يبدو أن السلطات السعودية لم تعد تخجل من سعيها للتطبيع مع الإسرائيلي، وبكل ثمن، حتى لو كان عبر استغلال ركن من أركان الإسلام وابتزاز فلسطينيي الداخل من خلال رفض اجراءات سفرهم لأداء الحج والعمرة التي كانت متبعة في السابق، وفرض شروط جديدة تتمثل في إلزام فلسطينيي الداخل باستصدار جواز سفر أردني دائم، بدل المؤقت، من أجل السفر إلى الديار الحجازية!!.
تدرك السلطات السعودية أن شروطها تعجيزية، وأن الأردن لا يمكنه “تجنيس” كل من يريد أداء الحج والعمرة من أهل الداخل الفلسطيني، وبالتالي فهي تجبر من يبحث عن أداء فريضة من فرائض الإسلام، البحث عن بدائل، ربما تكون في “الجواز الإسرائيلي”، الذي ستعترف به السعودية لاحقا كمدخل لتطبيع رسمي لعلاقاتها مع المؤسسة الإسرائيلية.
وفي تسارع للأحداث بعد التوجهات السعودية أنها تشترط استقبال الحجاج والمعتمرين من فلسطينيي 48 فقط إذا كان بحوزتهم جواز أردني ثابت، ورفضها استقبال وفد عن لجنة الحج والعمرة من فلسطينيي الداخل بحجة أنهم من حملة الجواز الأردني المؤقت، وهو الإجراء المعمول به منذ عقود، بعد هذا التصعيد السعودي قررت لجنة الحج والعمرة في الداخل الفلسطيني الغاء رحلات عمرات الخريف والربيع التي كانت مقررة، إلى حين حل الأزمة التي فجّرتها السعودية.
وقال رئيس لجنة المراقبة في جمعية الحج والعمرة، الشيخ هاشم عبد الرحمن، لـ “موطني 48”: “بعد المستجدات الأخيرة فيما يخص الشروط السعودية لسفر فلسطينيي الداخل إلى الديار الحجازية، قررت لجنة الحج والعمرة لأهل الداخل، الغاء عمرات الخريف لهذا العام ويبدو أن الإلغاء سيشمل عمرات الربيع إلى حين تبين الأمر وحل الأزمة المستجدة”.
وأشار إلى أنه كان من المقرر أن تنطلق عمرات الخريف منتصف الشهر القادم، وكانت تضم نحو 5 آلاف معتمر، لافتا إلى أنه “لا يمكن للجنة الحج والعمرة أن تتحمل المسؤولية المالية عن العمرات في ظل الأزمة القائمة، لذلك كان قرار الإلغاء”.
وأوضح الشيخ هاشم أن الاتصالات مع الجانب السعودية مقتصرة الآن على وزارة الأوقاف الأردنية، بعد رفض السلطات السعودية لوفد لجنة الحج والعمرة دخول السعودية بجوازات سفر أردنية مؤقتة، وأضاف: “قامت اللجنة بالتواصل مع عدد من الشخصيات الاعتبارية من بينهم النائب الدكتور أحمد الطيبي رئيس لجنة المتابعة السيد محمد بركة، وطلبنا منهم التدخل لدى رئيس السلطة الفلسطينية والجهات المختلفة من أجل إيجاد حلول، ولكن يبدو أن المشكلة التي كانت تخص أيضا الفلسطينيين من غزة والضفة في طريقها إلى الحل، حيث يمكن لهم في نهاية الأمر أداء العمرة والحج في جوزات سفرهم الفلسطينية”.
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]