ما زال المشهد يتكرر للناظرين والمراقبين برؤية أفواج طلاب المدارس الابتدائية من الوسط اليهودي وهم يزاحمون الجامعات والمعاهد العليا في البلاد، وذلك للتعرف على الحرم الجامعي والاحتكاك مع الطلاب لرصد مستقبلهم العلمي، واكتشاف ميولهم وتطوير ادراكهم نحو تحقيق رؤية علمية تحقق ذاتهم.
وفي نفس الوقت يفتقد هذا المشهد لرؤية الطلاب من الوسط العربي وهم يحذون حذو نظرائهم من طلاب المدارس الابتدائية والاعدادية للوسط اليهودي، حيث لا يشاهد اطلاقاً طلاب المدارس الابتدائية تحديداً في زيارات للتعرّف على الجامعات والكليات والمعاهد.
ويجدر السؤال ما المانع في أن يزور طلابنا العرب من الابتدائيات الجامعات والمعاهد العليا تحقيقاً لنفس رؤية نظرائهم من الوسط اليهودي؟، وهل هي الرؤية المختلفة لادارات المدارس في الوسط العربي عن الوسط اليهودي؟، وهو بالطبع ما يعكس الحالة الضبابية التي يعيشها طلاب الثانويات في اختيار ميولهم العلمية وتخصصاتهم، اذ أنهم يواجهون مشكلات كبيرة وتقلبات تُؤكد أن هناك حاجة كبيرة لمساعدة الطلاب وهم في المرحلة الابتدائية على اكتشاف ذاتهم وميولهم العلمية.
فهل عجزت الادارة التربوية في المدارس العربية أن تأتي بطلابها إلى المعاهد العليا والجامعات، أم هناك فعاليات ورحلات ترفيهية أهم من زيارة الجامعات؟، اذ أن الدراسات تشير الى ضرورة ارتداد الطلاب من مختلف المراحل التعليمية إلى الأقسام المختلفة في المعاهد العليا لمناقشة مستقبلهم التعليمي لما فيه من تأثير في صقل شخصيتهم العلمية المستقبلية التي ترسم مساره العلمي، الأمر الذي يضبط الطالب في مساره المدرسي ويعزز ميوله المستقبلية، كما أن كثرة زيارة الطلاب للجامعات يحفزّ الطلاب ويثير اهتماماتهم العلمية والثقافية.
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]