لم يُحدث انتقال الشيخ رائد صلاح، من السجن الفعلي والعزل الانفرادي إلى الحبس المنزلي بشروط قاسية، فرقا كبيرا في مسألة عودة شيخ الأقصى كشخصية اعتبارية إلى الحلبة السياسية في الداخل الفلسطيني، حيث قيّدت شروط الإفراج عنه حركته ومنعت تواصله مع الجمهور، لكن عودته إلى أحضان عائلته من قرابة الدرجة الأولى والثانية، حتى لو كانت خارج مسقط رأسه في أم الفحم، امتزجت فيها المشاعر بين فرحة على التواجد دائما في حضرته، وحزن وغضب على الظلم الإسرائيلي بسبب تقييد حرية الشيخ رائد صلاح ومنع عودته إلى بلده والاجتماع إلى أبناء شعبه.
السيدة “أم عمر”، زوجة شيخ الأقصى، إلى جانب والدته الحاجة “أم محمد” والأبناء والبنات والأخوة والأخوات، يحق لهم، وفق الظلم الإسرائيلي، أن يلتقوا متى أرادوا بعزيزهم الشيخ رائد صلاح، في مكان إقامته الجبرية في كفر كنا، وكان هذا هو الفرق الجوهري في مسألة انتقال شيخ الأقصى من سجنه الفعلي إلى الحبس المنزلي، حيث كان أمر اللقاء به في العزل الانفرادي بسجن “شيكما” بمدينة عسقلان، خاصة لوالدته صعبا ومتعبا، بسبب سنها وظروفها الصحية.
تقول أم عمر في حديث لـ “موطني 48” إن “المشاعر فعلا مختلطة، كنا نريد أن نكون معه في أم الفحم، وكنا نريد أن يفك قيده إلى الأبد، ولكن حسبنا الله ونعم الوكيل، فالظلم الإسرائيلي لا حدود له، ما يتعرض له الشيخ يتعرض له وأكثر منه آلاف الأسرى من أبناء شعبنا، ولكن نحمد الله انه يمكننا الآن وخاصة حماتي، أن نراه ونكون معه ونجالسه كل يوم”.
وهذا هو حال الابناء والبنات والأخوة والأخوات، وفق ما تقول زوجة الشيخ رائد صلاح، فإن السماح لهم بالتواصل مع الشيخ، خفف كثيرا من معاناتهم وجعل الجميع في حالة تنقل دائم بين أم الفحم وكفر كنا.
وأعربت أم عمر، عن عميق تقديرها لأهالي كفر كنا والآلاف من أبناء الداخل الفلسطيني، الذين كانوا الجمعة الأخير في استقبال الشيخ رائد وقالت: “هذه الحشود التي كانت في استقبال الشيخ، تثلج الصدر حقا، وتؤكد أن الشيخ رائد الفكرة والمشروع والنهج، هو المنتصر على سجانيه”.
ويتواجد الشيخ رائد صلاح في منزل تابع لعائلة السيد أشرف حسون من كفر كنا، ووفق شروط الإفراج عنه، يقيم معه بشكل دائم واحد من 5 كفلاء، هم: ثلاثة من أشقائه واثنين من أصهاره.
يذكر أن السلطات الإسرائيلية، اعتقلت الشيخ رائد صلاح فجر الثلاثاء الموافق 15.8.2017، وقدمت النيابة العامة لائحة اتهام ضده بتاريخ 24.8.2017، وزعمت النيابة ارتكابه مخالفات مختلفة منها “التحريض على العنف والإرهاب”، في خطب وتصريحات له، بالإضافة إلى اتهامه بـ”دعم وتأييد منظمة محظورة”، هي الحركة الإسلامية (الشمالية) التي كان يرأسها والتي حظرتها بتاريخ 17.11.2015، بموجب ما يسمى “قانون الإرهاب”.
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]