ما إن يحل موسم الحج إلا ويكثر الحديث عن لجان الحج والعمرة في الداخل الفلسطيني وقد كثر الحديث هذا العام بشكل أكبر نظرا لقرب صدور تقرير لجنة تقصي الحقائق حول نشاط هذه اللجان من موسم الحج.
ودون الخوض فيما جاء في هذا التقرير وبالتغاضي عنه ودون الخوض في غلاء تكاليف الحج التي تزداد عاما بعد عام لا بد من طرح سؤال واحد يتعلق بالمعايير التي تعتمدها لجان الحج والعمرة في تحديد أحقية الحجاج من عرب الداخل في أداء فريضة الحج وخاصة من حج في السابق منهم.
على كل من يبحث عن الجواب الجازم لهذا السؤال الذي لا نقاش فيه أن يتفقد الحافلات التي تقل الحجاج فهناك يكمن الجواب حيث سيرى العديد من الحجاج الذين سبق لهم وأن حجوا يصعدون إلى هذه الحافلات وهنا تصبح المعايير التي تنشرها لجان الحج والعمرة بخصوص الأحقية في أداء فريضة الحج مجرد حبر على ورق لا قيمة لها وخاصة في نظر من حرموا من أداء هذه الفريضة مع أن وضعهم كوضع من يصعدون إلى هذه الحافلات ولربما كانوا أحق منهم بأداء فريضة الحج.
الجميع يعلم أن هناك العديد من الناس ممن يرغبون في أداء فريضة الحج عن من انتقل إلى رحمة الله من ذويهم، وأعزائهم الذين لم يتمكنوا من أداء هذه الفريضة لسبب ما ولكن لجان الحج والعمرة تحرم بعض هؤلاء الناس من الحج بحجة عدم وجود مكان وتتذرع باكتمال عدد الحجاج وهكذا تفوت عليهم الفرصة إلى الأبد وخاصة إذا حجت من كان سيحج هذا المحروم معها كمحرم لها وفي هذه الحالة لا يبقى أمام من حرمتهم لجان الحج والعمرة من أداء الحج لذويهم وأعزائهم إلا الدعاء وتحميل هذه اللجان ذنب حرمان موتاهم من ثواب الحج.
ويا ليت أن ذنب هذه اللجان يتوقف عند حرمان الأحياء من الحج لذويهم الموتى لكنه يتعدى ذلك ليصبح أكبر وأكبر بسبب سماح لجان الحج لغيرهم بالحج بالرغم من تشابه ظروفهم تماما ولعل حج أعضاء هذه اللجان المتكرر لن يقنع هؤلاء المحرومين بنزاهة تصرفها هذا بالرغم من أن الحج هو خاتم أركان الإسلام بمعنى أن من يؤديه يكتمل دينه ألم يقل الله جلال جلاله في كتابه العزيز في سورة المائدة (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيت لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا) وهذه الآية نزلت في حجة الوداع مما يدل أن كمال الدين يكمن في الحج وكذلك قال رسول الله عليه الصلاة والسلام "الحج عرفة" ففسرها بعضهم بأن من حج قد عرف الله وهذا صحيح حيث يقول رسول الله عليه الصلاة والسلام ( من حج لله فلم يرفث ولم يفسق، رجع كيوم ولدته أمه) وهل هناك أكثر معرفة بالله من الأطفال الذين لم يقترفوا أي ذنب ومن هنا تزداد الثقة والأمل في كل من حج مرة واحدة على الأقل فما بالك بلجان الحج والعمرة الذي حج أغلب أعضائها مرات ومرات.
إن سماحهم لمن حج بأداء فريضة الحج مرة ثانية ولربما ثالثة وحرمان غيره مع أن وضع الاثنين متطابقا تماما أو حتى في كثير من الأحيان يكون وضع المحروم أفضل من وضع من سمحت له لجنان العمرة والحج بالحج يجعل الثقة والأمل في لجنة الحج والعمرة موضع نقاش، ويجعل كل من رأى هذا الحال سواء كان يرغب في الحج أو لم يرغب في الحج يتساءل ما هو سبب سماح لجنان الحج والعمرة لهؤلاء الناس بالحج دون غيرهم فأن لم تبرر لجنان الحج والعمرة هذا التصرف بشكل منطقي ومقنع فسيبقى يلاحقها هذا السؤال هل لجنان الحج والعمرة خاضعة للتهديدات والمحسوبيات؟.
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]