كثيرة هي الأسئلة المطروحة على الساحة اليافاوية والعربية بعد عملية الإعتداء على المقدسات في يافا وطوبا الزنجرية ومساجد عديدة في الضفة الغربية؟ المستهدف واحد والمجرم معروف. كلنا نعرفه وهو لا يخجل بالتصريح عن نواياه وأهدافه. الكل يعرف من الضحية ومن الجلاد. ولكن هناك من يحاول خلط الأوراق والضبابية حول الحدث. هناك من يعمل على التضليل وضرب الصف وتغيير الأدوار لتصبح الضحية في قفص الإتهام !! من المهم معرفة من أعطى الأوامر ولكن الأهم هو النتيجة. تغطية إعلامية غير مسبوقة قيادة الشرطة تهرول إلى يافا ومعها القيادة السياسية ورئيس البلدية يعبر عن غضبه وسخطه ويطالب بقطع الأيدي التي دنست القبور في مقابرنا الإسلامية وفود من الشرق والغرب والشمال والجنوب تأتي لزيارة مقابرنا وبالتحديد مقبرة الكزخانا وأبو الياس وابو محمد يتسائلون من هذا الذي يقلق مضاجعنا؟. لم نرى منذ عقود هذا الكم الهائل من الزائرين !!! لعل آخر مرة شاهدنا فيها هذا العدد الضخم عندما دفن البروفسور ابو لغد في المقبرة رغم ضيق المكان..
على الكثير من الأسئلة المطروحة كتب الرد بوضوع على قبورنا . كوضوح الشمس" الموت للعرب" و" صدق كاهانا"وكل من يحاول إعطاء تفسيرات لهذه العبارة يكون كمن يفسر الماء بالماء. لم تكن العبارات التي كتبت على مقابرنا العربية ولا أقول المسلمة أو المسيحية لأن الأمر ليس له علاقة بالدين بل بمجرد وجودنا كعرب في قلب هذه الدولة. ليس جديد علينا أننا مشكلة ديمغرافية تعاني منها الدولة . القوانين العنصرية التي تسن في الكنيست ليس لها علاقة بالدين وحزب اسرائيل بيتنا ليس حزبا دينيا بل ملحدا . وكذلك حزب الليكود . السياسة واضحة وجلية للجميع فلماذا نتبع اسلوب النعامة ونضع رؤوسنا في التراب؟ لماذا غابت غالبية القيادة اليافية عن التظاهرة التي نظمت احتجاجا على تدنيس مقابرنا؟ وهي بنظري اهم خطوة قمنا بها ولماذا تم دعوة " البعض" للجلوس مع رئيس البلدية ومن اختارهم؟ ولماذا تمنع الصحافة المحلية والقطرية من تغطية "المهمة" والتي تخص مجتمعنا ونحن نعلم أن هناك من يعمل على تشويش وكتم الأصوات التي لا تتماشى مع موقف السلطة وأعوانها وهنا ليكن واضحا للجميع حيث أنني لا أتهم أحدا بالعمالة ولكن أقول أن البعض منا يستعمل بوق السلطة ويتحدث بلغتها ونبرتها وهذا مرفوض كليا. وهناك من يستغل الحدث للظهور امام الكميرات وفي الصحف وكأنه القائد سلطان الأطرش. والبعض يطالب بالوحدة من جهة ويقوم بخطوان انفرادية لا تخدم مصالح بلده ولا حتى الطائفة التي يدعي تمثيلها.
الويل لنا إن كنا ننتظر هؤلاء الأوغاد لدفعنا لزيارة مقابرنا والإعتناء بها! عار علينا أن نشمر عن سواعدنا فقط عندما يحاول البعض تدنيس مقابرنا .من يقترح اليوم القيام بيوم عمل تطوعي بهدف صيانة القبور لا بد من أن يجيب أولا على سؤال لا بد منه . أين كان كل السنين الماضية؟. لو كانت عين تسهر على مقدساتنا لما اقتلعت مقبرة سلمة وعبد النبي وغيرها من المقدسات والأوقاف في يافا وغير يافا. لماذا التزم البعض بالصمت عندما نبشت قبور مقبرة القشلة الإسلامية وراح من يصرح بان المكان ليس وقفا.!!!
هناك قاسم مشترك يجمع الشرطة ورجال الأعمال ورئيس بلدية تل ابيب يافا والبعض من القيادة المحلية . القاسم المشترك هو إستمرار الهدوء في يافا وإلا فلن تنفذ المخططات لبيع ما تبقى من أملاكنا من أرض ومسكن. وعلينا عدم إغضاب اليهود وإلا فلن يأتوا ليافا في نهاية الأسبوع . والشرطة تحتاج مزيدا من الوقت لتختلي بشبابنا وعائلاتنا وكأن المشاهد اللانسانية التي مرت بها عائلة قاسم يمكن أن نمر عليها مر الكرام . تخيًل يا أخي أنك مكان هذا الإنسان ماذا كنت ستفعل؟
في نهاية الأمر يمكن القول أننا كمجتمع عربي ومنذ فترة بعيدة منشغلون بأنفسنا. نعاني من ذاكرة قصيرة المدى ونعاني من الإتكالية ومماطلة بإتخاذ خطوات عملية لتغيير الوضع. ولا ننسى حبنا وشغفنا لإنتقاد الغير وذمه وشطبه من لوائحنا. نكره المعارضة وندعي الشغف للوحدة ولكننا نخاف منها . والبعض منا يحب المخترة والمناصب الرفيعة . أمسينا علماء بطرح المشاكل وبالتحديد عيوب الآخرين حتى فقدنا القدرة على النظر في المرآة لنشاهد عيوبنا. وهناك من يعتقد أن المظهر الخارجي يحميه من كشف العيوب.
أعلم أن خطابي يحتوى على قدر كبير من الغضب ولكني اشهد الله انني لا أكره احد ولا اريد منصبا او أطمع لكرسي. همي أن تبقى يافا شامخة كالعروس جميلة كما عهدناها سباقة للخير والعطاء. لا بد ان نحاسب انفسنا على الماضي لنخطط للحاضر ونضمن مستقبل افضل للأجيال القادمة بأذن الله والله يشهد على ما أقول
عبد القادر سطل
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]