واصل الشاهد المركزي للنيابة العامة في ملف اعتقال الشيخ رائد صلاح، اليوم الاثنين، الادلاء بـ “شهادته” أمام محكمة الصلح في مدينة حيفا، في حين طعن طاقم الدفاع بأقوال الشاهد، مبينا للمحكمة عوار الشهادة واستنادها إلى العديد من الأخطاء في الترجمة، بصفته المترجم لمواد التحقيق وخطب وتصريحات منسوبة للشيخ رائد بنيت عليها بنود لائحة الاتهام.
وعقدت اليوم جلسة استماع هي الثانية للشاهد المركزي من طرف النيابة العامة الإسرائيلية، وهو محقق من الشرطة في وحدة التحقيقات “لاهف 433″، ورفعت المحكمة الجلسة إلى موعد لاحق، لم يحدد بعد، لمواصلة الاستماع لشهود النيابة.
وحضر المحكمة العشرات من المتضامنين وقيادات الداخل الفلسطيني، إلى جانب عائلة الشيخ رائد صلاح ووالدته، التي اقتربت من ابنها (الشيخ رائد) خلال مداولات المحكمة وتبادلت معه العناق في موقف مؤثر.
وفي حديث مع المحامي خالد زبارقة، من طاقم الدفاع عن الشيخ رائد صلاح، قال: “واصل طاقم الدفاع اليوم استجواب الشاهد المركزي في هذا الملف، وبيّنا للمحكمة وجود تزييف واضح وممنهج من قبل هذا الشاهد في ترجمة أقوال وخطب الشيخ رائد، بهدف استمرار اعتقاله وملاحقته ومحاكمته، كما سلّطنا الضوء على مواضع في خطب وتصريحات للشيخ عمد الشاهد إلى التدليس فيها ووضع أقوال في الترجمة العبرية لم تصدر أبدا عن الشيخ رائد، إلى جانب وجود عملية شطب مقصودة لبعض أقوال الشيخ أو إخراجها عن سياقها ومعناها الحقيقي”.
ومن نماذج التدليس والترجمة الخاطئة من قبل الشاهد المركزي للنيابة، أشار زبارقة إلى ترجمة الشاهد لحديث الرسول عليه الصلاة والسلام “من قتل دون ماله فهو شهيد، ومن قتل دون عرضه فهو شهيد”، حيث جاء في ترجمة الشاهد أنه “من قتل بلا ماله فهو شهيد ومن قتل بلا عرضه وكرامته فهو شهيد”.
وفي مثال صارخ على عوار الترجمة ومقاصدها الخبيثة، قال زبارقة: “أورد الشاهد أقوالا للشيخ رائد قالها أمام أطفال وتحدث فيها عن التحصيل العلمي وتحصيل الشهادة العلمية، فقام الشاهد بترجمة كلمة “شهادة” بمعنى الشهادة في سبيل الله!!”.
ووفق عضو طاقم الدفاع عن الشيخ رائد صلاح، ترجم شاهد النيابة جملة “جهات عربية” إلى “جهاد عربي”، وكان الشيخ رائد صلاح، إبان أزمة البوابات الإلكترونية في المسجد الأقصى العام الماضي، نقل تصريحات لوزير الأمن الداخلي وتحدث خلالها عن وجود تنسيق اسرائيلي مع جهات عربية لنصب البوابات، وقد زعم الشاهد في ترجمته أن الشيخ رائد دعا إلى “الجهاد العربي ضد البوابات الإلكترونية!!”.
ولفت المحامي خالد زبارقة إلى أن الشيخ رائد وخلال مداولات محكمة الصلح، اليوم الاثنين، تطرق إلى مهاترات الشاهد المركزي للنيابة بالقول: “لو كان هناك طرف ثالث يتسم بالنزاهة، وسمع كلام وترجمات الشاهد، سيصل إلى نتيجة مفادها أنني بريء من كل التهم، ولكن هناك عصابة غبية تحاول استهدافي ووضعي في السجن، وهي عصابة غبية لأنها تريد أن تطعن في الشريعة الإسلامية واللغة العربية والثقافة الفلسطينية الشعبية”.
واعتبر زبارقة أن مجمل شهادة الشاهد “الكبير” من طرف النيابة، تثبت بشكل موضوعي، أن هناك محاولات للي ذراع النصوص في خطب وتصريحات الشيخ رائد وإخراجها من سياقها بهدف شرعنة اعتقال شيخ الأقصى وتغييبه عن أبناء شعبه، وهو ما يؤكد ما كان يقوله الشيخ رائد دائما، حول ملاحقته السياسية من قبل الحكومة الإسرائيلية، وأن هذا الملف يدار من قبل هذه الجهات.
من جانبه، أكد الشيخ كمال خطيب، رئيس لجنة الحريات في الداخل الفلسطيني، أن كل من شارك في جلسة اليوم، بات يدرك تماما ان هناك قرار سياسي، قد صدر باعتقال الشيخ رائد صلاح، ثم طلب بعد ذلك من أجهزة المخابرات والنيابة العامة، أن تنسج ملفا وتحيك تهما لتبرير اجراءات الاعتقال.
وأضاف خطيب لـ “موطني 48”: “شاهد النيابة اليوم والذي ادلى بشاهدته أيضا في الجلسة الماضية، كان تحت عريف أنه محقق ومترجم لخطابات الشيخ رائد إلى اللغة العبرية، لكن تبين ان هذا الشاهد، الذي يزعم انه خبير باللغة العربية، كان يترجم النصوص والكلمات بشكل متناقض تماما مع ما قاله وقصده الشيخ رائد، ولا يمكن اعتبار وقوعه في هذا التناقض بحسن نية أو جهل في الترجمة، بقدر ما هو توجه متعمد لإلصاق تهمة للشيخ، فزيادة على قيام الشاهد بحذف عبارات أو إضافة عبارات لكلام وتصريحات الشيخ رائد، افتقد هذا الشاهد الدعي إلى أدنى أمانة أو خبرة، والتي يجب ان تتوفر في المترجم، وهنا طبعا لا توجد أمانة، فهو محقق يمثل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، كذلك يفتقد تماما إلى الخبرة، باعتبار أن أي مترجم لنصوص من القرآن الكريم والسنة الشريفة، لا يمكن أن يحسن ترجمتها مع غياب فهمه الصحيح والسليم لنصوص القرآن وتفسيراته والسنة الشريفة وأقوال المفسرين فيها، فما حصل اليوم بتقديري، يمكن توظيفه واستغلاله إن شاء الله، بشكل جيد من قبل طاقم الدفاع، لإثبات ان هذا الملف والاعتقال للشيخ رائد صلاح إنما هو قرار سياسي من الدرجة الاولى”.
رئيس حزب “الوفاء والإصلاح” في الداخل الفلسطيني، الأستاذ حسام أبو ليل، قال : “ما زلنا نؤكد أن كل محاكمة الشيخ رائد صلاح هي باطلة وملاحقة سياسية، ومكان الشيخ رائد كقيادي بارز، هو بين أبناء مجتمعه وشعبه، فهو قامة كبيرة ولم يرتكب اي جرم، وما كان في مداولات المحكمة، يثبت أننا إزاء مهزلة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، فالشاهد يكذب ويزيف وكان مرتبكا، ما يؤكد أن الهدف الحقيقي وراء هذه المسرحية المفبركة، هو السعي الإسرائيلي المحموم بكل وسيلة لإبقاء الشيخ رائد صلاح خلف القضبان”.
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]