الادارة المركزية هي نوع متبع واسلوب اداري في المؤسسات والمنظمات، فيها تتجمع معظم الصلاحيات المصيرية في يد سلطة واحدة غالباً ما تكون بيد شخص واحد هو مدير المدرسة، تتقيد كل النشاطات والمشاريع والقرارات المصيرية في قبضته الحديدية، وبالتالي تختزل مصير المنظومة التربوية بأعضائها وأفرادها وترمي بظلالها السلبية على المفردات والأهداف التربوية في المدرسة.
ففي اطار هذا التعريف يبقى المدير هو صاحب السلطة العليا، الآمر والناهي، يتكيّف مع صلاحياته في منطلق هذا المفهوم كعقلية فذّة ومدبرّة ولا أحد يعلو فوق عبقريته.
ولهذا الاسلوب الإداري عيوب ومساوئ في المؤسسات والمنظمات، فضلا عن عيوبها في المؤسسات التربوية، فتبعاتها سلبية على الأفراد (طلاب المدرسة، طاقم المدرسة، أصحاب المهمات) و المجتمع. كيف لا فالمدرسة تُصمم الغد وتثقّف الجيل وتصقل هوية المجتمع.
واللامركزية عكس النظام الذي نتحدث عنه فيها تُنقل السلطة من المستوى الأعلى الى الأدنى، في اطار نقل الصلاحيات وتفويضها.
ونرى من الأهمية ان نُلخص عيوب ومساوئ الادارة المركزية بحثاً منا عن النهضة واليقظة الادارية لهذه المؤسسات.
1- تنبذ ولا تشجع الاستقلالية الذاتية في العمل الاداري مما قد يدعو إلى الاتكالية المقيتة، فالجو في المدرسة جو رعب والبيئة روتينية قاتلة الأمر الذي من شأنه تراجع الكفاءات الابداعية لدى المربين ونشوء مفهوم التبعية للشخص وليس للمنظومة والرسالة.
2- الادارة التربوية المركزية لا تحقق المشاركة الفعّالة بين الكفاءات في المدرسة، وبالتالي اضفاء روح سلبية على المنظومة برمتها، وهذا دافع قوي للتراجع والانحراف عن الاستراتيجية التربوية.
3- الادارة المركزية المتمثلة بإدارة المدير الواحد قد تغفل عما تحتاج إليه المدرسة وفق الخطة التربوية بعيدة المدى، فالشخص واحد ، وهو ضعيف وسيصاب بملل يوما ما. ومهما اوتي من عبقرية ودراية تربوية فهو محدود القدرات والتفكير، ولأنه كذلك ستصاب المنظومة بكلل و تعب، وستخيّم على الأجواء المدرسية حالة من الركود التربوي يعود سلباً على نفسية الطلاب أولاً والطواقم التربوية المختلفة.
4- الادارة التربوية المركزية هي ادارة جبانة يستحوذ عليها الخوف والقلق فهي شخصية مترددة في كافة مراحل اتخاذ القرارات، وبالتالي تحد من حرية العاملين وتشعرهم بالتبعية.فإرادة العاملين ستتحطم أمام ارادة العبقريّ الواحد! وهو مدير المدرسة.
5- المدير المركزيّ يرى في الأهل والمجتمع مصدر قلق وتهديد حتى ينصاعوا لإرادته. وإلا سيتحول كافة الأطراف الى عناصر غير مرغوب فيها وستنشأ صراعات، تدفع العملية التربوية برمتها ثمن هذه الديكتاتورية وستؤدي الى عزوف الكفاءات الأهلية في دفع عجلة التغيير في المدرسة.
6- الادارة التربوية المركزية غير ثابتة وكثيرة التخبّط وهذا يقلل من فرص استقرار المدرسة وارتوائها من عطش التغيير والنجاح.
7- المدير المركزي ولأنه جعل السلطات في يده يمتلكه الشعور بأنه وحيد في التفكير ودائم الشعور بأنه سيخسر وسيقع، ويحاول تبديد هذا الشعور بأن يأخذ بمن معه الى طرق وحيل غير تربوية وأحياناً غير أخلاقية لتحقيق ولو انجاز يشعره بإطمئنان وهدوء .
8- الادارة المركزية فاقدة للثقة بنفسها ولا ثقة لأحد غيرها، وكل دعوى لتجديد أو تغيير سيُقابل برفض "فالكل متآمر!".
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]