أشارت تقارير أصدرتها المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، إلى أن عدد ضحايا الإنفلونزا بلغ 80 ألف شخص خلال العام الماضي فقط. ونقدم لك هنا كل ما تحتاج معرفته حتى تحافظ على سلامتك خلال فصل الشتاء الحالي.
والإنفلونزا هي مرض معدٍ يصيب الجهاز التنفسي للإنسان، وسببه الرئيسي هو فيروسات الإنفلونزا. وينقسم الفيروس إلى ثلاثة أقسام: "الإنفلونزا أ" و"الإنفلونزا ب" و"الإنفلونزا ج".
ويمكن تقسيم الإنفلونزا "أ" إلى أقسام فرعية أخرى. أما "الإنفلونزا ب" فلا تنقسم إلى أي أقسام، لكنْ لها أوجه متعددة. ويضاف ذلك إلى مجموعة الحشرات التي يمكن أن تصيبك بالمرض خلال موسم الإنفلونزا، وذلك وفقا للكاتبة كولين ترافرس في تقريرها الذي نشرته مجلة "ريدرز دايجاست".
ما أعراض الإنفلونزا؟
قد يكون من الصعب التفريق بين الإصابة بالإنفلونزا والإصابة بنزلة البرد. وتعتبر حدة الأعراض الفرق الوحيد بين كلتا الحالتين، إذ إن أعراضا على غرار سيلان الأنف وانسداده أو التهاب الحلق، تكون أقل حدة في حالة الإصابة بنزلة برد.
أما في حالة الإصابة بالإنفلونزا، فإن الأعراض التي سبق ذكرها تكون مصحوبة بمشاكل أخرى على غرار الحمى والقشعريرة والصداع والتعب الشديد.
إذا كنت تعتقد بأنك مصاب بالإنفلونزا، فيجب عليك زيارة الطبيب الذي بإمكانه فحصك وإجراء التحاليل اللازمة للتأكد من الفيروسات التي أصابتك. علاوة على ذلك، تحقق من الأعراض التي تجعلك تعتقد بأنك مصاب بالإنفلونزا، فقد تكون الحقيقة عكس ذلك.
ماذا عن إنفلونزا المعدة؟
هذه الحالة تعرف أيضا باسم إنفلونزا الأمعاء. وبحسب الدكتورة نيكيت سونبال، يعود السبب وراء هذه الإنفلونزا إلى فيروسات "روتافيروس" و"نوروفيروس".
وأضافت سونبال أنه إلى جانب التهاب المعدة والأمعاء، تشمل الأعراض الرئيسية لإنفلونزا المعدة الإسهال والقيء، بالإضافة إلى ألم المعدة والتشنج والحمى والغثيان والصداع.
وفيروس الإنفلونزا يمكن أن يصبح قاتلا عندما يتسبب في أمراض أخرى على غرار الالتهاب الرئوي أو التهاب الحويصلات في الرئتين (التي قد تمتلئ بالسوائل).
ومن الأمراض الأخرى التي قد تنتج عن الإنفلونزا، نجد التهاب عضلة القلب والتهاب الدماغ، بالإضافة إلى الإنتان (تسمم الدم)، الذي يعني استجابة الجسم للعدوى التي قد تسبب الالتهاب في كامل أنحاء الجسم، مما قد يؤدي إلى فشل أو موت أعضاء الجسم. لذلك، يجب عليك مراقبة هذه العلامات لمعرفة مدى خطورة إصابتك.
صعوبة التنفس
أفادت الكاتبة بأن وجود صعوبة في التنفس الطبيعي، أو الشعور بضيق في التنفس بطريقة غير معتادة، تعد من العلامات التي تدل على أنك تعاني من مضاعفات الإنفلونزا.
وفي هذا الإطار، صرحت الدكتورة سونبال بأن هذه الأعراض تتجاوز مجرد انسداد في الأنف. فبعض الأمراض على غرار الالتهاب الرئوي تجعل عملية ملء رئتيك بالهواء أمرا صعبا، وبالتالي لن تستطيع أخذ نفس عميق.
آلام في الصدر أو البطن
قالت سونبال إنك إذا ما شعرت بآلام في الصدر فيجب عليك التوجه فورا إلى المستشفى، وذلك لتجنب حدوث مشاكل على مستوى القلب. وفي الحقيقة، يمكن أن تكون هذه الآلام علامة على مرض التهاب عضلة القلب. أما إذا كنت تعاني مسبقا من أحد أمراض القلب، فقد تزيد الإنفلونزا الأمر سوءا.
دوار مفاجئ وارتباك
على الرغم من أن الإصابة بالحمى يمكن أن تجعلك مصابا بالدوار، فإن الارتباك والدوخة يمكن أن يكونا من علامات الإصابة بالإنفلونزا. ومن المهم أن تتوجه فورا إلى الطبيب إذا بدأت تشعر بهذه الأعراض، قبل أن يزداد الأمر سوءا.
القيء الشديد أو المستمر
بينما تقول الدكتور سونبال إن القيء هو أحد أعراض التهاب المعدة والأمعاء، تؤكد أن الأمر لا يفترض أن يتجاوز يوما أو اثنين. وإذا تواصل القيء لمدة أطول من يومين، أو أصبح ممتزجا بالدم، أو ارتفعت درجة حرارتك بشكل كبير، أو أصبح جسمك عاجزا عن الحفاظ على السوائل لمدة يوم كامل، فيجب عليك أن تتوجه فورا إلى الطبيب.
للعمر والوزن دور أيضا
وتحذر سونبال من أن كبار السن (الذين تجاوزوا 65 عاما) وأصحاب الوزن الزائد هم أكثر عرضة للإصابة بالإنفلونزا، حيث تعاني هاتان الفئتان من ضعف في المناعة واستجابة مناعية أقل للفيروسات، وبالتالي يمكن أن تكون أكثر عرضة لمضاعفات الإنفلونزا.
ومن جهتها، تشدد المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها على ضرورة مراقبة تطور الالتهابات، خاصة لدى كبار السن. وترى سونبال أن هذا أمر طبيعي، إذ إن جهاز المناعة لدى الإنسان يضعف كلما تقدم في السن.
حالة طبية استثنائية
بحسب الدكتورة سونبال، فإن الحمل أو الإصابة بأمراض الرئة على غرار الربو والانسداد الرئوي المزمن وتوسع القصبات أو التليف الكيسي، يمكن أن تزيد من خطر التعرض لمضاعفات الإصابة بالإنفلونزا.
الرضّع
تحذر المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها من أن الأطفال دون سن الخامسة، خاصة الرضّع دون السنتين، يواجهون هم أيضا خطرا كبيرا للإصابة بمضاعفات الإنفلونزا. لذلك، يجب على الوالدين وفي حالة ملاحظة إصابة الطفل بصعوبة في التنفس، أو تغير في لون البشرة وميلانها إلى اللون الأزرق، أو ظهور حمى وطفح جلدي، أو رفض الطفل تناول السوائل، أو السعال، الاتصال بالطبيب على الفور لتجنب تعرض الطفل لمضاعفات أخرى خطيرة.
الوقاية للأطفال
عند الرضّع يكون نظام المناعة في طور البناء. لذلك، إذا كنت تعتقد أن طفلك الذي لم يتجاوز السنتين يعاني من الإنفلونزا فيجب عليك طلب المساعدة الطبية فورا، خاصة إذا كان غير قادر على التنفس أو تناول الطعام، أو عندما تلاحظ غياب الدموع عند البكاء، أو إذا كانت حفاظته أقل رطوبة من المعتاد.
كيف تحمي نفسك؟
أفضل طريقة للحماية من الإنفلونزا هي الحصول على لقاح سنوي ضدها. وتنصح المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها بالتلقيح لكل شخص يتجاوز عمره ستة أشهر.
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]