كشفت شبكة "سي إن إن" الأميركيّة أن آخر ما الصحافي السعودي البارز، جمال خاشقجي، هو "لا أستطيع التنفس"، بحسب ما نقلت عن مسؤولين أميركيين استمعوا إلى التسجيلات، مساء أمس، الأحد.
كما قالت الشبكة إن التقارير التي بحوزة الإدارة الأميركيّة تتضمن أدلّة على اتصالات هاتفية لفريق الاغتيال السعودي مع "شخصيات رفيعة" في الرياض أثناء جريمة الاغتيال، لإطلاعها على تطورات الجريمة، دون أن تكشف من هي هذه الشخصيّة.
ووفق التسجيل الصوتي، فإن خاشقجي فوجئ من وجود ضابط المخابرات السعودي السابق، ماهر المطرب، الذي أجهز عليه مع باقي الفريق، إذ هجم المطرب على خاشقجي قائلًا "ستعود إلى السعودية"، فرد عليه خاشقجي "لا يمكنكم فعل ذلك، هناك من ينتظرني خارج المبنى".
إلا أنهم، انهالوا بالاعتداء على خاشقجي، الذي كانت آخر كلماته "لا أستطيع التنفس"، ورددها ثلاث مرات، ثم تلتها أصوات منشار وتقطيع.
وأكّدت تصريحات المسؤول الأميركيّ تفاصيل ذكرت سابقًا، منها اقتراح الفاعل على باقي الفريق الاستماع للموسيقى إذا أزعجهم صوت التقطيع.
وقال مساعدون في مكتب عضو بمجلس الشيوخ إن التفاصيل دقيقة ومتطابقة مع الإفادة التي تلقاها أعضاء المجلس من رئيسة المخابرات المركزية، جينا هاسبيل.
غراهام: لا شك بتورط ابن سلمان
من جهته، قال السيناتور الجمهوري البارز، ليندسي غراهام، إنه ليس هناك شك لدى أي سيناتور حضر إحاطة هاسبل، بـ"تورط" ولي العهد السعوي، محمد بن سلمان، في جريمة قتل خاشقجي.
جاء ذلك في مقابلة مع برنامج "صانداي مورنينغ فيوتشرز" على قناة فوكس نيوز الأميركية، الأحد، فيما نفت السعودية في أكثر من مناسبة عبر تصريحات رسمية أي علاقة لولي العهد بالجريمة.
وقال غراهام إنه "لولا الولايات المتحدة لكان السعوديون يتحدثون الفارسية خلال أسبوع"، لافتًا إلى أنّ الجيش السعودي لا يستطيع القتال ومواجهة تحديات الشرق الأوسط، بما في ذلك إيران.
ووصف الإحاطة التي قدمتها مديرة الاستخبارات المركزية الأميركيّة بشأن قضية خاشقجي بأنها "أكثر إحاطة إلمامًا" تلقاها خلال فترة وجوده في الكونغرس.
وقال إن "الشخص المسؤول عن تنفيذ عملية (قتل خاشقجي) هو الذراع اليمنى لمحمد بن سلمان"، وأضاف "ليس هناك شك لدى أي سيناتور حضر تلك الإحاطة بتورط بن سلمان في قتل السيد خاشقجي".
وأشار السيناتور الأميركي إلى أن "السعودية بحاجة إليهم أكثر مما هم بحاجة إليها، وقال في هذا الصدد "يزودوننا بـ 9% من وارداتنا النفطية، حاجتنا إليهم أقل بكثير من حاجتهم إلينا".
ولفت غراهام إلى أنه "ضد فكرة ضرورة بناء علاقة مع نظام مجرم مع سفاح مثل محمد بن سلمان لحماية أميركا من إيران"، مضيفًا "على العكس من ذلك بتعاوننا معه (بن سلمان) فإننا نضر بقدرتنا على حكم المنطقة".
وقال أيضًا إن "بن سلمان لم يتربص فقط بخاشقجي، هو متربص بآخرين، أشخاص ألقى القبض عليهم في دول أخرى وأحضرهم إلى السعودية فقط لكونهم منتقدين في تلك البلدان".
وتابع "هو وضع رئيس الوزراء اللبناني (سعد الحريري) تحت الإقامة الجبرية في أكثر مشهد غرابة رأيته منذ عشرين سنة، ويستمر هذا المشهد ويستمر".
وشدد غراهام بالقول "حسنًا، سنعتبره متواطئًا، سنجري تصويتًا في مجلس الشيوخ، ونقول إن محمد بن سلمان كان متواطئا في جريمة خاشقجي".
وتابع "لن أدعم أبدا أي صفقات لبيع الأسلحة للسعودية".
والثلاثاء الماضي، عقدت هاسبل، اجتماعات مغلقة، مع أعضاء لجنتي العلاقات الخارجية والقوات المسلحة في مجلس الشيوخ، لتقديم إفادة حول مقتل خاشقجي، بقنصلية بلاده في إسطنبول، في 2 تشرين الأول/أكتوبر الماضي.
وأثارت جريمة قتل خاشقجي غضبًا عالميًا ومطالبات مستمرة بالكشف عن مكان الجثة، ومن أمر بقتله.
وبعدما قدمت تفسيرات متضاربة، أعلنت الرياض أنه تم تقطيع جثة خاشقجي، إثر فشل "مفاوضات لإقناعه" بالعودة إلى الرياض.
وأعلنت وكالة الاستخبارات المركزية الأميركيّة (سي آي إيه)، مؤخرًا، أنها توصلت إلى أن "قتل خاشقجي كان بأمر مباشر من بن سلمان".
لكن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، المرتبط بعلاقات وثيقة مع الرياض، شكك في تقرير الوكالة، وتعهد بأن يظل "شريكًا راسخًا" للسعودية.
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]