الأنظمة الديكتاتورية في كل بقاع الأرض, ترعاها وتحافظ عليها الدول الرأسمالية الاستعمارية, وفي مقدمتها أمريكيا, وبريطانيه, وفرنسا, وألمانيا, وذلك حفاظا على مصالحها, وأطماعها في ثروات الدول, وعلى رأسها الدول العربية والأفريقية, وأيما دولة يتمرد رئيسها على الدول الاستعمارية المذكورة, يتم عزله عن الحكم, وان كلف عزله تدمير بلاده وقتل الآلاف, وتجويع وتشريد الملايين من أبناء شعبه, يتم ذلك تحت مسميات مختلفة, تارة باسم الشرعية الدولية, وتارة باسم مكافحة الإرهاب, وتارة باسم الديمقراطية والحرية, وتارة باسم حقوق الإنسان, وهكذا مسميات مختلفة, يوضع أمام خيارين اثنين, إما الرضوخ والانصياع للاراده الاستعمارية , أو العزل والحصار والقتل والتشريد والدمار, والعراق وما حلّ به من دمار وقتل وتشريد على أيدي الأمريكان وحلفائهم وعلى رأسهم البريطانيين, وقطاع غزّه وما لحقه من حصار وقتل ودمار وتجويع, على أيدي الإسرائيليين وبتأييد أمريكي وغربي, وغطاء عربي, وأفغانستان والدمار والقتل والتشريد الذي تلحقه الآلة العسكرية الأمريكية ودعم حلف الناتو لها تحت مسمى محاربة الإرهاب, وتنظيم القاعدة, ولمن يريد المزيد فهذه الصومال أمام مرأى ومسمع العالم, آلة الحرب تقتل وتدمّر وتشرّد, وآلة الجوع تقتل الأطفال والنساء والشيوخ قتلا بطيئا, وتقسيم السودان إلى دولتين ليس منا ببعيد,
هذه الجرائم التي ترتكب بحق الدول والشعوب في مختلف الأماكن, في العالم, ترتكبها أمريكيا بالتحالف مع الغرب, وبتعاون عربي خليجي, لعل كل ما ذكرته لا يجدد شيئا للإنسان العربي من المحيط إلى الخليج, ففي عصر العولمة والانترنت, وعصر القوة والبلطجة, وعصر انعدام الأخلاق, وغياب المبادئ والقيَم, بات كل شيء جليّا مكشوفا, ولم يعد في السياسة أسرار, فالمصالح هي التي ترسم وتخطط سياسة الدول الخارجية, التحالف بين الدول يقوم على أساس ألمصلحه, لا يوجد في السياسة صداقه, إنما يوجد مصلحه, فصديق اليوم يتحوّل عدو الغد إذا اقتضت المصلحة ذلك, وعدو الأمس يتحوّل إلى صديق اليوم إذا اقتضت المصلحة ذلك, والأمثلة على ذلك كثيرة, على سبيل المثال لا الحصر, زين العابدين, وحسني مبارك, الحليفان والصديقان الأكبران لأمريكا والغرب, معمّر ألقذافي لم يشفع له ركوعه, وتسليم قياده بالكلية لأمريكا والغرب, لقد انقلبوا عليه بين عشيّة وضحاها, بل تحولوا إلى أداة تدمير لمعدّاته العسكرية, وهذا عبد الله صالح لقد أعلن مجلس الأمن انتهاء صلاحيته للحكم, الساعد الأيمن للأمريكان في حربهم على الإسلام والمسلمين تحت مسمى الحرب على الإرهاب, مرّه أخرى السياسة مصالح, لا قيم, ولا مبادئ, ولا أخلاق, ولا صداقه, ألمصلحه هي التي تجمع وتفرّق, وفيما أوردت من أمثله, كفى بها عبر لدول الخليج, وعلى رأسها المملكة العربية السعودية, والعاقل من اتعظ بغيره,
ولي كلمه تتعلق فيما يجري في سوريا, والتي تسرّعت جهات عربيه وإسلاميه كثيرة على مستوى الدول والحكومات, عبر مسئوليها, ووسائل إعلامها وفضائياتها في العزف والغناء على الألحان الامريكيه, والذي يدعو للاستغراب والقلق معا, موقف بعض الدعاة البارزين في العلم العربي ممن هبّ للدفاع عن الشعب السوري المسحوق, ومنهم من تطاول من على المنبر وبكلمات جارحه على شخص الرئيس بشار الأسد, وهذا يتنافى مع الدين والأخلاق الاسلاميه, فالدين يقول: وقولوا للناس حسنا, ويقول: ادعُ إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنه وجادلهم بالتي هي أحسن, وكأن الشعب السوري وحده مسحوق ومقهور ومصادره حريته, وباقي الشعوب العربية في دول الخليج وغيرها, تنعم بالحرية والديمقراطية, وكأن النظام السوري وحده نظام دكتاتوري قمعي, وباقي الانظمه العربية ديمقراطيه حرة, قبل أن ندين, وقبل أن نتهم, وقبل أن نسب ونشتم, ونلعن, ثمّ علامات سؤال ينبغي التوّقف عندها والإجابة عليها قبل الإدانة, في خضم الأحداث في سوريا قدمت الاداره الامريكيه على لسان رئيسها ولسان وزيرة خارجيّتها, للنظام السوري عرضا لوقف الاحتجاجات وإعادة الهدوء والاستقرار إلى الساحة السورية, مقابل فك ارتباط سوريا بإيران, ووقف تعاونها ودعمها لحزب الله وحماس, هذا سؤال كبير ينبغي على المنددين والمهاجمين والمتحمسين والمدافعين عن الشعب السوري المسحوق, الإجابة عليه وما أسهلها من اجابه, أنا لا أدافع عن النظام السوري , ولست ضد الإصلاحات, والديمقراطية, وحرية الشعوب في سوريا وفي كل بلاد الله, ولكن ارفض الكيل بمكيالين, وارفض السير خلف الركب الأمريكي لأنه يقود إلى التهلكة,
والله يقول الحق وهو يهدي السبيل,
سعيد سطل أبو سليمان
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]