فاجأت "ناسا" العالم في مؤتمر صحافي عقده مسؤولون فيها، الخميس، بكشفها عن صوت بحوزتها لم يسبق لأحد بالتاريخ أن سمعه قبل الآن، وهو صوت لهبوب الريح في المريخ، سجلته الأسبوع الماضي مجسّات لاستراق السمع، مثبتة في مسبار Insight الذي أطلقته الوكالة الأميركية قبل عامين وهبط على سطح الكوكب الأحمر في 26 تشرين الأول الماضي، بعد أن قطع أكثر من 480 مليونا من الكيلومترات.
مع التسجيل الذي خطف خبره الأضواء في وسائل الإعلام ومواقع التواصل، بث المسبار الذي كلف 850 مليون دولار، صورا جديدة للأديم الأكثر شبها بالأرض بين كواكب المجموعة الشمسية، إضافة إلى تسجيله لهبات رياح كانت سرعتها بين 16 إلى 24 كيلومترا، أي بطيئة تقريبا، مع ذلك نسمع صوتها في فيديو لأن مجسّات التنصت في "إنسايت" الذي سيستمر في مهمته مدة عامين، متطورة وحساسة جدا، تجعل الصوت المسموع طبيعيا 100% تقريبا، أي كما تسمعه الأذن البشرية على سطح المريخ تماما، خصوصا إذا تم الاستماع بسماعات الرأس وبصوت مرتفع.
والمهمة هي أن يدرس "إنسايت" صخور المريخ وتربته عند السطح، كما ودرجة حرارة جوه وسرعة رياحه، إضافة إلى الأهم، وهو التنقيب في أرضه حتى عمق 5 أمتار، عبر حفّارة ألمانية الصنع، مزودة بمقياس لحرارة الباطن ورصد ما فيه من صخور ومفاجآت، إن وجدت، بدءا من حيث هبط في سهل منبسط وواسع، معروف باسم Elysium Planitia القريب من خط استواء الكوكب، وهو سهل تصفه الوكالة دائما بأكبر ساحة على سطح المريخ.
كما في المسبار أجهزة دقيقة، بريطانية وفرنسية الصنع، لرصد الزلازل وقياس درجاتها، سيفردها المسبار على الأديم المريخي، بحيث "تستمع" إلى الهزات وتتعرف منها إلى طبيعة الطبقات تحت السطح وتكوينها "فنحن لا نعلم إلى الآن إذا كان باطن المريخ سائلا أم صلبا، ولا حجم جوفه، إلا بعد أن يخبرنا انسايت بذلك" وفق ما قالته Suzanne Smrekar نائبة كبير المحققين في برنامج المسبار لوسائل الإعلام يوم هبوطه قبل 10 أيام.
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]