هنأ القيادي الإسلامي في الداخل الفلسطيني، الشيخ كمال خطيب، الشعب التركي والرئيس رجب طيب أردوغان وتحالف “الشعب” بقيادة العدالة والتنمية والحركة القومية، بالفوز الانتخابات البرلمانية والرئاسية التركية، مؤكدا أن تجديد الثقة الشعبية في أردوغان وتحالفه، يعكس رغبة الشعب التركي في مواصلة تحقيق المنجزات في ظل قيادة حزب العدالة والتنمية والرئيس رجب طيب أردوغان.
وتوجه خطيب، اليوم الاثنين، برسالة تهنئة إلى الشعب التركي، تلقى “موطني 48″ نسخة عنها جاء فيها: السيد الرئيس رجب طيب أردوغان المحترم، الأخوة في حزب العدالة والتنمية المحترمين: من خالص قلوبنا نبعث إليكم بأصدق التبريكات بفوزكم المظفر في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية لدولة تركيا، داعين الله سبحانه، أن يجعل في هذا الفوز وهذا التكليف الخير للشعب التركي الشقيق، ولشعوبنا العربية والإسلامية التي تثمن لكم مواقفكم الداعمة والمناصرة لها، وفي مقدمة هؤلاء شعبنا الفلسطيني، من رحاب المسجد الأقصى ومن أرض الإسراء والمعراج، دعونا وندعو الله لكم بالتوفيق والسداد والتمكين، اللهم آمين… أخوكم الشيخ كمال خطيب- الداخل الفلسطيني.. الاثنين 25/6/2018، 11 شوال 1439م”.
إلى ذلك، اعتبر الشيخ كمال خطيب، نتائج الانتخابات التركية بمثابة الشكر والتقدير الذي يقدمه الشعب التركي للقيادة التركية في ظل رئاسة أردوغان والعدالة والتنمية، على النقلة التي قفزوا بها بالدولة التركية إلى أعلى المستويات في كافة المجالات التنموية والعمرانية والإقتصادية.
وأضاف خطيب في حديث لـ “موطني 48”: “لا شك أن هذه النتائج هي محطة فارقة في تاريخ تركيا والأمة، باعتبار الدور المنوط للرئيس اردوغان للقيام به في ظل مواقفه المتميزة التي وقفها تجاه قضايا الأمة، مثل القضية الفلسطينية والقضية السورية، أو وقفاته الإنسانية مع العديد من الشعوب العربية والإسلامية، لذلك يمكن القول، أنه بحجم المرارة من تخاذل وخيانات وتآمر معظم الزعماء العرب والمسلمين، كانت هذه النتائج جرعة أمل وشعور بالتفاؤل بأننا بين يدي تحولات ايجابية في حياة أمتنا”.
وفي قراءته لخطاب النصر الذي القاه اردوغان وجمعه بين المفردات الدينية وتطلعاته لتركيا المستقبل، قال خطيب: “من يعرف اردوغان ونشأته الدينية ووضوح وصفاء عقديته وهويته، يدرك تماما أن الرجل- وإن لم يخض الانتخابات تحت لافتات دينية، ولكن كان البعد الديني ومرجعيته العقدية منطلقا له في مسيرته السياسية، منذ كان رئيسا لبلدية اسطنبول، ثم اعتقاله على خلفية تصريحات ذات بعد إسلامي، كذلك كانت رؤيته حين شغل منصب رئاسة الوزراء ثم رئيسا، فهو يغرف ما في قلبه لينطق به لسانه، وغرف هذه المعاني والمفاهيم والمصطلحات الدينية وزين بها مقدمة خطابه وبين ثناياه وفقراته، ليدرك كل عاقل أن الهوية الدينية للرجل ليست شعارا وليست مادة للتزين بها، بقدر ما هي فكر ومنهج في حياته”.
وحول ما الذي يريده العرب والمسلمون من تركيا وأردوغان في المرحلة القادمة، أشار الشيخ كمال خطيب إلى أن الآمال المعقودة على القيادة التركية كبيرة، في ظل تواطؤ العديد من الزعماء العرب والمسلمين مع أعداء الأمة، مضيفا: “نسأل الله تعالى أن تكون المرحلة القادمة، مرحلة تواصل بها القيادة التركية مناصرتها لقضايا الأمة، وعلى رأسها قضية شعبنا الفلسطيني واحتضان اللاجئين السوريين، بل نأمل أن يزداد هذا الدور وضوحا وثباتا، كما نسأل الله أن تشكل القيادة التركية ونتائج الانتخابات عموما، نموذجا في دول العرب والمسلمين، بعد إذ يتم خلع وكنس العناوين الفاسدة، من عناوين الحكم الملكي والرئاسي”.
وفي رده على معارضي اردوغان من العرب ومهاجمته بسبب علاقاته مع إسرائيل وأمريكا، قال الشيخ كمال: “علينا أن لا ننسى أن هذه العلاقات هي موروث استلمه أردوغان من الحكومات التركية السابقة، ثم أن مواقف أردوغان المناصرة لقضايا الأمة، واجراءاته المنددة بالسياسات الإسرائيلية والأمريكية، لا سيما في موضوع غزة والاعتراف الأمريكي بالقدس عاصمة لإسرائيل، تشير إلى أن الرجل لا يعتبر هذه العلاقات “مقدسة”، وعليه أنا اتفهم الوضع السياسي المركب في تركيا، فتركيا دولة وليست قرية، هي نظام مؤسساتي تلتزم فيه الحكومات بالسياسات والاتفاقيات السابقة، ولتركيا ارتباطاتها وظروفها، وآمل ان يأتي اليوم الذي فيه توضع النقاط على الحروف في ظل تركيا قادرة أن تتخلى عن علاقتها بإسرائيل وان تتخلى عن تحالفاتها مع أمريكا”.
وعن المصفقين لأنظمة تأتي بالانقلابات والانتخابات المزيفة، قال خطيب: “هؤلاء لا يستحقون الرد، فمواقفهم كالمثل القائل “عنزة ولو طارت”، يعادون اردوغان رغم كل مواقفه الايجابية، وفي ظل حالتهم المعنوية المتردية بعد نتائج الانتخابات، طلعوا علينا بالتشكيك في نزاهة الانتخابات، في حين انهم يراهنون ويصفقون لأنظمة وديكتاتوريات مجرمة جاءت عبر قهر الشعوب وعبر انتخابات هي مهزلة بكل معنى الكلمة يفوز بها الرئيس دون منافسين بنسبة 99.9%، بينما جاء الرئيس اردوغان بأغلبية بسيطة شهدت المنظمات الدولية المراقبة لسيرها، بأنها من أكثر الانتخابات نزاهة بتاريخ تركيا، وأن نسبة المشاركة الشعبية فيها، تعتبر من أكبر المشاركات الشعبية على مستوى ديموقراطيات العالم”.
وحول مزاعم البعض وتشكيكهم في الإسلاميين وقبولهم بنتائج الانتخابات، إذا اتت بغيرهم، أكد الشيخ كمال خطيب، أن كافة التجارب الانتخابية التي خاضها الإسلاميون في العالم العربي والإسلامي، أثبتت احترامهم لإرادة الشعوب، منوّها إلى أن ” من مارس الانتخابات من الإسلاميين في العالم العربي والإسلامي قبل بها وبإرادة الشعوب وأثبت أنه يقبل بحسم الصندوق، ولكن يسأل غير الإسلاميين عن رفضهم لإرادة الشعوب، يسألون عن رفضهم للحسم في مصر حيث قاموا بانقلاب دموي، ويسألون عن دعمهم لنظام دموي قاتل في سوريا، جاء عبر القتل لا من خلال الصناديق، في تونس قبل الإسلاميون بنتائج الانتخابات، بل تنحوا جانبا في مرحلة معينة، وفي تركيا كاد الشعب التركي في مرحلة سابقة يقول لا لإردوغان والعدالة والتنمية، من يجب أن يسأل عن احترام إرادة الشعوب، هم غيرنا، نحن دائما احترمنا إرادة الشعوب والفرز الانتخابي عبر صناديق الاقتراع”.
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]