أصدرت دائرة أراضي إسرائيل مناقصة جديدة لبيع أرض في ميناء يافا التاريخي، فبعد سلسلة طويلة من إنتهاك لحرمة البيوت والمقدسات في يافا وضواحيها. نذكر منها مقبرة سلمة ومقبرة عبد النبي والجماسين وحسن بك الذي تم إنقاذه بفضل الجهود المشكورة من بعض الأخوة والمؤسسات اليافية. تعيش يافا مرحلة البيع في المزاد العلني وعلى عينك يا تاجر . بالأمس القريب سمعنا عن جولة لمستثمرين تخطط لبناء وحدات سكنية في شارع الملك فيصل وقد تصدى الأخوة في اللجنة الشعبية والحركة الإسلامية لهؤلاء وفي المرة الثانية تعرّض بعضهم للضرب من قبل الشرطة التي راحت تشمر عن سواعدها لتضرب نساء يافا على مرئى ومسمع المارين ومن هرولوا لمقابلة قائد الشرطة الجديد.
مخطئ من يعتقد أن الأزمة التي يمر بها سكان يافا اليوم هي أزمة سكن بحتة. وأن بناء 24 وحدة سكنية تلوّح بها بلدية تل أبيب وأعوانها هي الحل. القضية هي قضية وجود.
الوجود العربي الفلسطيني مهدد بالترحيل. وسياسة الترحيل تتعامل مع الموضوع وكأن شيئ لم يحدث بهدوء وإحتيال وفي وضح النهار تنتهك حرمة يافا وبيوتها ومقدساتها وأراضيها ، ضاربين عرض الحائط وجودنا.
لا بد أن يعلم الجميع أن هناك مخطط يهدف إلى قلب الموازين ليصبح العرب في يافا مهمشين بعد أن يتم ترحيل الغالبية منهم. رئيس البلدية يعمل ليل نهار على تحضير البنية التحتية للمخطط وبالمقابل تقوم دائرة أراضي إسرائيل ببيع الأراضي للمستثمرين اليهود والمستوطنين الذين يعيثون فسادا في الأرض ليس في يافا فحسب بل وفي كل المدن المختلطة كاللد والرملة وعكا وحيفا.
وعودة إلى الميناء حيث المخطط لبناء 60 وحدة سكن جديدة بأسعار خيالية . تبنى هذه الوحدات فوق مجمعات تجارية ستبنى في المكان. مشروع خطير يهدف إلى طمس هوية يافا وميناؤها. وبالمقابل يعيش سكان يافا العرب حالة من الإنقسام والتشرذم. كلما قررت فئة معينة إتخاذ موقف من قضية أو خطوة ما راحت فئة أخرى تصرّح ببطلان الموقف ومعاداته حتى بدون أن تسمع الطرف الآخر.
وهذا ما تصبو إليه السلطة أن ننشغل ببعضنا البعض لكي نترك المجال لرئيس البلدية ودائرة أراضي إسرائيل وكل الجهات السلطوية تنفيذ مخططهم والنتيجة ستكون قاسية ووخيمة علينا جميعا.
نعود ونكرر أن السكن والتعليم هما القضيتان الأساسيتان في مجتمعنا العربي في يافا وهاتان القضيتان هما الوسيلة لضمان استمرار وجودنا في يافا وإن لم تتظافر الجهود لحلها ستقع الكارثة علينا جميعاً. ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته. موقفنا من الثورة في سوريا مهم ولكن وجودنا في يافا يتهدد خطر الترحيل وعلينا الإنتقال من مرحلة البكاء والنواح إلى مرحلة التخطيط والعمل من أجل التغيير وكل الإقتراحات البناءة قد تخدم القضية وعبارات الشتم والتهجم الشخصي تصب في مصلحة السلطة وحدها وعلينا أن نقرر في صف من نحن الآن.
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]