اثار إعادة تكوين لجان الآباء في المدارس الحكومية رضى أطراف العملية التربوية دون تحفّظ أو تذمر . وكان الدعم المعنويّ والماديّ والإعلاميّ لهذه اللجان فوق كل اعتبار، وفُتح المجال امام الأباء والامهات نحو التغيير وإحداث النقلة النوعية التي نطوق إليها، وبالفعل أقيمت اللجان وأقيمت لجنة آباء محلية ممثلة عن كافة اللجان وتوسمنا بهذا الجمع الخير وكل الخير.
لكن ما ينغّص القلب ويشتت الفؤاد تراجع هذا المشروع وتشتته بفعل إرادات شخصية واعتبارات ضيّقة ،أقل ما يقال عنها أنها في غير مصلحة أبنائنا وضد الإرادة الجماهيرية.
وأنا كمدرس سابق ومدرك لحالة الترهل التي اصابت مدارسنا وتراجع النتائج التحصيلية لمدارسنا الابتدائية تحديداً ( حيث تشير المعطيات التي نشرها موقع (ميدلان) الإحصائي ان معدل طلاب يافا من المدارس الابتدائية في المواضيع الأساسية كالعربي والانجليزي والحساب وصل إلى علامة 10 من 100 فيما يصل المعدل القطري الى 55%) وهذا يعكس حالة لا يجوز السكوت عنها إطلاقا .
إن النتائج المتردية لكافة مدارس يافا أضف عليها عدد طلاب يافا المتدني في الكليات والجامعات ، وضبابية الحالة التربوية فيما يتعلق بطريقة تعيين المديرين بيافا وتدخل عناصر على أساس ايدلوجي وسياسي وانعكاسات هذه الطريقة على كفاءات المدينة ممن لا حظ لهم ولا دعم، كل هذه الأمور مجتمعة تجعلني قلقا وقد دقّ ناقوس الخطر من جديد، فمستقبل المدينة التعليمي والتربوي أشد خطراً علينا من ضائقة السكن والمستوطنين ونبش القبور وغيرها .
وثمة سؤال يفرض نفسه بقوة تأمُل الإجابة، لماذا ومع حالة الترهل وفشل العملية التربوية والتعليمية برمتها نرى محاولات تسعى لإفشال دور لجان الآباء في المدارس؟! ألا يكفي عجز طلابنا بالالتحاق بالمعاهد العليا ؟ وفشل طلابنا في تحصيلهم الدراسي في الميتساف والبجروت وغيرها؟ الا يكفينا عجز طلابنا في اجتياز امتحان البسيخومتري؟ الا يكفينا عجز طلابنا في معرفة القراءة والكتابة في الابتدائيات ؟! الا يكفي رسوب طلابنا في المواضيع الأساسية كالعربي والعلوم؟ ومع هذا التراجع وهذه الكارثة بكل ما تعنيها هذه الكلمة من معنى فشلنا في تعزيز دور لجان الآباء.
أدعو هنا بأن يأخذ الآباء دورهم وبالطبع ضرورة هيكلة لجان الآباء من جديد والاستفادة من أخطاء الماضي والتحرر من قيود الانبطاح لإرادة المدير/ة . إن طريقة المحاباة والتملق التي تنتهجها لجان الآباء في تعاطيهم مع المديرين والطواقم التربوية المختلفة لا يجدي نفعا بل و ساهمت بدورها في افشال العملية التعليمية عامة، إما لعدم فهم الآباء لدورهم وإما لضعفهم امام شخصية المدير. وانا لا ادعو هنا إلى الخروج عن صلاحيات لجان الآباء. لكن لنضع مصلحة أبنائنا فوق كل اعتبار ونقدم مصلحة أبنائنا على مصالح الشخوص والمناصب. نعم لاحترام الطواقم التربوية وتقديرها على عملها وتضحياتها ولا والف لا لإفشال دور لجان الآباء وطيها تحت ابط المدير.
نحن الآباء نتحمل كل المسؤولية أمام هذا الفشل الذي صنعناه بفعل تقصيرنا وعدم تعاطينا مع متطلبات أبنائنا والتخطيط الجيد لمستقبلهم، إذا كان رسوب أبنائنا وتراجع أدائهم هو لفشل المربيين في رفع مستواهم الدراسي فنحن السبب في فشل المشروع التربوي والتعليمي برمته. ومع ما يجول بخاطري وخاطر الكثيرين من صراع في كينونة المشكلة، فإن الطامة تكمن فيمن يتجاهل انهيار العملية التربوية في المدارس الابتدائية، فكيف يمكن تجاهل ستة أعوام من مراحل حياة الطالب في المرحلة الابتدائية التأسيسية وندعي ان الثانوية والاعدادية قد فشلت بتأدية مهامها ؟!. والحقيقة أننا فشلنا نحن الآباء في تربية وتعليم أبنائنا.
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]