تشير التقارير التي تنشر تباعا، مؤخرا، إلى أن داء الليشمانيا (Leishmania) تحول إلى وباء، ويأخذ في الانتشار مؤخرا في مناطق الجليل ومركز البلاد وشمالي الضفة الغربية، إضافة إلى النقب.
يشار إلى أن الليشمانيا هي نوع من الطفيليات وحيدة الخلية تتطفل على الفقاريات، وتضم نحو ثلاثين نوعا، يمكن أن يصيب الإنسان منها نحو 20 نوعا، وتؤدي في الغالب إلى إصابات جلدية موضعية، تتقرح وتلتهب، وقد يستغرق علاجها ما بين ستة أشهر وحتى عام. وتنتقل الليشمانيا عن طريق لسعة ذبابة الرمل، وهي حشرة صغيرة تنشط ليلا، وتنقل الداء عن طريق امتصاص الدم من المصاب، وخاصة القوارض وأرانب الصخور تحديدا، إلى جسم آخر، وهي منتشرة في المناطق الريفية والزراعية. وهذه الذبابة تنشط في كافة فصول السنة باستثناء الشتاء.
وبحسب تقرير للقناة التلفزيونية الثانية، فإن هذا الداء الذي تنقله ذبابة الرمل ينتشر أكثر فأكثر في البلاد، ولا يبدو أن هذا الوضع سيتغير في المستقبل المنظور. ونقل التقرير عن الخبير في الأمراض الاستوائية في المركز الطبي “تل هشومير”، البروفيسور إيلي شفارتس، قوله إن الحديث عن “كارثة وطنية آخذة بالانتشار، ويجب إيجاد حل لها”، على حد تعبيره.
ويضيف أن علاج هذا الداء يتطلب علاجا مكثفا بالمضادات الحيوية، ويمكن أن يتسبب بأضرار للكبد والكليتين، كما أن الندوب في موقع الإصابة تبقى مدى الحياة.
وبحسبه، فإن الحديث عن وبأ ينتشر بشكل جدي ومخيف، لدرجة أنه وصفه بـ”الكارثة الوطنية”.
وقال أيضا إن الليشمانيا معروفة في البلاد منذ نحو مائة عام، ولكنها بدأت تنتشر مؤخرا، وخاصة في منطقة النقب. وأضاف أن هناك نوعا جديدا وصل البلاد قبل أكثر من عقدين، وبدأ ينتشر في الجليل وفي المنطقة الواقعة بين مرج ابن عامر شمالا، وغور الأردن شرقا، والساحل غربا، ومركز البلاد جنوبا.
وتابع أنه من الصعب، وربما من المستحيل، القضاء على أرانب الصخور المصابة بالداء، والتي تنقل المرض إلى ذباب الرمل، ومنها إلى جسم الإنسان. وقال إنه هناك ثلاثة عناصر يجب معالجتها: أولها أرانب الصخور كمصدر يخزن هذه الطفيليات؛ وذبابة الرمل التي تنقلها؛ والمرضى أنفسهم.
وأشار إلى أنه لا يوجد علاجات جيدة لهذا الداء، كما لا يوجد لقاح يحمي منه.
إلى ذلك، نقل التقرير عن مدير هيئة تمثل عائلات المصابين بهذا الداء، عوز فاكسبيرغ، قوله إن هذه الظاهرة باتت خطيرة بسبب تجاهل السلطات المستمر لها منذ سنوات طويلة، وطالب الوزارات الإسرائيلية بالعمل على إيجاد حلول لها، وبضمن ذلك تطوير لقاح ملائم. يذكر في هذا السياق أن تقارير سابقة كانت قد أشارت إلى انتشار أرانب الصخور في شمالي الضفة الغربية، وخاصة في محيط المستوطنات، بسبب أكوام الصخور والأتربة الناجمة عن أعمال التجريف في المستوطنات، وتتسبب بأضرار جمة للمزروعات والأشجار والثمار، وينضاف إلى ذلك كونها حاملة للوبأ.
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]