقال بركة “نحن الإبن الذي بقي في البيت، راهنوا على ان هذا الإبن سيفقد هويته وملامحه، لكننا هنا ونحن الاثبات الاساسي لعلو وسمو الرواية الفلسطينية أصحاب الأرض والمكان”.
“في هذا اليوم نطل على العالم، نريد ان نقول ان الاكاذيب التي تروجها اسرائيل لا يوجد لها أساس، وما تقوم به اسرائيل من عنصرية يجب ان تهم كل العالم”. قال بركة.
وأضاف: “في هذا اليوم ركّزنا على فضح العنصرية الاسرائيلية من خلال “قانون القومية” وقوانين ضم الضفة الغربية المحتلة والمستوطنات، حيث نريد ان نعلن للعالم أن هذه القوانين هي اعتراف رسمي اسرائيلي انها دولة ابرتهايد” وحيا بركة جنوب أفريقيا ورفض فريقها لكرة القدم اللعب مع الفريق الإسرائيلي.
وأشار رئيس المتابعة إلى أن هذا اليوم ركّز ايضا على إعلان ترامب المشؤوم، بخصوص القدس، وحيا النواب العرب الذين قاطعوا خطاب نائب الرئيس الأمريكي بنس في الكنيست.
وشدّد “نطالب بحقنا في أرضنا ولغتنا وفي أن نقف إلى جانب شعبنا الفلسطيني، لسنا طابورا خامسا، ومن حقوقنا القومية أن نقف إلى جانب القدس والاقصى ونابلس وكل بقعة من أرضنا الفلسطينية”.
وتوقع بركة ان تكون الأيام القادمة صعبة، وقال “هناك توجه للتصعيد من قبل الحكومة الإسرائيلية، ويجب تعزيز دور الهيئات القيادية في الداخل ممثلة بالمتابعة والنواب العرب واللجنة القطرية، المتابعة لن تكون مع تيار ضد تيار، ولا يجوز اخضاع المشترك للمختلف عليه، فنحن أمام مرحلة مصرية كما كنا دائما”.
ورفض بركة التلاسن في مواقع التواصل الاجتماعي بين نشطاء القوى السياسية، وتوجّه بنداء “إلى شعبنا بعدم تقديم هدايا مجانية لمن يراهن على تفتيتنا بالعنف والمظاهر الجنائية والعصبيات العائلية والطائفية”.
ودعا بمناسبة انتخابات السلطات المحلية “ان يكون التنافس حضاريا وأن يختار من يريد خدمة شعبه وبلده بعيدا عن العصبية العائلية أو الطائفية”.
وحذّر بركة من مخططات “ترانسفير تحضر لشعبنا” وتطرق عن مخطط تهجير لعدد من قرى النقب وقال “هذا ترحيل وترانسفير مختبري فإن نجحوا به سينجحون في مخططات ترحيل أخرى”.
وندّد بمخطط إخلاء جزء من مقبرة “طاسو” في يافا، وقال “هل يعتقد هؤلاء المأفونون اننا سنتفرج على نبش قبورنا، لن نترك يافا وحدها، وهناك تحد آخر في الروحة وتحديات أخرى في كل مكان”.
ووسط تصفيق حار من الحضور، حيّا بركة الشيخ رائد صلاح في سجنه. وختم بالتأكيد أن “هذا أوان الجد والصمود والعمل المشترك في مواجهة التحديات واليوم العالمي ليس بديلا عن أيام نضالنا الاخرى التي نخوضها في مواجهة التحديات الإسرائيلية”.
ثم قرأ عريف المهرجان برقية إجلال للمهرجان من جمعية الصداقة الألمانية الفلسطينية.
ثم كانت كلمة، مفتي الديار الفلسطينية، الشيخ محمد حسين، وقال فيها: “أحيي الأخوة والأخوات جميعا، من رحاب القدس بكل مقدساتها الاسلامية والمسيحية، رحاب القدس عاصمة فلسطين الأبدية والروحية والسياسية والحضارية والتاريخية، لا بل مدينة المدائن وزهرة المدائن، وهي أرض الاسراء والمعراج وقبلة المسلمين الأولى، انها العاصمة التي اجتمعتم ويجتمع كل أبناء شعبنا لتأكيد هذه الحقيقة وانها اسلامية عربية فلسطينية ولا يمكن أن تكون إلا كذلك، ولا يغيرها قرار من رئيس أمريكا ولو كانت الدولة الكبرى في العالم، هي لا تخضع لهذا الحاكم او ذاك، بل كل ما فيها ينطق بعروبتها واسلاميتها” فهي عاصمة فلسطين الأبدية ولا نقبل غير ذلك”.
وأضاف: “وانتم هنا تمثلون الجزء العزيز والغالي في أرض فلسطين، كنتم دائما في المقدمة، ولا يغيب عن ذهني الموقف المشرف لأعضاء الكنيست حين رفعوا لافتات داخل الكنيست في أن القدس عاصمة فلسطين”.
وحيا حسين في الختام، مدينة طمرة التي قدّمت الشهيد عدنان مواسي، انتصارا للمسجد الأقصى عام 1990، وحيا كامل مناطق الداخل الفلسطيني التي تصدت لكل السياسات العنصرية منذ النكبة الفلسطينية، كما أكد وقوف الشعب في الفلسطيني في كل مكان مع اخوانه في الداخل ومناصرتهم في قضاياهم ضد المؤسسة الإسرائيلية.
وقبل كلمة الشيخ كمال خطيب، رئيس لجنة الحريات، كشف عريف الحفل أن المخابرات والشرطة الإسرائيلية، حذّرت صاحب قاعة “الأوبرا” في أنها ستغلقها في حال تواجد الشيخ رائد صلاح في المهرجان، وسخر كنعان من هذا التهديد وقال “ألا يعرفون أن الشيخ رائد معتقل في سجونهم”.
وفي كلمته ذّكر الشيخ كمال خطيب بأن هذا اليوم انطلق قبل 3 سنوات، بعد حظر الحركة الاسلامية، ليؤكد على عنصرية المؤسسة الاسرائيلية، وقال إن من بقي من شعبنا على هذه الارض هم “مليون ونصف مليون صخرة على صدورهم، وهم حراس المسجد الأقصى المبارك”.
وقال: “شعبنا بكافة مركباته مطالب اليوم أكثر من اي وقت مضى في أن يدرك ان القادم أصعب، فنحن بين يدي مرحلة تصبح فيها المواجهة مباشرة، سيرفعون عن ايديهم القفازات، رغم كل ما مضى، لكن ما يجري على شعبنا في هذه الأيام تشارك فيه انظمة عربية تآمرت وتواطأت وتفعل ذلك جهارا نهارا”.
وتطرق خطيب إلى مقال لكاتب سعودي قبل سنوات، دعا إلى “ضرب الفلسطينيين بالنعال” لأنهم وفق زعمه باعوا وفرطوا، وقال: “يتضح الآن أن هذا الكاتب كان يعلم ان حكومته متواطئة على شعبنا، وما جرى من خطة ترامب وكل ما يثار يبدو انه جزء من مؤامرة تحاك منذ سنوات، يا هذا ويا كل الألقاب والاسماء، شعبنا لن يساوم يوما على حقه في أرضه وشهدائه وعيش أبنائه، وشعبنا لن يركع مهما حاصرتم وجوّعتم”.
وتحدث رئيس “الحريات” عن جلسة المحكمة المركزية في حيفا اليوم، لتمديد اعتقال الشابين معتصم محاميد وأحمد مرعي، وقال: “اعتقلوا منذ 6 أشهر ويراد الآن تمديد اعتقالهم الإداري، وهذا يؤكد أننا امام واقع يراد فيه أن نحاكم على نوايانا وهذا لن نرضى به أبدا”.
وقال الشيخ كمال خطيب في ختام كلمته: “نعتز بكل من يتضامن معنا ولكن من حقنا، بعد كل ما حصل، وبعد التيقن من موت مشروع أوسلو، أن نطالب القيادة الفلسطينية بتسريع المصالحة الفلسطينية، والدعوة إلى انتخابات، ففلسطين ليست لفتح ولا لحماس، وهناك ضرورة الآن لإعادة تقييم المرحلة الماضية، ومن حق شعبنا أن يختار قيادة جديد قادرة على قيادة المرحلة، فلا يعقل ان تتيه سفينة شعبنا، ونبقى نعيش على أوهام اسمها اوسلو”.
ثم كانت كلمة لناشط يهودي من القوى اليسارية التقدمية، وندّد فيها بسياسات الحكومة الإسرائيلة وأعلن تضامنه مع الداخل الفلسطيني وإقامة دولة فلسطينية.
ثم تحدثت النائب عايدة توما، وحيّت الحضور، وأكدت “أن شعبنا باق على أرضه رغم كل مشاريع العنصرية الإسرائيلية”، وأضافت “جئتكم من القدس من الكنيست الذي تحول لمصنع للقوانين العنصرية، منها قانون الآذان وقانون القومية وغيرها من القوانين العنصرية”.
وتابعت: “هذه القوانين تؤكد ان إسرائيل تحولت رسميا إلى دولة تضاهي في عنصريتها نظام الابرتهايد الذي حكم جنوب أفريقيا”.
وحذرت في الختام من مغبة الصراعات في المنطقة، ودعت إلى توحيد الموقف والمشروع الوطني الفلسطيني، ودعت الفصائل الفلسطينية إلى “التخلص من الانقسام والتوحد في إطار منظمة التحرير والمشروع الوطني الفلسطيني والثوابت الوطنية الفلسطينية”.
ثم كانت في الختام كلمة للناشط الشبابي علي زبيدات، من التجمع الوطني الديموقراطي، وأكد فيها أن شعبنا في الداخل لن يرضخ للسياسات الاسرائيلية رغم الملاحقات السياسية والاعتقالات وحظر القوى السياسية.
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]